العالم – قضية اليوم
ندرك قلق بريطانيا على "غُدتها" التي زرعتها في قلب العالم الاسلامي، ولكن كان عليها ايضا، ان تحاول الا يُخرجها هذا القلق، من الدور الذي تريد تجسيده، وهو دور من يقلق "على الامن الاقليمي والدولي"، على الاقل امام الراي العام الغربي والبريطاني، فمن الصعب ان تكون بريطانيا مقنعة للراي العام هذا، بينما تصف المناورات الايرانية الدفاعية، بانها "تهديد للامن الاقليمي والدولي"، فيما تشارك مع باقي الدول الغربية الى جانب "اسرائيل" في مناورات تحاكي الهجوم على ايران!.
من اجل الا نتهم بريطانيا بالنفاق والكذب، عليها ان تبين للراي العام الغربي، هل المناورات التي من المزمع ان يجريها "الجيش الاسرائيلي" في الربيع، وهي واحدة من أكبر التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي على الإطلاق، وفقا للمسؤولين والصحافة في هذا الكيان، حيث يشارك فيها عشرات الطائرات المقاتلة، بما في ذلك "إف-35" و"إف-16"، "تهديد للامن الاقليمي والدولي" أم لا، حيث ستجري الطائرات الإسرائيلية التدريبات على مسافات بعيدة فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة المسافة - أكثر من 1000 كيلومتر - التي ستحتاجها الطائرة لضرب المنشآت النووية الإيرانية؟!.
هل مثل هذه المناورات، التي يتم الاعلان عنها وعن هدفها بهذا الشكل الواضح والصريح، وهو شن هجوم عسكري، على بلد عضو في الامم المتحدة، وعضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، ويخضع برنامجه النووي السلمي لرقابة مشددة، من جانب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قبل كيان لا يعترف به اغلب دول العالم، ويمتلك ترسانة نووية، ويرفض الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي، هل مثل هذه المناورات تصب في صالح "تعزيز الامن الاقليمي والدولي"؟!.
بريطانيا تندد بمناورات "الرسول الاعظم 17" الدفاعية الردعية، وتطالب ايران بالتخلي عن برنامجها الصاروخي، بينما تنقل وكالتها وكالة "رويترز" للانباء، خبر زيارة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوتسن، الى الكيان الاسرائيلي ومناقشته وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، حول تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، في حال لم ترضخ ايران للارادة الامريكية في فيينا!.
يبدو ان القلق البريطاني والامريكي والغربي بشكل عام، من مناورات "الرسول الاعظم17"، كان في محله، فاطلاق عشرات الصواريخ البالستية، والطائرات المسيرة، في آن واحد، ووصولها الى اهدافها وتدميرها، قد حرم "اسرائيل" ومن ورائها بريطانيا وامريكا والغرب، حتى من حلم العدوان على ايران، فالاختلاف الوحيد بين المناورات التي انتهت أمس، وبين الحرب الحقيقية، هو في تغيير زاوية اطلاق هذه الصواريخ فقط، حسب تعبير قائد حرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي، الذي حذر زعماء الكيان الاسرائيلي من ارتكاب ادنى خطأ، وإلا فستُقطع أيديهم.
رسالة مناورات "الرسول الاعظم 17"، التي لم تستعرض الا جانبا محدودا من قدرات ايران الصاروخية، يبدو انها وصلت الى اعداء ايران، قبل ان ينجلي غبار المناورات، وهي رسالة مقتضبة وفي غاية الوضوح: "لغة القوة" لا تنفع مع ايران.. و"الإستسلام" عبارة لا معنى لها في القاموس الايراني.. و"الندية والاحترام" هي الطريق السالكة الوحيدة التي يمكن من خلالها الوصول الى نتائج ملموسة في مفاوضات فيينا، وفي صدر هذه النتائح إلغاء الحظر الامريكي الاحادي الجانب وغير القانوني، عن الشعب الايراني.
أمين أمين – العالم