هكذا تعمل 'إسرائيل' على 'ترويض' العقل العربي للقبول بها!

هكذا تعمل 'إسرائيل' على 'ترويض' العقل العربي للقبول بها!
السبت ١٥ يناير ٢٠٢٢ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

كتبت صحيفة “رأي اليوم” الالكترونية انّ قادة كيان الاحتلال يؤمنون أنّ الاتفاقيات الاقتصاديّة مع الدول العربيّة المُطبّعة تعود بأرباح طائلة عليهم مضيفة ان "اسرائيل"تحاول ترويض العقل العربيّ للقبول بها ككيان طبيعي في المنطقة من خلال هذه الاتفاقيات الاقتصادية وتعزيزها .

العالم - الاحتلال

وكتبت صحيفة “رأي اليوم” الالكترونية مقالا بقلم زهير أندراوس ذكرت فيه: ان قادة كيان الاحتلال يؤمنون أنّ الاتفاقيات الاقتصاديّة مع الدول العربيّة المُطبّعة والأخرى التي في طريقها للانضمام إلى قطار التطبيع، تُعزّز الاتفاقيات السياسيّة والترتيبات الأمنيّة، وأكثر من ذلك، فإنّ هذه الاتفاقيات تعود بالأرباح الطائلة على ميزانية "اسرائيل"، بحسب أقوالهم. يُشار إلى أنّ "الإسرائيليين" لا يأخذون بعين الاعتبار المُعارضة الشعبيّة الواسِعة في دول الوطن العربيّ لأيّ شكلٍ من أشكال التطبيع مع الاحتلال.

وفي هذا السياق اعتبر ضابط "إسرائيلي"ّ، خريج شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) أنّ ظهور المزيد من المبادرات الاقتصادية والتجارية بين الجانبيْن، أيْ "الإسرائيليّ" والعربيّ، بمعزلٍ عن القضية الفلسطينية، ستُؤدّي إلى تحقيق الهدف بعيد المدى، أيْ الإستراتيجيّ، وهذا هدف البعيد قد لا يكون تحقيق "سلامٍ" شاملٍ بينهما.

وشدّدّ ضباط الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال على أنّ الهدف قد يتم بمجرد تحقيق اختراق في المنظومة الشعبية العربية، وترويض العقل العربيّ للقبول بكيان الاحتلال ككيانٍ طبيعيٍ في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، قال الخبير السياسيّ "الإسرائيليّ" إيال هاكيس، خريج شعبة الاستخبارات العسكرية، وشغل منصب كبير الباحثين السياسيين والاقتصاديين، ومستشارًا لشركة الاستشارات الإستراتيجيّة McKinsey، في كتابه الجديد “جسور الاقتصاد”، قال إنّ “التطبيع ليس هو الحل الوحيد لتوطيد العلاقات العربية الإسرائيلية، لأنّه إذا أصرّت إسرائيل على التطبيع فقط، فلن تكون قادرةً على تحسين الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يشهد تعزيزًا في جوانب الطاقة والغاز، الأمر الذي يُظهِر الحاجة تخصيص ملياريْ شيكل (دولار أمريكيّ يُعادِل 3.11 شيكل إسرائيليّ) لتحقيق الجسور الاقتصادية مع دول الشرق الأوسط”، على حدّ تعبيره.

وأضاف في حديثٍ خاصٍّ مع صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أنّه “يمكن في هذه الحالة بناء منطقة استثمار مشتركة مع الأردن، باعتباره بوابة واسعة للأعمال والشركات والمصانع في المنطقة، وعلى المدى الطويل سيؤدي لتحسين الاقتصاد "الإسرائيليّ"، وأنّه يمكن أنْ تصل مبادرات التجارة الحرة المختلفة عشرّات المليارات من الشواقل.

وفي معرِض ردّه على سؤال الصحيفة العبريّة، قال الخبير الأمنيّ والسياسيّ إنّ المشروع الذي سيربط الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي بميناء حيفا، سيجعل "إسرائيل" كيان ذات أهمية سياسية أكبر، وسيؤدي أيضًا لعوائد اقتصادية بعشرات المليارات، وهي جزء صغير من ميزانية وزارة الحرب البالغة 70-60 مليار شيكل”، على حدّ تعبيره.
ولا يفصل "الإسرائيليون" بين الحاجة لتعزيز الموازنات العسكرية والحربية، وفي الوقت ذاته، ضخ الأموال في المشاريع الاقتصادية المشتركة مع باقي دول المنطقة، بزعم أنها تساهم في الاستقرار الإقليمي من جهة، وتعمل على دمج "إسرائيل" في المنطقة من جهة أخرى.

عُلاوةً على ذلك يؤكِّد "الإسرائيليون" أنّ إقامة المزيد من الجسور الاقتصاديّة مع الأردن ومصر، ستؤدّي للحفاظ على الترتيبات الأمنيّة معهما، مع أنّ معظم هذه الجسور يقودها القطاع "الإسرائيليّ" الخّاص.

يُشار إلى أنّ الأردن وقّع مع "إسرائيل" اتفاقيّةٍ جديدةٍ في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، يسمح بتوسيع صادرات المملكة إلى السوق "الإسرائيليّة" بنحو 5 أضعاف، ويقضي الاتفاق بزيادة معدل الصادرات الأردنية إلى السوق الفلسطيني إلى نحو 730 مليون دولار سنويًا عوضًا عن 150 مليون دولار في الوقت الراهن.

وأظهرت المعطيات "الإسرائيليّة" الرسميّة، كما أفادت مجلّة "تايمز أوف أسرائيل" العبرية أنّ التجارة مع الإمارات العربية المتحدة ارتفعت من 50.8 مليون دولار بين يناير ويوليو 2020 إلى 613.9 مليون دولار في نفس الفترة من العام الفائِت 2021.

وكشفت المعطيات الرسميّة أيضًا عن أنّ التجارة مع مصر ارتفعت من 92 مليون دولار إلى 122.4 مليون دولار، ونمت التجارة مع المغرب من 14.9 مليون دولار إلى 20.8 مليون دولار.