مفاوضات فيينا.. ورسائل حامل الأقمار الإصطناعية "سيمُرغ"

مفاوضات فيينا.. ورسائل حامل الأقمار الإصطناعية
السبت ٠١ يناير ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

يبدو ان العقلية الاستعمارية مازالت تتحكم بالغرب، في تعامله مع شعوب العالم وخاصة الشعوب الاسلامية، رغم مرور عقود طويلة على انتهاء عهد الاستعمار، الذي إتبع سياسة تجهيل الشعوب، بهدف نهب ثرواتها، وإبقائها في دائرة التخلف والتبعية، وقد تجلى ذلك بكل وقاحه اليوم، في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، الذي "نددت" فيه، بإطلاق إيران يوم الخميس الماضي صاروخ "سيمرغ" الى الفضاء يحمل معدات لأغراض بحثية.

العالم - قضية اليوم

وجاء في بيان وزارة الخارجية الفرنسية :"ان عملية الإطلاق لا تنسجم مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2231.. وانه نظرا الى التقارب الكبير في التكنولوجيات المستخدمة في إطلاق الصواريخ الفضائية وتلك البالستية، فإن عملية الإطلاق هذه تشكل جزءا مباشرا من التقدم المُقلق لايران في برنامجها للصواريخ البالستية".

اللافت ان القرار 2231 الذي استند اليه بيان الخارجية الفرنسية، "يدعو ايران الى عدم ممارسة انشطة مرتبطة بالصواريخ البالستية التي تم صنعها لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية"، بينما جميع الصواريخ البالستية الايرانية، لم يتم تصميمها لحمل رؤوس نووية، والمضحك ان هذا القرار، الذي ترفعه فرنسا في وجه ايران، انتهكته امريكا، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، وتجاهلته الدول الاوروبية، ومن بينها فرنسا، بعد ان تهربت من الالتزام بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق ، والذي جاء القرار 2231 لدعمه!.

من الصعب جدا، ايجاد علاقة منطقية بين صاروخ فضائي يحمل أقمارا اصطناعية ومعداث بحثية الى الفضاء، وبين الصواريخ البالستية، او بين المفاوضات الجارية في فيينا لرفع الحظر الامريكي عن الشعب الايراني. ولا ندري ما دخل فرنسا وامريكا والغرب، بالبرنامج الفضائي لايران؟، تُرى لماذا تفتخر فرنسا ببرنامجها الفضائي وبصاروخها آريان، بينما تعمل على حرمان ايران من ما تفتخر به؟!. تُرى هل ضاق الفضاء بالاقمار الاصطناعية الايرانية فقط، بينما إتسع لـ 6000 قمر إصطناعي، ارسلتها دول العالم الاخرى الى الفضاء، ومازال 1000 منها فعالا حتى اليوم؟. ام ان الفضاء هو ملك فرنسا والغرب حصرا؟!.

ربط وزارة الخارجية الفرنسية القسري، بين مفاوضات فيينا، وبين حدث علمي فضائي ايراني، جاء ليؤكد على السياسة الغربية القائمة على ربط البرنامج الصاروخي الايراني، بل ربط النهضة العلمية لايران، بمفاوضات رفع الحظر الامريكي عن الشعب الايراني، وهو ربط ترفضه ايران جملة وتفصيلا، فإطلاق الصاروخ "سيمرغ" للفضاء، وان جاء متزامنا، بشكل غير مقصود مع مفاوضات فيينا، إلا ان ايران اثبتت عمليا، من خلال ذلك، رفضها مثل هذا الربط، فبرنامجها الفضائي والصاروخي ودورها الاقليمي، لا مكان لها على طاولة فيينا.

صاروخ "سيمرغ" الايراني، حمل معه العديد من الرسائل وهو يصعد الى الفضاء، اولها ان الفضاء ليس ملكا لاحد، ثانيها، ان ايران ترفض منطق الغرب، الذي يحاول وقف نهضتها العلمية، بذرائع شتى، ثالثها، انه ليس هناك على طاولة فيينا الا موضوع رفع الحظر الامريكي عن الشعب الايراني، ورابعها، ان كل هذه المنجزات العلمية الهائلة، حققتها ايران في ظل الحظر الامريكي الغربي المفروض عليها طوال اربعة عقود، وهو حظر مازالت امريكا، تعتبره سلاحا، ترفعه بوجه ايران، لدفعها للرضوخ والاستسلام!.

أمين أمين – العالم