بعد الرسالة التأديبية.. هل تبتعد الإمارات عن العبث السعودي في اليمن؟

بعد الرسالة التأديبية.. هل تبتعد الإمارات عن العبث السعودي في اليمن؟
الأربعاء ١٩ يناير ٢٠٢٢ - ١١:٣٣ بتوقيت غرينتش

التحقيق الذي أجرته السلطات الاماراتية، وكذلك دراسة الصور والافلام، من قبل المراكز الخبرية في الغرب وخاصة امريكا، اثبتت صحة الرواية اليمنية الخاصة بالهجوم على الامارات، حيث تم استهداف مطاري أبو ظبي ودبي ومنشأة النفط الإماراتية في منطقة المصفح في العاصمة الإماراتية، وليس بينها اي اهداف مدنية، بصواريخ بالستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة.

العالم كشكول

في المقابل ردت السعودية والامارات بطريقة مماثلة للرد "الاسرائيلي" على فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان، عبر استهداف المدنيين وقتلهم بدم بارد، حيث قامت الطائرات السعودية والاماراتية بالاغارة على الاحياء السكنية في الحي الليبي في العاصمة صنعاء، واسفرت الغارات عن إستشهاد 23 شخصا بينهم اطفال ونساء.

اللافت، ان ردة فعل الدول والمحافل الدولية، ازاء الرد اليمني الذي استهدف منشآت اقتصادية صرفة، وكذلك ازاء القصف العشوائي والهستيري والانتقامي السعودي الاماراتي ضد الاحياء السكنية في صنعاء، عكس حجم السقوط الاخلاقي والنفاق السياسي الرخيص ، الذي اتسم بهما هذان الردان.

لقد قامت الدنيا ولم تقعد حتى الان، بسبب الهجوم اليمني على المنشآت الاقتصادية الاماراتية، حيث تسابقت الدول والمحافل الدولية، على التنديد بالهجوم، حتى "اسرائيل"، اعلنت عن تعاطفها مع الامارات ودعمها لها، واستعدادها لتقديم العون للحليف الاماراتي، ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن الدولي، اجتماعا لمناقشة الموضوع.

اليوم وبعد ان نسفت الطائرات السعودية والاماراتية منازل اليمنيين، وسوتها بالارض، وازهقت ارواح 23 مدنيا، اغلبهم من النساء والاطفال، نرى المجتمع الدولي، يلزم الصمت، ازاء المجزرة، بل ان هناك من الدول من اعرب عن تعاطفه مع الامارات!، وهناك من بارك لها انجازها!!، بينما مازالت عملية البحث عن الضحايا مستمرة، إذ لا يزال عدد من المواطنين مفقودين تحت ركام الدمار.

اللافت ايضا، ان الطائرات السعودية والاماراتية، لم تكتف بغاراتها الاولى التي هدمت بيوت المواطنين على رؤوس اصحابها، بل انها عادت مرة اخرى واستهدفت فرق الإنقاذ وسيارة إسعاف اثناء محاولتهما إنقاذ ضحايا الغارة الأولى، ما تسبب بمقتل عدد من الأطباء بينهم الدكتور احمد شيبان، والدكتور محمد الفتيحي.

ان الافلاس الاخلاقي الذي تعاني منه دول العالم والمنظمات الدولية، الطامعة بدولارت النفط الاماراتي القذرة، هو الذي سيزيد من عزم اليمنيين، الذين اكدوا ان الهجوم على المنشت الاقتصادية الاماراتية، ما هي الا رسالة، وما على الامارات إلا ان تقراها وبدقة قبل فوات الاوان، فمن غير المجدي للامارات ان تتحول الى "دويلة غير آمنة"، وتخسر ما بنته خلال نصف قرن من الزمن، وهذه الحقيقة ستكون واقعا خلال ايام قليلة وليس اسابيع حتى، اذا لم تتدارك السلطات الاماراتية الامر وتبتعد عن العبث السعودي في اليمن، قبل فوات الاوان.