اسرار الساعات الاولى لانهيار نظام الشاه في كيان الاحتلال 

اسرار الساعات الاولى لانهيار نظام الشاه في كيان الاحتلال 
الخميس ٠٣ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٣:٤٩ بتوقيت غرينتش

بينما تحتفل الامة الايرانية بالذكرى الثالثة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية وسقوط نظام الشاه واندحار الامبريالية والصهيونية تتجدد الذكريات لدى المسؤولين الاسرائيليين خاصة اولئك الذين كانوا في اجهزة الامن الاسرائيلية ليلة سقوط حليفهم الشاه رضا بهلوي ومن خلفه جهاز مخابراته (السافاك )حيث كانوا يحاولون قراءة الحدث ومدلولاته لاسيما ان ما بني على مدار ثلاثين عاما  من العلاقة الاقتصادية والامنية والسياسية مع نظام الشاه انهار فجأة لصالح ثورة ترى بالكيان الصهيوني كتلة سرطانية يجب ازالتها من جسد الامة الاسلامية.

العالم - قضية اليوم

يعترف احد الكتاب الاسرائيليين ان مع حالة الارباك في صفوف المؤسسة الامنية والسياسية الاسرائيلية في العام ١٩٧٩ ظهر موقفان في داخل حكومة مناحيم بيغن وقتها، أما الاول فكان يرى ان هذه الثورة ستنهار سريعا وسيأتي للحكم احد من اتباع الشاه وبالتالي سيعيد العلاقة الى سابق عهدها مع تل ابيب، اما الراي الاخر والذي تبناه وزير الحرب الاسرائيلي يومها ارئيل شارون فرأى ضرورة توجيه ضربة للثورة واقترح إرسال كتيبة من سلاح المظلات لسحق الثورة ومساعدة اجهزة الامن (الشاهوية) وعلى راسها السافاك لانهاء الثورة ، لكن بيغن رأى أن مجموعة من المظليين لن تتمكن من الانتصار على الشعب الإيراني الذي خرج الى الشوارع بارادته المطلقة ضد نظام الشاه، وعلى الرغم من معارضة بيغن لفكرة إرسال فرقة مظليين لقمع المتظاهرين إلا أن صحيفة كيهان الإيرانية الرسمية أشارت في عددها الصادر في الثاني والعشرين من يونيو 1979 إلى أن تل ابيب أرسلت كتيبة كوماندوز مكونة من ثلاثمائة جندي مدربين على قتال الشوارع الى طهران بقيادة رحبعام زئيفي وقد نُقلت بواسطة طائرات العال وارتدت زي الجيش الإيراني وانضم إليها الخبراء العسكريون الصهاينة الموجودين في إيران ، اليوم ونحن نطالع هذه التفاصيل ندرك المجهود الاسرائيلي الذي بذل وقتها للحفاظ على نظام الشاه وهذا يدل على عمق العلاقة بين الطرفين ، فانهيار نظام الشاه الذي كان يشكل راس حربة للامبريالية والغرب ومجيء نظام اسلامي قادر على فتح علاقات مع العالم العربي والاسلامي جعل كيان الاحتلال يشعر بانه سيكون بين فكي كماشة وهنا بات الحديث في تل ابيب عن معركة وجود مازال الحديث يدور عنها حتى اليوم، السنوات التي تلت الثورة الاسلامية ومحاولة الاحتلال دوما توجيه الاتهامات لايران بانها تشكل خطورة على الوجود الاسرائيلي يفسره ما ذكرناه سابقا من شعور اسرائيلي ان الحليف الاهم قد ذهب الى غير رجعه بقرار شعبي ايراني ، ان اهم ما ميز الثورة الاسلامية في ايران انها جاءت بقرار شعبي خالص وليس بتدخل احد او بتوجيه من احد وهذا المشهد كان هو المقلق للاحتلال الاسرائيلي ومن يقفون خلفه، ثانيا ان الثورة الاسلامية في ايران من اليوم الاول تبنت مشروعا مناهضا للاحتلال الاسرائيلي لم يهادن او يداهن احدا رغم ادراك قادة هذه الثورة ان تبني مثل هذا المشروع سيجعل العالم المنافق يتحول الى معاد لهم لكن روح الله الامام الخميني حسم امره بأن البوصلة للامة الاسلامية يجب ان تظل فلسطين وبأن جمع الامة على حق خير من ارضاء العالم الضال والمنافق .

فارس الصرفندي