لماذا أقرت "إسرائيل" الآن بدورها في جريمة إغتيال الشهيد سليماني؟

لماذا أقرت
الأربعاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

في أول تأكيد علني،  اعلنت "اسرائيل"، وعلى لسان الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات في جيش الاحتلال الاسرائيلي، "تامير هايمان"، ان جهاز الموساد لعب دورا في جريمة اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني، بغارة جوية امريكية في العاصمة العراقية بغداد في 3 كانون الثاني يناير 2020.

العالم – كشكول

هذا الاعتراف جاء خلال مقابلة اجرتها مجلة "مابات مالام" الاسرائيلية مع هايمان، الذي قال ان "جهاز الموساد الإسرائيلي لعب دورا في اغتيال سليماني"، دون توضيح ذلك الدور. واضاف: "خلال ولايتي لهيئة الاستخبارات تم قتل القائد الإيراني، في العراق، وكذالك اغتيال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، في غزة".

اللافت ان هذا الاقرار الاسرائيلي يأتي، بعد ايام فقط على اعتراف الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب بأن الكيان الاسرائيلي خذله واستغله لتنفيذ اغتيال الشهيد سليماني، بحسب موقع اكسيوس الاميركي. ونقل الموقع عن مسؤول كبير في الادارة السابقة ان العملية فجرت أزمة بين واشنطن وتل ابيب بعد تقاعس الاخيرة عن القيام بدورها في تنفيذ العملية مشيرا الى ان ترامب توعد بكشف التفاصيل في الوقت المناسب.

ما قيل عن الازمة بين امريكا و الكيان الاسراائيلي، ليس سوى خلاف بين لصوص، شاركوا في السرقة واختلفوا على تقسيم ما سرقوا، فالمعروف لدى جميع دول وشعوب المنطقة والعالم، ان امريكا والكيان الاسرائيلي، شريكان في كل الجرائم التي ارتكبت ضد شعوب المنطقة ومحور المقاومة، فلا تقدم اسرائيل على اي جريمة الا بضوء اخضر امريكي ، ولا تنفذ امريكا جريمة الا بالتنسق مع اسرائيل، وان ايديهما ملطخة بدماء جميع احرار المنطقة، عربا ومسلمين.

الاقرار في المشاركة في اغتيال الشهيد سليماني، من قبل احد ارهابيي الكيان الاسرائيلي، بغض النظر عن اهداف هذا الاقرار الان وتزامنه مع تهديد ترامب من انه سيكشف عن خذلان اسرائيل له في جريمة الاغتيال، هو اقرار ستتحمل اسرائيل عاجلا ام اجلا مسؤوليته، بل انه سيضاعف مسؤوليتها ازاء ما اقترفت يداها.

المستغرب ليس في اقرار الكيان الاسرائيلي بدوره في الجريمة، بل المستغرب هو كل هذا التأخير في الاقرار بهذا الدور، فالشهيد سليماني، شارك في خلق كل هذا العلع والخوف الذي يلف "اسرئيل" اليوم، فهو شارك في اذلالها واذلال جيشها وافشال مخططاتها في لبنان و العراق وسوريا والمنطقة، وجعلها محاصرة برجال المقاومة من كل جانب.

يتفق اغلب المرقبين على ان اقرار الكيان الاسرائيلي، بانه شارك في جريمة اغتيل الشهيد سليماني، بعد انكار طويل، جاء من اجل التغطية على حالة الهلع التي تلف الكيان، بسبب التطورت العسكرية والامنية التي تشهدها المنطقة، والتي لا تصب في مصلحة هذا الكيان بشكل عام، خاصة بعد ان تلاشت قوتها في ردع من تعتبرهم اعداءها، بالاضافة الى ما يرد على مسامعها من اخبار سارة تأتي من فيينا، وهي تطورات تتزامن جميعها مع اخبار تؤكد عزم امريكا على مغادرة المنطقة، لذلك يحاول الكيان الاسرائيلي من خلال هذ الاقرر تذكير امريكا، بانه حليفها الحقيقي في المنطقة، وانه شريكها في كل جرائما، وعليها لا تتركه كما تترك باقي حلفائها الاخرين، الا انه فات هذا الكيان المرعوب، انه سيغرق اكثر في مستنقع رعبه، عندما اعلن جهارا نهارا انه شارك في اغتيال الشهيد سليماني ورفيق دربه الشهيد القائد ابو مهدي المهندس ورفاقهما الابرار وسط العاصمة العراقية بغداد..