السير بين الجثث... عبد الله حمدوك لا يجد ظهيرا

الجمعة ٢٤ ديسمبر ٢٠٢١
٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش
السير بين الجثث... عبد الله حمدوك لا يجد ظهيرا لا يبدو أن المناورة التي أقدم عليها عبد الله حمدوك، بتسريبه نبأ نيته الاستقالة، ستؤتي أكلها في دفع الأطراف كافة نحو تقديم تنازلات تتيح تشكيل الحكومة الموعودة، والتي لا تزال ترفض أن تبصر النور منذ الاتفاق على تأليفها منذ شهر تقريبا. إزاء ذلك، يظهر أنه لن يكون أمام الرجل، الذي ينتظر على الأرجح التحرك الجديد لـ«القوى الثورية» قبل أن يحسم خياره، إلا الاستقالة، لينفتح بذلك الباب على فصل جديد من الأزمة السودانية، قد يكون أشد قتامة مما شهدته البلاد إلى الآن.

العالم - افريقيا

«هكذا هي السياسة؛ إنها شق الطريق بين الجثث». تكاد هذه العبارة الواردة في رواية «حفلة التيس» للكاتب البيروفي، ماريو بارغاس يوسا، تنطبق على رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك. فمنذ أن نشرت وكالة «رويترز» خبرا مسربا عن دوائر ضيقة مقربة منه، في شأن نيته الاستقالة من منصبه خلال ساعات، بدا وكأن نهاية عهد الرجل قد دنت، وأن حقبة جديدة توشك أن تبدأ، عنوانها الإطاحة بكل أركان النظام القديم، والسيطرة التامة للجيش وداعميه على البلاد. وجاء هذا التسريب بعد نحو 72 ساعة فقط من تظاهرات شعبية عارمة نجحت في الوصول إلى القصر الرئاسي في الخرطوم، ومحاصرته لساعات، في تطور هام، أثبت من خلاله الشارع المعارض أنه لا يزال قادرا على مقاومة الضغوط التي يتعرض لها، للتسليم بالاتفاق السياسي المبرم الشهر الماضي بين حمدوك وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
استقال، لم يستقل!
لم يتقدم حمدوك، الذي أعيد إلى منصبه في 21 تشرين الثاني، باستقالته حتى اللحظة، كما لم يؤكد أو ينف التسريب الأخير، بل ترك الباب مفتوحا للتكهنات والاحتمالات. وفي هذا السياق، أكد الصحافي والمحلل السياسي المقرب من حمدوك، شوقي عبد العظيم، أن رئيس الوزراء «عازم بالفعل على الدفع باستقالته، بيد أنه أرجأها إلى ما بعد 25 كانون الأول»، موعد التظاهرة الجديدة التي دعت إليها «لجان المقاومة» و«تجمع المهنيين السودانيين». وقال عبد العظيم، في تصريحات صحافية، إن «رئيس الوزراء سيدفع باستقالته بالفعل، في حال لم تستجب القوى السياسية المدنية لدعوته إلى التوافق حول ميثاق وطني يقوم على الاتفاق السياسي الذي وقعه مع البرهان». ويبدو تلويح حمدوك باستقالته وكأنه تحصيل حاصل؛ إذ تسببت عودته إلى رئاسة الوزراء بإضافة تعقيدات جديدة إلى المشهد السياسي، جعلت استمراره في منصبه شبه مستحيل، مثلما بحثه عن توافق سياسي و«ميثاق وطني» مع «قوى الحرية والتغيير» (بشقها الرافض للانقلاب)، حاضنته السياسية التي تخلى عنها وذهب إلى اتفاق منفرد مع الانقلابيين.

جدلية المنبت
«كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى»، أصبح عبدالله حمدوك. الرجل، وبعد شهر على الاتفاق السياسي، فشل حتى الآن في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة (تكنوقراط)؛ نتيجة تمسك الحركات المتمردة السابقة، الموقعة على «اتفاقية جوبا للسلام»، ببقاء وزرائها الخمسة في الحكومة الانتقالية في مناصبهم، الأمر الذي يتناقض مع اتفاق البرهان - حمدوك، في ما يتعلق بتشكيل حكومة تكنوقراط لا علاقة لها بالأحزاب السياسية، التي ينبغي أن تتفرغ لترتيب شؤونها الداخلية وعقد مؤتمراتها العامة، استعدادا للانتخابات المزمع إجراؤها قبل تموز 2023.

المصدر: الاخبار

0% ...

آخرالاخبار

تحليق منخفض للطيران المسير في أجواء عدد من بلدات جنوب لبنان وهي كفرا، ياطر، بيت ليف، صربين


السلطات السورية توقيف 'والي دمشق' لجماعة 'داعش' الارهابية


مصادر محلية: قوات الاحتلال تعتقل الأسير المحرر الشيخ تيسير خصيب من بلدة عارورة قضاء رام الله بالضفة الغربية


الرئيس الفنزويلي: السلام هو هدفنا وهو الطريق الوحيد الذي يليق ببلدنا ومنطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية


جيش الاحتلال ينسف منازل سكنية شرق مدينة خانيونس


إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة


قيادي في حماس: مصادرة أراضي الضفة جريمة حرب مكتملة الأركان


إصابة طفلة إثر اعتداء مستوطنين على فلسطينيين في بلدة سعير شمال شرق الخليل بالضفة الغربية


مستوطنون يهاجمون منازل فلسطينيين في منطقة الربيعة في الخليل بالضفة الغربية


قوات الاحتلال تداهم عدة منازل خلال اقتحامها قرية سالم شرقي نابلس