ترامب والإتفاق النووي.. مجنون يرمي حجراً في بئر لن يخرجه 100 عاقل

ترامب والإتفاق النووي.. مجنون يرمي حجراً في بئر لن يخرجه 100 عاقل
السبت ٠١ يناير ٢٠٢٢ - ١٠:٠٠ بتوقيت غرينتش

لا تجد مثلاً يمكن ان ينطبق على ما حل بالاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 بسبب القرار المجنون للرئيس الامريكي الارعن دونالد ترامب، الذي اعترف مؤخرا انه لم يكن سوى دمية يلعب بها رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، بالانسحاب منه، كالمثل الشعبي القائل "مجنون يرمي حجراً في بئر لن يخرجه 100 عاقل".

العالم كشكول

بعد تحميل النخب الامريكية والاوروبية ترامب وادارته ما وصل اليه الاتفاق النووي، واصفين قرار انسحابه من الاتفاق النووي بـ"الكارثي" وبـ"الخطأ الفادح"، حاول كُتّاب وسياسيون، مقربون من اليمين الامريكي المتصهين، قيادة حملة للدفاع عن ترامب وقراره الاهوج، ومن بين هؤلاء الكاتب أنتوني روجيرو، الذي نشر مقالا على موقع "فورين بوليسي"، لم يبرأ فيه ساحة ترامب فحسب، بل حمّل الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن وادارته، نتائج فعلة سلفه.

يقول روجيرو "هناك دلائل على أن ادارة بايدن تريد إلقاء اللوم على الرئيس السابق دونالد ترامب.. (ولكن) التقدم النووي الإيراني تحقق بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن وليس بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي".

وفي محاولة فاضحة لليّ عنق الحقيقة، يقول روجيرو، في سياق اندفاعه المحموم للدفاع عن السياسة الكارثية لترمب:"ان ما يدفع طهران إلى الأمام ليس حملة "الضغط الأقصى" التي شنها ترامب، ولكن قرار بايدن تخفيف هذا الضغط"!!.

وفي اطار ذات الاندفاع الاعمى عن ترامب، يكذب روجيرو، حتى الحقائق الواضحة عندما يقول في مقاله:"ان بايدن لم يفرض أي عقوبات على طهران"، بينما مازال حبر تواقيع بايدن واعضاء ادارته لم تجف بعد على قرارت حظر متعددة ومتنوعة شملت ايرانيين وغير ايرانيين، بهدف تشديد الحظر الامريكي على الشعب الايراني، ومازال بايدن يرفض حتى تخفيف الحظر الذي يستهدف جوانب انسانية، مثل الحصول على معدات ومواد طبية لمكافحة فيروس كورونا، بل ان اساس المشكلة التي تواجهها مفاوضات فيينا، هو رفض ادارة بايدن رفع الحظر الذي فرضه ترامب على الشعب الايراني.

من الواضح ان لا روجيرو ولا كل جماعات اليمين الامريكي المتصهين، لا يمكنها ان تغير الحقائق على الارض، وفي مقدمة هذه الحقائق، ان جنون ترامب، واستغلال الصهيونية العالمية لهذا الرئيس المجنون، هو السبب الاول والاخير لما وصل اليه الاتفاق النووي، واذا اراد بايدن، ان يُخرج امريكا من الوضع الذي حشره فيها ترامب، عليه ان يُخرج الحجر الذي القاه ترامب في البئر، لا ان يُلقي بحجر آخر في ذات البئر.