فلسطين تودع 'شيخ الأرض' الشهيد سليمان الهذالين

فلسطين تودع 'شيخ الأرض' الشهيد سليمان الهذالين
الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠٢٢ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

شيع آلاف المواطنين الفلسطينيين بعد ظهر اليوم الثلاثاء جثمان الشهيد الشيخ سليمان الهذالين (75 عاما) في قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل.

العالم - فلسطين

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الميزان وصولا إلى منزل ذوي الشهيد قبل مواراته الثرى بمقبرة العائلة في أم الخير.

وشارك في موكب التشييع أعيان ووجهاء بمدينة الخليل، ومدن وقرى أخرى بالضفة المحتلة، وسط صيحات التكبير وترديد الهتافات الغاضبة والمطالبة بالثأر لدماء الشهيد.

وشدد المشيعون على ضرورة "إطلاق يد المقاومة بالضفة لتأخذ دورها في الدفاع عن أبناء شعبنا، والتصدي لجرائم الاحتلال وعربدات المستوطنين، كما طالبوا بتوسيع فعاليات المقاومة الشعبية التي سلكها الشيخ الشهيد لتمتد إلى كل قرى الضفة الغربية "حسبما افاد المركز الفلسطيني للإعلام.

وقد عم الإضراب الشامل في مدينة يطا بالتزامن مع تشييع جثمان الهذالين، الذي استشهد صباح أمس متأثراً بجراحه الخطرة التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا في 5 يناير الجاري.

وأصيب الهذالين بالرأس والصدر والبطن والحوض، بعد دهسه بمركبة تابعة لقوات الاحتلال، وأدخل إلى مستشفى الميزان بالخليل لتلقي العلاج، إلى حين استشهاده.

و"الشيخ سليمان" كما يطلق عليه الصحفيون، و"أيقونة المقاومة الشعبية" كما يسميه ناشطون، كان حاضرا في كل فعالية لرفض الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية، وبالأخص جنوبي الضفة، وفي محيط قريته التي يزحف إليها الاستيطان.

ويسجل للشيخ سليمان حضوره الدائم في الفعاليات الشعبية مرتديا حطَّة بيضاء (غطاء الرأس) مُسدلة على كتفيه، تخفي وراءها شعرا غزاه الشيب بعد عقود من مقارعة الاحتلال، وبيده عصاه يتوكأ عليها ويلوّح بها في التظاهرات والفعاليات الشعبية، إلى جانب علم فلسطين.

وتعود جذور عائلة الهذالين البدوية إلى منطقة "عراد" جنوبي فلسطين المحتلة، وقد هجّروا إلى الضفة الغربية، وانتشروا في سفوحها الشرقية، وبينها مناطق جنوب الخليل المسماة "مَسافِر يَطّا".

وزفت حركة حماس أيقونة المقاومة الشعبية في فلسطين الشيخ "الهذالين"، وأكدت أن "دماء الهذالين لن تذهب هدرًا، وستكون وقودًا يعاظم قوة المقاومة الشعبية في ضفتنا الأبية".

وقالت في بيان لها: "يرحل شيخ المقاومة الشعبية بعد مسيرة طويلة من الصمود في أرضه، ومواجهة الاحتلال بعكازه، وصدره العاري، في حالة وطنية سيذكرها التاريخ المقاوم بمداد من نور، وستهتدي بسيرته أجيالنا الشابة في مواجهة الاحتلال الغاشم".

وأضافت: "يتزامن ارتقاء الشهيد الهذالين، ليكمل لوحة شرف وكرامة وصمود، يسطرها أهلنا البدو في النقب المحتل في وجه آلة البطش الاحتلالية المستمرة في عملية التهجير، بهدف طرد أهلنا الصامدين وتهجيرهم، وفرض سيطرة الاحتلال على الأرض والإنسان".

وتابعت: "يترجل الشيخ الهذالين، ليؤكد وحدة مقاومتنا في أرجاء فلسطين التاريخية، ويسلم راية الصمود والتحدي، ويؤكد للاحتلال أنه ليس له في أرضنا، من نهرها إلى بحرها، إلا المقاومة، وأن عربدة مستوطنيه لن تواجه بالورود، وأن شعبنا أطفالا وشبابا وشيوخا سيقفون صفا واحدا لحماية الأرض والعرض".