شاهد.. هدوء حذر يخيم علی أحياء الحسكة في سوريا

الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠٢٢ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

يخيم هدوء حذر علی الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة، والمنطقة المحيطة بسجن الصناعة أو سجن غويران.

العالم - سوريا

أصوات المعارك تبدو شبه غائبة عن هذه المنطقة بعد خمسة أيام متتالية من القصف والاشتباكات العنيفة بين سجناء من جماعة داعش الوهابية ومسلحي جماعة قسد.

هذا الهدوء الحذر يكاد لا يقطعه إلا اشتباكات محدودة ومتقطعة بين الفينة والأخرى وسْط نداءات متواصلة للسجناء المتمردين بتسليم أنفسهم بعد التقدم الذي احرزته قسد داخل السجن.

لكنّ هذه النداءات لم تلق آذناً صاغيةً حتى الساعة من قبل السجناء الذين على ما يبدو لا يريدون الاستسلام قبل الرضوخ لمطالبهم التي لم يفصح عنها بعد، لكنّ مصادر متقاطعة اكدت وجود مفاوضات بين الطرفين تتمحور حول نقل السجناء الى منطقة اخرى لم تحدّد وجهتها بعد.

من جهتها تحدثت وسائل إعلام ناطقة باسم 'قسد' عن ارتفاع أعداد المستسلمين من السجناء، بينهم عناصر من الانتحاريين الذين هاجموا السجن، مشيرة الى مخاوف من استخدام الاطفال المتبقين داخل السجن كدروع بشرية والذين يبلغ عددهم الكلي قرابة سبعمئة قاصر من أصل ثلاثة آلاف وخمسمئة سجين.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي في قسد فرهاد شامي:"منذ اليوم الاول لحد هذه اللحظة أكثر من 800 ارهابي من المعتقلين الذين نفوذوا حالات العصيان وكذلك من المهاجمين قاموا بتسليم انفسهم".

أمّا عن حصيلة الضحايا، فتقول مصادر متعددة إنّ أعداد القتلى من السجناء تجاوزت المئتي شخص أغلبهم من مسلحي داعش، وسط تأكيدات بأن عمليات التمشيط والمداهمة أسفرت عن تحرير اثنين وثلاثين من العاملين في السجن في حين لا يزال مصير بعض الرهائن مجهولا.

هذه المعارك كان لها تداعيات سيئة على أكثر من خمسة واربعين ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال بعدما أجبروا على الفرار من منازلهم في الأحياء القريبة من السجن دون أن يأخذوا معهم شيئاً في الشتاء القارس.

وقال أحد النازحين:"منذ يومين ونحن نعيش اوضاعاً مزرية، لقد أجبرنا علی الخروج من منازلنا، لأنهم يدخلون البيوت ويقتلون الناس".

وقالت احدی النازحات:"نعيش حالة جوع وعطش، الاطفال يصرخون ولانملك حليباً لنطعم الاطفال، ولانملك خبزاً لنطعمهم، حتی اننا لانملك ماءاً لنسقيهم ونبحث عن المياه في ابار غير صالحة للشرب".

ووسط حالة الفوضى هذه قررت قسد فرض حظر كلي حتى نهاية الشهر الحالي بهدف منع الخلايا الإرهابية من أي تسلل خارجي.