بعد قمة بوتين-بينغ في بكين

هل تلجم روسيا والصين الناتو وتغيران قواعد اللعبة الدولية؟

هل تلجم روسيا والصين الناتو وتغيران قواعد اللعبة الدولية؟
السبت ٠٥ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

قبل ايام كتب قسطنطين سيفكوف نائب رئيس أكاديمية العلوم الصاروخية والمدفعية في روسيا مقالا في صحيفة "كوريير" الروسية للصناعات العسكرية والدفاعية الروسية، تحدث فيه عن "نضوج الظروف الموضوعية" لظهور حلف سياسي - عسكري يقوم على أساس محور موسكو- بكين يواجه حلف الناتو.

العالم قضية اليوم

ورأى كاتب المقال، انه على الرغم من وجود بعض التناقضات بين روسيا والصين، لكن في هذه المرحلة التاريخية، يعتبر البلدان حليفان، ومع زيادة الضغط العسكري وغيره من الضغوط على روسيا، قد يصبح التحالف العسكري السياسي بين روسيا والصين حقيقة واقعة، كرد على توسع الناتو في الشرق.

يبدو ان التطورت المتسارعة التي تشهدها العلاقات الروسية الصينية، تؤيد ما ذهبت اليه الصحيفة الروسية، فالقمة التي عقدت يوم امس الجمعة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وما تمخض عنها من قرارات ومواقف واتفاقيات هامة، كشفت عن تقارب كبير بين وجهات نظر بكين وموسكو، ازاء مجمل القضايا الاقليمية والدولية، وخاصة قضية التصدي للهيمنة الامريكية وتوسع الناتو، وهو ما سيدخل العلاقات الدولية عهدا جديدا.

الرئيسان الروسي والصيني، وقعا على إعلان مشترك، تعهدا فيه بالتصدي لأي تدخل خارجي في شؤون الدول تحت أي ذريعة كانت، ودعا فيه امريكا الى التجاوب إيجابا مع مبادرة الضمانات الأمنية الروسية والتخلي عن خططها لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا، واعربا عن قلقهما من إنشاء التحالف العسكري بين امريكا وبريطانيا وأستراليا، وحذرا من أن الأنشطة البيولوجية العسكرية التي تمارسها امريكا وحلفاؤها تشكل خطرا على روسيا والصين، وحثا جميع القوى النووية إلى سحب كافة أسلحتها النووية المنتشرة خارج حدودها.

ومن اجل تجريد امريكا واوروبا من السلاح الاقتصادي الذي ترفعانه بوجه روسيا، في حال وقوع اي مواجهة بين روسيا والناتو على خلفية الازمة الاوكرانية، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النقاب عن اتفاقين جديدين في قطاع النفط والغاز، مع الصين بقيمة 117.5 مليار دولار، متعهدا بزيادة صادرات أقصى الشرق الروسي، مما يقلل من اعتماد موسكو على عملائها التقليديين في أوروبا.

من الواضح ان روسيا قد انتقلت من مرحلة التنديد الى مرحلة التنفيذ، اي من مرحلة الاحتجاج على تغلغل وتوسع حلف الناتو نحو الشرق، حتى بات على حدودها، الى مرحلة بلورة تحالف مع قوة شرقية كبرى، وهي الصين، والمهددة من امريكا والناتو ايضا، من أجل ليس فقط الحيلولة دون توسع الناتو نحو الشرق، بل مواجهته ايضا، خاصة اذا ما انضم الى هذا الحلف الجديد، دول مثل روسيا البيضاء وكوريا الشمالية، ودول اخرى تهددها امريكا والناتو، عندها فقط يمكن القول ان الدب الروسي والتنين الصيني وحلفاءهما، نجحوا في لجم حلف الناتو، وتغيير قواعد اللعبة الدولية، وفقا لمعطيات الواقع الجديد.

أحمد محمد – العالم