ما هي رسالة المناورات السورية الروسية بالقرب من قاعدة التنف الامريكية؟

ما هي رسالة المناورات السورية الروسية بالقرب من قاعدة التنف الامريكية؟
الخميس ٣٠ ديسمبر ٢٠٢١ - ٠٤:٤٧ بتوقيت غرينتش

تواجه سوريا وحلفاؤها المشاريع الامريكية الهدامة على أكثر من محور، وهو ما يتطلب منهم تحركا سريعا نظرا الى المآرب الامريكية المستمرة في تفتيت سوريا.

العالم - كشكول

وجاءت المناورات المشتركة التي اجرتها قوات الجيش السوري ونظيرتها الروسية في بادية محافظة السويداء الممتدة إلى قاعدة “التنف” العسكرية التي تتمركز فيها قوات الاحتلال الامريكي جنوب شرقي سوريا، عقب مناورات وتدريبات أجرتها قوات الاحتلال الامريكي مع ما يسمى "جيش مغاوير الثورة" الذي يقوم بحماية قاعدة الاحتلال ويشكل صلة الوصل بين امريكا وعناصر "داعش" المتواجدين في منطقة البادية، الذين يقيم معهم علاقات تجارية أيضا.

المناورات العسكرية انطلقت، في 27 من كانون الأول الحالي، حيث وصلت سبع عربات عسكرية روسية إلى قاعدة الجيش السوري العسكرية في قرية شنوان في ريف السويداء الشمالي الشرقي، واستقرت القوات في مدرسة القرية لتبدأ بعدها التدريبات العسكرية مع "الفرقة 15 قوات خاصة" من الجيش السوري بالذخيرة الحية إضافة الى مشاركة من الطيران الحربي الروسي كما أُطلقت طائرات مسيرة خلال التدريبات.

يحافظ الجيش السوري وحلفاؤه على تواجد نشط في البادية حيث يحاول الاحتلال الامريكي وبمساعدة بريطانيا أيضا إعادة تنشيط "داعش" وظهرت نتائج هذه المحاولات بتصاعد هجمات "داعش" على قوات الجيش السوري في الآونة الأخيرة، خاصة بعد ان أرسلت بريطانيا الشهر الماضي مجموعة عسكرية الى قاعدة التنف بهدف وضع خطة لتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوف "جيش المغاوير".

التحركات الامريكية في التنف وازاها تحركات أخرى في الشرق السوري، حيث انساقت "قسد" مجددا نحو الموقف الامريكي، عبر فرض شروط مسبقة على أي حوار مع دمشق، بينها "عدم المساس بالإدارة الذاتية"، و"الحفاظ على هيكليّة قسد". شروطٌ قابلتها كلّ من دمشق وموسكو بالرفض، لتبدأ على إثر ذلك سلسلة من التقلّبات في موقف مسؤولي "قسد".

ومن الواضح ان جلّ ما يهم امريكا في سوريا هو محاولة فرض حالة من عدم الاستقراروضمان استمرارها هذا اولاً، وثانيا منعها من الحصول على ثرواتها النفطية والغازية لضمان أكبر تأثير ممكن لقانون معاقبة الشعب السوري (قيصر)، يقابل هذا محاولات اسرائيلية مستمرة لجر سوريا لفخ مواجهة عسكرية او تذكيرها في أكثر من مناسبة بأنها ستبقى في دائرة الاستهداف ما دامت في محور المقاومة وتقف بوجه المخططات الصهيونية.

لكن دمشق مازالت تؤكد عزمها على استعادة جميع الأراضي السورية، ومن بينها المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، وتركيا وأمريكا و"اسرائيل" وتشدد على أن سوريا لا يمكن أن تقبل بفصل ولو ذرة تراب عن أرضها، وستعيد الأمن والاستقرار إلى كل المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية المدعومة سواء تركيا أم امريكيا.