حوامات القسّام وحزب الله تثير رعب "إسرائيل"

حوامات القسّام وحزب الله تثير رعب
الأحد ٠٩ يناير ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

اعتبر باحث إسرائيلي، أن قيام حزب الله باستخدام حوامات التصوير التابعة له تأتي بهدف جمع المعلومات لغايات عملياتية، إضافة إلى قيامه باستخدامها لفحص استعداد الجيش على طول الحدود وفحص قدرته على الرد بسرعة. كما أنها وسيلة ستستخدم بشكل واسع إذا ما اندلعت حرب على طول الحدود الشمالية.

العالم - الإحتلال

وقال الباحث عاموس هرئيل في مقال نشرته صحيفة " هآرتس" إن حوامة التصوير التابعة لـ”حزب الله” التي أسقطها جيش الاحتلال على حدود لبنان الثلاثاء بعد الظهر، هي الخامسة التي تلقى المصير نفسه خلال السنة.

وأوضح عاموس أن جيش الاحتلال لا يعطي أي تفاصيل عن كيفية إسقاط الحوامات، لكن استناداً إلى الاستخدام العسكري لهذه الحوامات في دول أخرى، يمكن التخمين بأن ثمة اندماجاً بين حرب إلكترونية ووسائل اعتراض حركية تعمل هنا.

وبين أن استخدام الحوامات يأتي أحياناً لغرض هجمات محددة لأهداف صغيرة، هو أمر سائد الآن في كل ساحات القتال في المنطقة. وفي الاحتكاك الدائم بين ما تسمى بـ"إسرائيل" وحزب الله.

وأشار عاموس إلى أنه في آب الماضي، أسقطت وحدة الجليل، التابعة للفرقة 91 في جيش الاحتلال والتي تنتشر على طول الحدود، حوامة اخترقت الأجواء بصورة استثنائية.

وأضاف أن استخبارات الاحتلال وجدت عدد من الصور التي التقطتها تلك الحوامة والتي تظهر من يشغلون الحوامة وهم أشخاص من "قوة الرضوان"، وهي قوة النخبة الهجومية لدى حزب الله والمسماة على الاسم الحركي لعماد مغنية، رئيس أركان حزب الله الذي قتل في عملية اغتيال مشتركة نسبت لـ "إسرائيل" والولايات المتحدة في دمشق في شباط 2008.

وتابع عاموس مقاله بالقول: " لقد قام حزب الله بقفزة كبيرة في استخدام الحوامات، إذ تم في السنوات الأخيرة تشخيص عدد من الحوامات التي تطير أسبوعياً من لبنان على طول الحدود مع "إسرائيل"، واخترقت مسافة بضع مئات من الأمتار جنوباً".

واعتبر أن الحوامة الآن أصبحت بضاعة رائجة، ووسيلة متاحة لكل فرد، إذ يتم استيرادها بشكل قانوني للمحلات التجارية في لبنان، كما أنه يمكن طلبها أيضاً عبر الإنترنت.

وأوضح أن هناك العديد من المصورين والمهنيين والهواة يشغلونها لغاياتهم ونشاطاتهم، ولكن بالنسبة للجيوش أو التنظيمات فإنهم يحولونها لغايات مهمات عسكرية.

وبين عاموس أن جيش الاحتلال يدخل هذه الحوامات بشكل واسع في وحداته القتالية، ويتوقع أن يكون لها مكان أكبر عندما يستكمل البرنامج متعدد السنوات “تنوفاه”.

وأشار إلى أن حزب الله يستند إلى أساليب تعلمها رجال “الرضوان” في الحرب في سوريا حول كيفية استخدام الحوامات لإلقاء العبوات الناسفة والقنابل اليدوية من الجو، كما حدث في عدد من التجارب المشابهة التي أجرتها حماس ضد جيش الاحتلال على حدود غزة.

وتحدث عاموس في ذات السياق عن “منظومة الرقابة الجوية للفرقة” المسماة بـ “الرائد أ”، وهي غرفة عمليات تعالج حوامات حزب الله في وحدة الجليل، والتي تم تدشينها قبل سنة ونصف، وثمة غرفة عمليات مشابهة تعمل في فرقة غزة.

وتابع: "حسب قول “أ”، فإن الاستخدام الواسع للحوامات تم تشخيصه في العام 2014، وفي حينه بدأ بلورة الرد العملياتي على هذا الفضاء الذي يسمى باللغة العسكرية بالمفهوم الضبابي “ارتفاع قريب من الأرض”، ويجلس في غرفة العمليات المشتركة رجال رقابة جوية (هذه أيضاً هي الخلفية المهنية لـ أ) ورجال استخبارات ورصد".

وأضاف: "عملياً، تخترق "إسرائيل" أيضاً سيادة لبنان طوال سنين بواسطة طلعات تصوير لجمع المعلومات في سماء لبنان، وحسب وسائل إعلام عربية، فإن "إسرائيل" تفعل ذلك عندما تطلق الصواريخ من المجال الجوي اللبناني باتجاه قواعد عسكرية ومواقع إنتاج وقوافل لتهريب السلاح داخل الأراضي السورية".

وفي سياق أخر تطرق عاموس في المقال الذي نشرته الصحيفة، إلى الأحداث التي جرت في الأسابيع الأخيرة على الحدود مع قطاع غزة، خاصة في ظل توجيهات أصابع الاتهام إلى الصدفة أو فقدان الانضباط المؤقت أو الحالة الجوية.

واعتبر أن إصابة إسرائيلي إصابة طفيفة بنار قناص، ورصاص رشاشات اخترق الأراضي الإسرائيلية، وإطلاق لصواريخ مضادة للطائرات على طائرة لسلاح الجو أثناء هجوم إسرائيلي رداً على إطلاق صاروخين من القطاع، لم تعد مبررات صادقة وواضحة.

وتابع: "كالعادة، قدمت حماس تفسيرات مختلفة، بدءاً من خطأ نبع عن عاصفة رعد، وحتى محاولة إطلاق نار مشوشة".

وأوضح أن الهجوم الذي اتخذه رئيس الحكومة نفتالي بينيت حول الأحداث التي جرت لم تكن بالقدر الذي كان متوقعاً، مقارنة بحجم التهديدات التي قال فيها بأن "إسرائيل" لم تعد تشتري التفسيرات المناخية لأحداث كهذه، وأن حماس ستدفع كامل الثمن".

وتابع: "الحكومة الحالية مثل سابقتها، ما زالت تريد تجنب جولة تصعيد أخرى في القطاع بقدر الإمكان".

واستصعب عاموس تجاهل تراكم الصدف، موجهاً الاتهامات إلى حركة الجهاد الإسلامي عن الأحداث الأخيرة، خاصة في ظل الإضراب عن الطعام للمعتقل الإداري عضو الجهاد الإسلامي، هشام أبو هواش، والذي انتهى هذا الأسبوع.

وتوقع أن تتطور أزمة محتملة مشابهة حول إضراب سجين أمني آخر محكوم بالمؤبد من حركة فتح.

في ذات السياق أوضح عاموس أن حماس ترسل عدد من برقيات التهديدات على "إسرائيل" بصورة متواترة، مشيراً إلى أنه ليس بالضرورة أن تؤدي هذه الظروف إلى عملية عسكرية في الأسابيع القريبة القادمة، لكن السخرية تكمن في الآمال التي أعرب عنها جيش الاحتلال، بعد انتهاء عملية “حارس الأسوار” في أيار الماضي، والتي قال فيها بأن عمليات إسرائيل ضمنت الهدوء في القطاع لبضع سنوات أخرى قادمة.

وتوقع أن تؤدي خيبة الأمل المتوقعة بين الطرفين إلى مواجهة في ظل وجود فجوة بين تطلعات حماس إلى عمليات إعادة تأهيل واسعة، وبين نقص القدرة على إنهاء صفقة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين.

وتطرق عاموس خلال مقاله للحديث عن القلق الذي بدى واضحاً على وجه "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، في ظل محاولات حماس المتزايدة للقيام بعمليات في الضفة الغربية، فتضعف بذلك مكانة السلطة.

وذكر أن العملية الأخيرة بإطلاق صواريخ حماس نحو القدس بدت كتماهٍ مع سكان شرقي القدس الذين تصادموا مع "إسرائيل"، لكن في المرة القادمة، قد يكون سبباً للمواجهة في الضفة أو تصعيداً جديداً في المدن المختلطة داخل الخط الأخضر.

كلمات دليلية :