لا الشعب اللبناني سطهو طعامه على غاز إسرائيلي ولا سوريا ستسمح بمروره

لا الشعب اللبناني سطهو طعامه على غاز إسرائيلي ولا سوريا ستسمح بمروره
الأحد ١٦ يناير ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٠ بتوقيت غرينتش

نفت وزارة الطاقة اللبنانية اليوم بشدة تقارير إخبارية بثتها "القناة 12" العبرية تقول ان الولايات المتحدة وافقت على اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي الى لبنان عبر خط انابيب يمر بالأراضي الأردنية والسورية، وأكدت الوزارة ان هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة.

العالم - لبنان

هذه التسريبات الإسرائيلية قد يكون الهدف منها بذر بذور الفتنة في الساحة اللبنانية أولا، ثم بين لبنان واشقائه في سورية والأردن ومصر، خاصة ان وزراء الطاقة في الدول الأربع ناقشوا كل التفاصيل اللوجستية المتعلقة بكيفية وصول الغاز المصري الى لبنان، وجاء تأخير التنفيذ لعدم صدور الموافقة الامريكية مثلما صرح مسؤول مصري قبل بضعة أيام، ويبدو ان الإدارة الامريكية التي اقترحت هذه الخطوة عبر سفيرتها في لبنان دوروثي شيا، ادركت ان الصبر اللبناني بدأ ينفد ويعطي نتائج عكسية، وان "حزب الله" الذي كسر الحصار النفطي بجلب ناقلات من ايران محملة بالمازوت والمحروقات الأخرى، سيكرر الأمر نفسه بالنسبة الى الغاز، فإيران جاهزة لتوفير البدائل، ولهذا سارعت بإعطاء الضوء الأخضر.

لا نستبعد ان تكون هذه التسريبات محاولة لنشر البلبلة، وتأزيم الأوضاع في لبنان، في وقت بدأت أزمة الانسداد الحكومي تتجه نحو الانفراج بعودة وزراء كتلة دعم المقاومة الى حضور الجلسات الحكومية.

السلطات السورية التي دفعت ثمنا غاليا من أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية، ودماء شهدائها بسبب تصديها لدولة الاحتلال الاسرائيلي واغتصابها للحقوق العربية، لا يمكن ان تقبل مرور غاز إسرائيلي مسروق عبر أراضيها الى لبنان، والا لماذا لا يأتي هذا الغاز مباشرة عبر رأس الناقورة الى لبنان، اختصارا لمئات الكيلومترات، وهي التي رفضت مرور خط انابيب غاز قطري عبر أراضيها الى أوروبا للمنافسة غاز حليفها الروسي، وبقية القصة معروفة.

السيد حسن نصر الله الذي كسر الحصار النفطي على لبنان مثلما كسر قانون "قيصر" الأمريكي وعقوباته على سورية لا يمكن ان يقبل بوصول هذا الغاز الإسرائيلي المسروق والمسموم الى البيوت اللبنانية، فسابقة الأردن، التي رفضها الشعب الأردني الشريف الوطني، في هذا الضمار لن تتكرر في لبنان.

الشعب اللبناني الوطني والمقاوم لن يطهو طعامه على نيران غاز العدو المسروق، وهو الذي هزم هذا العدو عدة مرات، وحرر بلاده من احتلاله، وسيتمكن بإذن الله من فرض سيادته وارادته على حقول غازه ونفطه في مياهه الإقليمية وفي القريب العاجل بالقوة اذا فشلت الوساطات السلمية.

الغاز الإسرائيلي المسروق خط شديد الاحمرار، ولن يدخل البيوت اللبنانية، طالما هناك مقاومة تحرس الثوابت والقيم العربية والإسلامية، وتستعد عسكريا للمواجهة الكبرى لنصرة الحق في فلسطين المحتلة.

*رأي اليوم