بعد تهديدات بينيت.. هل مازالت "إسرائيل" تعيش عصر ما قبل محور المقاومة؟

بعد تهديدات بينيت.. هل مازالت
الإثنين ١٠ يناير ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

"نحن قلقون بكل تأكيد. ويهمني أن أقول وأوضح هنا بصورة لا تقبل التأويل أن إسرائيل ليست طرفا في هذه الاتفاق (الاتفاق النووي)، وغير ملزمة بما سيكتب فيه ان تم إبرامه، فإسرائيل ستواصل الاحتفاظ بحرية التصرف الكاملة في كل مكان وفي كل وقت، ودون أية قيود.. ونعمل على توجيه ضربات هجومية وليس دفاعية فقط"، هذا الكلام هو لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت، والذي جاء تعليقا على المحادثات الجارية في فيينا بهدف رفع الحظر الامريكي عن إيران.

العالمكشكول

يعتقد بعض المراقبين ان مشكلة امثال بينيت في الكيان الاسرائيلي، هي انهم مازلوا يعيشون مرحلة ما قبل الجمهورية الاسلامية في ايران، ومرحلة ما قبل ظهور محور المقاومة، عندما كانت "اسرائيل"، تبدأ الحروب وتنهيها، وتضرب، دون ان تحسب حسابا لرد الاخرين على ضربتها، لانها تعلم ان مثل هذا الرد لن يأتي ابدا. وهذا الاعتقاد هو الذي يدفع زعماء هذا الكيان الى اطلاق التهديدات بالهجوم على دول ذات سيادة، لمجرد ان "اسرائيل" تعتبرها تهديدا لها.

في المقابل هناك العديد من المراقبين يعتقدون ان مجرد اطلاق التهديدات بهذا الشكل اللافت وشبه اليومي لزعماء الكيان الاسرائيلي ضد ايران، هو اعتراف واضح وصريح من قبلهم انهم لم يعودوا يعيشون مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وانهم باتوا يواجهون قوة اقليمية كبرى، وهي الجمهورية الاسلامية في ايران، ومحور ممتد على مجمل جغرافيا المنطقة، هو محور المقاومة، وهما قوتان، قيدتا خلال العقدين الماضيين، حرية تحرك "اسرائيل"، التي لم تعد القوة المهيمنة في المنطقة، والتي لا تعترف بإي خطوط حمراء للدول والشعوب.

عندما لجمت ايران ومحور المقاومة "قوى كبرى" مثل امريكا، ومنعتها من حرية التصرف بمقدرات شعوب المنطقة، كما كانت تفعل في السابق، فانهما اكثر قوة على لجم الكيان الاسرائيلي، الذي تعود اغلب قوته الى ضعف الاخرين، وليس الى قوتها الذاتية.

هذه الحقيقة، حقيقة "قوة اسرائيل"، كشفها ابن ايران البار الشهيد القائد قاسم سليماني، الذي تمر هذه الايام ذكرى استشهاده، فهو الذي ادرك ان "اسرئيل" لا تمتلك عناصر قوة ذاتية، تجعلها تتحمل اي صراع طويل الامد، وان قوتها الحقيقية تكمن في ضعف المحيطين بها، لذلك انبرى، مع باقي احرار الامة، لمعالجة هذه المعضلة، والانتقال الى تشكيل مجاميع المقاومة، التي باتت "اسرائيل" اليوم تحسب لها الف حساب، قبل ان تفكر بالعدوان عليها.

لهذه الاسباب وغيرها، بات الجميع، حتى حلفاء "اسرائيل" في الغرب وفي مقدمتهم امريكا، لا يأخذون تهديداتها ضد ايران على محمل الجد، بل انهم اصبحوا اكثر تذمرا من هذه التهديدات التي تشبه صراخ طفل نزق يطلب من والديه ما لا يستطيعان توفيره له، لذلك لم يعد امامهم من خيار الا تجاهل هذا الصراخ، وهو صراخ، ما كان ليرتفع بهذا الشكل الفاضح، لولا تضحيات شهداء محور المقاومة وفي مقدمتهم الشهيد القائد سليماني.