في العروبة.. لا أحد يزايد على إبن سيد العرب

في العروبة.. لا أحد يزايد على إبن سيد العرب
الأربعاء ٠٥ يناير ٢٠٢٢ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

إعتدنا ان نسمع اصواتا في لبنان، إرتأت ان تكون صدى للسعودية ، حتى لو كانت المملكة تدفع بالاوضاع في هذا البلد دفعا نحو الانفجار، كما في قضية وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي، ولكن ان يصل الامر بهذه الاصوات اللبنانية ان تتجاوز مواقف السعودية، التي تنفذ ما هو مطلوب منها امريكيا واسرائيليا في لبنان، وان تشكك بالانتماء الوطني لحزب الله، واتهامه ببيع "عروبته"، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه.

العالم كشكول

اعضاء "الحزب السعودي" في لبنان، ابتلعوا السنتهم، وهم يسمعون الملك السعودي سلمان وهو يصف في خطابه الاخير حزب الله بـ"الارهابي"، ويحرض اللبنانيين على بعضهم البعض، ولكن عندما رد الامين العام للحزب على سلمان بالقول "انتم الارهابيين"، فاذا بهم يتداعون للدفاع عن "مملكتهم ومليكهم"، وتمادوا في ذلك الى الحد الذي شككوا فيه بالانتماء الوطني لشريحة واسعة من اللبنانيين، كان لها الدور الاكبر في حفظ "الوطن" اللبناني. واتهموا هذه الشريحة ببيع "عروبتهم"، العروبة التي لم يبق لها اليوم من عنوان سوى حزب الله وسماحة السيد نصرالله.

في هذا "الزمن السعودي" البائس، وانتشار وباء الدولار النفطي، انقلبت كل القيم والمفاهيم، فقد اصبح التطبيع مع "اسرائيل"، الذي تقود السعودية مسابقات الهرولة اليه، "قرارا سياديا". و اصبح عقد معاهدات للدفاع المشترك بين الدول "العربية" و"اسرائيل"، بدعم وتشجيع سعودي صارخ، "مسألة أمن قومي"، واصبح اجراء مناورت عسكرية مشتركة بين "اسرائيل" والدول "العربية"، التي تاتمر بأوامر السعودية، "حماية هذه الدول من التهديدات الخارجية المشتركة"!. اما مقاومة حزب الله لعدوان "اسرائيل" التي تغتصب اقدس مقدسات العرب والمسلمين، فاصبح "إرهابا"!!.

لا يحتاج القارىء ان نكشف له دور السعودية وامريكا و"اسرائيل" في خلق وصناعة وتصدير الارهاب، بالتحديد الى الدول العربية والاسلامية، ويكفي ان نحيله الى الاعتراف العلني والصريح لولي عهد السعودية محمد بن سلمان، في لقاء مع التلفزيون السعودي، بأن السعودية، وبتحريض امريكي، استخدمت الوهابية التكفيرية، كسلاح ضد خصوم امريكا، خلال العقود الماضية، فكل الارهاب الذي ضرب ومازال يضرب المنطقة، خرج من السعودية ومن رحم الوهابية وبإعتراف ابن سلمان شخصيا، وبإعتراف كبار المسؤولين الامريكيين.

اما الحديث عن العروبة، ومن باعها بثمن بخس، فهو حديث ما كنا نتوقعه ان يخرج من افواه اناس، باعوا، ومنذ زمن قديم، كرامتهم قبل ان يبيعوا عروبتهم. فالعروبة لا تعني التطبيل للانظمة العربية الرجعية المطبعة، التي ينحصر دورها في تنفيذ مخططت امريكا و"اسرائيل" في المنطقة. العروبة لا تعني ان تبرر للسعودية قتل اشقائك العرب في اليمن منذ 7 سنوات ، وان تبرر لـ"اسرائيل" قتل اشقائك في غزة ، العروبة لا تعني ان تبلع لسانك وتخرس عندما يهين رئيس امريكا، وبشكل سوقي، الملك السعودي، الذي تعتبره ولي نعمتك، بينما قطعت اوتار صوتك هذه الايام وانن تتهجم على حزب الله، بمجرد ان حزب الله ، رد على هذا الملك المُهان من قبل ترامب. العروبة لا تقبل ان تُضرب وتُهان وتُحتجز وتُجبر على تقديم استقالتك، ولا ان تعود وتلعق اليد التي ضربتك واهانتك، وتأتي اليوم لتعض اليد التي دافعت عنك وطالبت بتحريرك من محتجزيك. العروبة لا تعني ان تستجدي العلاقة مع السعودية، بأي ثمن، فالكرامة الوطنية والشخصية، لا تقدران بإي ثمن، وهذا بالضبط ما اراد ان يقوله سماحة السيد نصرالله، في خطابه الاخير، عندما رفض حالة الانبطاح امام التكبر السعودي الاجوف، الذي أدمن عليها البعض في لبنان، فاذا كان هناك من باع عروبته في لبنان، مقابل حفنة دولارات، فهو بالتأكيد ليس سماحة السيد نصرالله، الذي قدم فلذة كبده قربانا لتحرير لبنان، من دنس المحتل الاسرائيلي، الذي يتسابق الاعراب اليوم للتطبيع معه، ومن اجل ان يبقى لبنان وطنا عربيا حرا سيدا،.. ففي العروبة لا أحد يجرؤ ان يزايد على إبن سيد العرب.