اثر احتجاجات على رفع أسعار الغاز..

كازاخستان: فرض حالة الطوارئ في البلاد ودعوات للتهدئة

كازاخستان: فرض حالة الطوارئ في البلاد ودعوات للتهدئة
الأربعاء ٠٥ يناير ٢٠٢٢ - ٠٦:٥٤ بتوقيت غرينتش

أعلنت كازاخستان حالة الطوارئ على كامل أراضيها بعدما اندلاع مظاهرات عنيفة تحوّلت إلى أعمال شغب اثر اندلاع احتجاجات على رفع أسعار الغاز.

العالم - اسیا والباسفیك

أفادت وسائل الإعلام الروسية "انترفاكس" و"تاس" و"ريا نوفوستي" الأربعاء نقلًا عن بيان أورده التلفزيون الحكومي لدولة كازاخستان بأنها أعلنت حالة الطوارئ على كامل أراضيها بعدما اندلعت تظاهرات إثر ارتفاع سعر الغاز وتحوّلت إلى أعمال شغب.

وسبق أن أُعلنت حالة الطوارئ محليًا في المناطق التي شهدت تظاهرات، الماتي العاصمة الاقتصادية للبلاد ومحافظة مانجيستاو والعاصمة نورسلطان.

واقتحم متظاهرون الأربعاء مبنى الإدارة الرئيسي لبلدية ألماتي العاصمة الاقتصادية لكازاخستان التي تشهد اضطرابات غير مسبوقة بعد زيادة في أسعار الغاز. فيما فرضت السلطات حالة الطوارئ في البداية في عدة مناطق بينها العاصمة نور سلطان.

وأطلقت الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع ضد حشد من آلاف المتظاهرين لكنها لم تنجح في منعهم من دخول المبنى، حسب صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية. واستولى المتظاهرون على هراوات ودروع للشرطة.

وأدت هذه المظاهرات بما فيها تلك التي تم تفريقها بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع ليل الثلاثاء الأربعاء من قبل الشرطة في ألماتي، إلى إقالة الحكومة بقرار من الرئيس قاسم جومارت توكاييف.

وتعطلت منصات التواصل الكبرى واتساب وتلغرام وسيغنال في كازاخستان الأربعاء بينما حجبت مواقع وسائل الإعلام المستقلة على ما يبدو.

وعانت كازاخستان، أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى اعتاد في الماضي على معدلات نمو من رقمين، من تبعات انخفاض أسعار النفط والأزمة الاقتصادية في روسيا مما أدى إلى انخفاض قيمة التنغي الكازاخستاني وتضخم قوي.

وتعتمد منطقة مانجيستاو على الغاز الطبيعي المسال كمصدر رئيسي لوقود السيارات وأي زيادة في سعره تؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية التي بدأت بالفعل في الارتفاع منذ بداية جائحة كوفيد-19.

حالة طوارئ وحظر تجول

وأُعلنت حالة الطوارئ حتى 19 كانون الثاني/يناير في مناطق عدة بما في ذلك العاصمة الاقتصادية ألماتي حيث سيسري حظر تجول من الساعة 23,00 حتى الساعة السابعة بالتوقيت المحلي.

وقالت وزارة الداخلية في بيان الأربعاء إن أكثر من مئتي شخص اعتقلوا لانتهاكهم النظام العام.

وأضافت أن 95 شرطيا جرحوا خلال هذه التظاهرات النادرة في هذا البلد الاستبدادي الغني بالمحروقات. وقالت وزارة الداخلية الكازاخستانية في بيان إن المتظاهرين "انجرفوا في القيام باستفزازات" عبر قطع الطرق وحركة السير، و"بالإخلال بالنظام العام".

وبدأت حركة الاحتجاج الأحد بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن غربي البلاد، قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة على شواطئ بحر قزوين، ثم إلى ألماتي.

وحاولت الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين لكن من دون جدوى، عبر الموافقة على خفض سعر الغاز الطبيعي المسال وتثبيته عند 50 تنغ (0,1 يورو) للتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 في بداية العام.

وقال التلفزيون الكازاخستاني الأربعاء إن مدير مصنع لمعالجة الغاز ومسؤولا آخر اعتقلا في منطقة مانجيستاو حيث تقع جاناوزن. وأضاف أنهما متهمان بـ "زيادة سعر الغاز دون سبب"، مما "أدى إلى احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء.

الرئيس توكاييف يعلن توليه منصب رئيس مجلس الأمن بدلا من نزارباييف ويعد بإجراءات صارمة

أعلن رئيس كازاخستان قاسم جمارت توكاييف أنه يتولى من اليوم منصب رئيس مجلس الأمن، مؤكدا عزمه على اتخاذ إجراءات حازمة لاستعادة النظام العام ولن يغادر البلاد تحت أي ظروف.

وقال توكاييف إنه من اليوم يتولى مهام رئيس مجلس الأمن وهو المنصب الذي كان الرئيس السابق نور سلطان نزاربايف قد عين له مدى الحياة.

مقترحات لتسوية الأزمة

وأضاف توكايف في خطاب للشعب هو الثاني من نوعه منذ يومين، إنه سيبقى في العاصمة وسيكون مع الناس "مهما كانت الظروف"، متعهدا بتقديم حزمة جديدة من المقترحات في أقرب وقت لتجاوز الأزمة الحالية.

وقال: "قريبا سأقدم مقترحات جديدة بشأن التحول السياسي في كازاخستان. لا أزال متمسكا بنفس الموقف المؤيد للإصلاحات المستمرة".

توكاييف: حشود من قطاع الطرق تستهزئ بالجنود

وقال توكاييف إن "حشودا من قطاع الطرق تستهزئ بجنود في ألما آتا، يقودونهم وهم عراة في الشوارع ويسرقون المتاجر"، مضيفا أن السلطات تتلقى طلبات كثيرة من المواطنين لحماية حياتهم.

وقال توكاييف إنه خلال المواجهات الأخيرة سقط عدد من الضحايا بين عناصر قوات الأمن، مؤكدا أنه اعتبارا من اليوم تعتزم السلطات التصرف بأقصى درجة من الحزم ضد منتهكي القانون خلال الاحتجاجات.

وقال إن هناك "متآمرين بدوافع مالية" وراء الاحتجاجات في البلاد.

الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الأطراف في كازاخستان إلى ضبط النفس

من جهته دعا الاتحاد الأوروبي في بيان جميع الأطراف في كازاخستان إلى ضبط النفس والامتناع عن جميع الأعمال التي قد تؤدي إلى التصعيد.

وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي يتابع التطورات عن كثب، في ضوء الاحتجاجات المستمرة في كازاخستان المرتبطة بشكل أساسي بالزيادة الأخيرة في أسعار الغاز المسال.

ودعا الاتحاد جميع الأطراف المعنية إلى "التصرف بمسؤولية وضبط النفس والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى مزيد من تصعيد العنف" في البلاد، "مع الاعتراف بالحق في التظاهر السلمي".

توقع الاتحاد الأوروبي في بيانه أن يبقى المتظاهرون "غير عنيفين وأن يتجنبوا أي تحريض على العنف"، داعيا السلطات إلى "احترام الحق الأساسي في الاحتجاج السلمي والتناسب في استخدام القوة عند الدفاع عن مصالحها الأمنية المشروعة، والوفاء بالتزاماتها الدولية"، بحسب موقع الاتحاد الأوروبي.

"كازاخستان شريك مهم للاتحاد الأوروبي. في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون المعززة بين الاتحاد الأوروبي وكازاخستان، نعتمد على كازاخستان في الوفاء بالتزاماتها، بما في ذلك حرية الصحافة والوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت وخارجه".

وحث الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى "السعي من أجل الحل السلمي للوضع من خلال الحوار الشامل مع جميع أصحاب المصلحة واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين".

واشنطن ليست متورطة في احتجاجات كازاخستان!

نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي الاتهامات الموجهة لواشنطن بالتواطؤ في تفاقم الوضع في كازاخستان.

ودعتبساكي، في أول تعليق رسمي للإدارة الأمريكية على الاحتجاجات في كازاخستان، المحتجين إلى الالتزام بالمظاهرات في إطارها السلمي، والسلطات للتحلي بضبط النفس.