شاهد.. حيوانات الرنة ضحية التقدم البشري

الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

مربو الرنة في النرويج من السكان الأصليين وعلى الرغم من حالة الطوارئ المناخية لا زالوا يناضلون لاستعادة أراضيهم ومراعي حيواناتهم الشتوية.

العالم - خاص بالعالم

ترعى اسرة من أقلية سامي في شمال أوروبا وتحديدا النرويج تربي و حيوانات الرنة منذ أجيال، وعلى هذه القمة الجبلية كانت تتواجد مراعي شتوية لحيواناتهم ولكن ليس بعد اليوم، فالأنشطة البشرية ومشاريع طاقة الرياح وغيرها من منشآت البنى التحتية باتت تهدد سبل عيشهم، وتمسّ بتقاليد متوارثة من الأسلاف بحسب ما يؤكدون، معلنين مواصلة نضالهم في سبيل التخلص من التوربينات.

وقال ليف أرنه يوما وهو راعي الرنة: "في ما مضى، كانت المنطقة مثالية لحيوانات الرنة، إذ كانت خالية من أي نشاط بشري. أما الآن، فقد لحقت أضرار بالمنطقة برمّتها".

وقال جون كريستيان ياما، وهو راعي الرنة: "من المستحيل أن تأتي الرنة إلى هنا الآن، هناك الكثير من الضوضاء من التوربينات والسيارات والطرق، الطبيعة هنا مدمرة تمامًا لم يتبق سوى الحجارة والصخور".

إنه حقل ستوريا للتوربينات الذي أُنجز منذ عامين والذي يحرم أسرة يوما من أفضل المراعي الثلاثة التي تقود إليها قطعانها خلال الشتاء، وعلى الرغم من صدور حكم من المحكمة العليا النروجية بتعدي مزارع طاقة الرياح على حقوق ست عائلات من أقلية سامي في عيش تقاليدهم الثقافية وانتهاك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، تستمر التوربينات والمقدر عددها باكثر من 150 في الدوران.

وقالت سيسيل ستورمو هولتان، وهي راعية الرنة: "الأمر بالنسبة لا يتعلق أبدًا بالمال بل بأرضنا التي نحن بحاجة إليها، عندما يكون هناك شيء غير قانوني فأنت بحاجة إلى هدمه، ونأمل ان يتمكن ابنائنا واحفادنا في المستقبل من استخدام المنطقة مرة أخرى".

ولا يكشف أفراد عائلة الرعاة هذه عن عدد قطيعهم من الرنة، لأن ذلك سيكون أشبه بالكشف عن الرصيد المصرفي، لكنهم قد يضطرون الى خفض عدده إذا لم يجدوا عددا كافيا من المراعي.

يذكر ان هذا المجتمع من السكان الأصليين المكون من حوالى 100 ألف شخص ينتشرون في أنحاء النروج والسويد وفنلندا وروسيا تعرضوا لمحاولات استيعاب لم تخلُ من البطش في القرن 20، وباتت أراضيه مزروعة بمنشآت الطاقة والتعدين والتنمية الحضرية والسياحة.