قيادي فلسطيني: غلبة حلف المقاومة على الحلف الغربي الاسرائيلي

الإثنين ٠٧ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٥:١٩ بتوقيت غرينتش

اعتبر نائب رئيس المجلس التشريعي السابق حسن خريشه، مشهد وصول ياسر عرفات الراحل الى العاصمة الايرانية طهران حيث كان يرأس منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت، وتسلمه السفارة الاسرائيلية ورفع العلم الفلسطيني للمرة الاولى على انقاضها، بانه كان حدث تاريخي في المنطقة بشكل كامل.

خاص بالعالم

وقال خريشة في حديث لقناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار" على هامش ذكرى الـ 43 لانتصار الثورة الاسلامية: ان هذا الحدث كان نقلة نوعية بكيفية مواجهة الظلم والقمع والاستبداد والاستكبار العالمي الذي عاشه الفلسطينون على مدى سنين طويلة، كانت ايران حينها حليفة للولايات المتحدة الامريكية وللكيان الاسرائيلي، ولكن في الايام الاولى من بواكير انتصار الثورة الاسلامية تعلن ايران بشكل واضح بان سفارة العدو الصهيوني و"التي كانت معقلاً للقمع بالتنسيق مع القوات الايرانية ابان الشاه قبل الثورة"، بانها ستكون سفارة دولة فلسطين، واعتبر هذه الخطوة بانها تحمل بعداً رائعاً، بعدما اعلنت الثورة الاسلامية خلال لحظاتها الاولى انها تقف الى جانب الشعب الفلسطيني ودعم قضيته ضد الاحتلال الاسرائيلي.

الحدث الرقم الاول بالعالم

واوضح خريشة، ان اعلان ايران انتقال السفارة الاسرائيلية في طهران لدولة فلسطين، تكون بذلك قد سجلت الرقم الاول بهذا العالم، واعطاء فلسطين السفارة الدائمة لها في طهران مع بداية الثورة الايرانية والتي حملت مغازي كثيرة تم التعبير عنها لاحقاً بفرحة عارمة للفلسطينيين، ترجمت بزيارة ياسر عرفات مع وفود فلسطينية ايران وقدم التهنئة بنجاح الثورة الايرانية وتلقى وعوداً ودعماً سياسياً واقتصادياً ومعنوياً كثيراً، مشيراً الى تأثر المنطقة بهذا الدعم بشكل كامل ومازال هذا الدور مستمر حتى اللحظة.

ولفت خريشة، الى انه منذ اللحظة الاولى من العدوان الاممي على سوريا، وقفت ايران موقفاً واضحاً وثابتاً ضد هذا العدوان، معتبراً ان الفلسطينيين يدركون، ان هناك جبهة اعداء وجبهة اصدقاء، وان جبهة الاعداء معروفة وهي الاحتلال الاسرائيلي والامريكان ومن لفّ لفهم من بعض العربان الذين هرولوا للتطبيع مع العدو الصهيوني، فيما تقف جبهة الاصدقاء اقليمياً وعلى رأسهم ايران ثم سوريا ومن ثم المقاومة في لبنان، بالاضافة الى المقاومة الفلسطينية.

حلف جبهة الاصدقاء احدث توازنا في المنطقة

واوضح خريشة، ان جبهة الاصدقاء باتت حلفاً وازناً في المنطقة وحققت انجازات وانتصارات، مشيراً الى ان صمود الشعب السوري وجيشه على مدى 12 عاماً امام العدوان الاممي يعود بالفضل الى ايران والمقاومة اللبنانية وكل حلفاء سوريا في المنطقة، وبالتالي اصبح الفرز واضحاً تماماً، بان هذا الحلف حقق انجازات على كل المستويات ومازال ثابتاً في مواقفه، فيما يحاول العالم افتعال المشاكل لعرقلة هذا الحلف. وعدّ خريشة، الحصار الذي تعرضت له ايران لسنوات طويلة، انما هو نتاج لمواقفها الرافضة والمعادية لوجود العدو الصهيوني في المنطقة، وايضاً نتاج دعمها للمقاومة ولفكرة المقاومة بالاساس.

وشدد خريشة على ان هناك نقطة مهمة، وهي عندما انتصرت الثورة الاسلامية وانتصار حزب الله في لبنان وهروب العدو الصهيوني، كانت بمثابة الشرارة التي اكدت ودعمت انتفاضة الشعب الفلسطيني، باعتبار ان انتصار اي ثورة في العالم انما تكون انتصاراً للشعب الفلسطيني، لذلك عندما يرى الفلسطينيون ان حزب الله قد حقق مقاومة لبنانية ضد الاحتلال، قد ولّد شعورأ بانه انتصار بالنسبة للفلسطينيين، مشيراً الى ان هذا الشعور مازال يتنامى عند الفلسطينيين بان هناك امكانية انتصار مشروع المقاومة على المشروع الصهيوني، والذي تم فعلاً نتيجة المقاومة اللبنانية المدعومة بشكل قوي ومركز من قبل ايران.

ايران الظهر القوي للمقاومة

وقال خريشة: ان ايران كانت دوماً ظهيراً قوياً للمقاومين سواء كانوا في لبنان او حتى في فلسطين، وقد تبرز خلافات بين هنا وهناك، لكن الدعم الايراني لم يتوقف يوماً واحداً سواءاً ان كان مادياً او معنوياً في المحافل الدولية، ولذا اصبح العالم يربط ايران بالقضية الفلسطينية بصورة او بأخرى.

واضاف خريشة: صحيح ان البعض يقول ان لايران مصالح في المنطقة، ونقول نعم من حق الدول الاقليمية ان تكون لها مصالح، في ظل غياب دور عربي قوي، كانت مصر في فترة من الفترات كذلك، بعدها تسلمت ايران هذا الدور، واصبح للفلسطينيين محاور في المنطقة، وان ايران دولة اقليمية كبيرة، وتركيا ايضاً، والكل له مصالح في المنطقة، لكن هذه المصالح لها فوارق فقد حافظت ايران على توازنها وثباتها في موضوع واحد وهي ان تكون قائدة ورائدة لمحور المقاومة، واسمت يوماً مهماً للقدس العالمي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان الكريم، كي يخرج الناس بالملايين في كل المدن الايرانية وفي العالم، واصبح تقليداً يتم اتباعه دوماً من اجل نصرة القدس المحتلة.

تعثر الادارات الامريكية في حسم امرها

واكد خريشة، ان الادارات الامريكية المتعاقبة تعاني اشكاليات الخروج من المنطقة بصورة او بأخرى بفعل المقاومة وحلفها القوي، وتريد الخروج ولكن بشرط بان تبقي كيان الاحتلال الاسرائيلي مهيمناً في ظل التطبيع والهرولة العربية لاقامة علاقات مع الاحتلال، باعتبار ان قسماً كبيراً من هذه الدول قد صنعت على يدها وليس لها حوامل ذاتية وبالتالي وجودها مرتبط بوجود بالامريكان والادارة الامريكية والحلف الغربي سابقاً.

ورأى خريشة ان امريكا تركز جهدها حالياً على الصين وعلى روسيا وايضاً على ايران، وهم اعداء لها، وتسعى للخروج من المنطقة ولكن بشرط ابقاء هيمنة الاحتلال الاسرائيلي، وان الادارة الامريكية رغم ممارستها الحصار المالي بشكل كبير على حلف ايران والمقاومة الا ان هذه الادارة مترددة ومتلعثمة لا تستطيع حسم الامور، في البداية وقعت الاتفاق النووي، ثم عادت ولحست هذا الاتفاق بعد ترامب، وجاء بايدن ليعيد نفس الاتفاق، ورأى ان الذي يفرض شروطه في هذه المرحلة هي القيادة الايرانية وليست الادارة الامريكية.

هل يتمكن الاحتلال من خلق بلبلة ليمنع توقيع الاتفاق النووي؟

واوضح نائب رئيس المجلس التشريعي السابق، ان ايران اصبحت مطالبها واضحة والعالم يدرك تماماً اهمية ان يكون هناك اتفاقاً نووياً بالرغم من معارضة الاحتلال الاسرائيلي لهذا الاتفاق بأي شكل من الاشكال، باعتبار ان الطرف الايراني هو الخطر الحقيقي للوجود الصهيوني في المنطقة.

واضاف خريشة، ان كيان الاحتلال الاسرائيلي يحاول بكل ما يمتلك من علاقات ولوبيات ضغطة في الداخل الامريكي على الرئيس بايدن ومن ثم على الكونغرس وايضاً على الاوروبيين من اجل عدم تأييد اي اتفاق آخر، اضافة الى الضغط الاوروبي باتجاه توقيع هذا الاتفاق لحلحلة الامور في المنطقة، واكد ان الاسرائيليين يعملون على اكثر جبهة، جبهة امريكا الداخلية، واقليمياً بدأوا بتصنيع جبهة معادية لايران مشكلة من بعض الانظمة العربية من هنا وهناك، والقول لها ان العدو الرئيسي ليس الاحتلال الاسرائيلي وانما ايران، وان ايران قوة اساسية تهدد وجودها، في حين ان ايران كانت تقدم التطمينات لهذه الانظمة بأنها ليست العدو، بل جيرانا، والعدو الاساسي معاً هو الاحتلال الاسرائيلي.

الاحتلال يعيش حالة تشرذم

واضاف خريشة، ان غرض الاحتلال بالترويج بان هناك عدوّ اخر بالمنطقة غير الاسرائيليين كي يدفع الناس من الالتفاف حوله، وبالتالي تصبح القضية الفلسطينية هامشية ليتم الاصطفاف والتمحور حوله في مواجهة ايران. وشدد على ان الاحتلال الاسرائيلي يعيش حالة عدم التماسك ويضرب بكل اتجاه من اجل بألا يكون هناك اتفاقاً ما بين الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية مع ايران في الموضوع النووي.

ورأى خريشة، انه في هذه الظروف تحديداً ان على الاسرائيليين يدركوا حجمهم تماماً، فهم لا يستطيعون شن حروباً على ايران بشكل منفرد، ولهذا هم بحاجة لكل العالم العربي اولاً. وان هذا العالم العربي ايضاً يدرك تماماً عندما يخوض حروباً فانه ينهزم بها دوماً، وهذا ما يتجلى في العدوان السعودي على اليمن، مستشهداً بكتابات حسنين هيكل حينما قال بانه "ستكون هناك حروباً بين السعودية واليمن، واذا انتصرت السعودية في أي من هذه الحروب فاخرجوا عظامي واكسروها"، مشيراً الى ان هيكل يدرك تماماً هذا الجانب.

التحالف الصهيوني العربي ضد ايران!

واكد خريشة، ان تل ابيب تبذل جهدها بان تقول بشكل واضح ان العدو الحقيقي لهذه الامة هي ايران وليس العدو الصهيوني، وتسعى الى تغيير التاريخ والوقائع على الارض من خلال استقطاب الانظمة العربية حولها لتشكيل حلف ضد ايران، مبيناً بان تل ابيب تدرك بانها ليست لها امكانية وقدرة على الانتصار في اي حرب من الحروب وهذا ما اكدته المعادلات التي اوجدتها المقاومة سواء ان كانت في لبنان او في فلسطين، في قطاع غزة تحديداً.

واوضح خريشة، ان تل ابيب تستخدم امكانيات الانظمة العربية المادية والنفطية ومخاوفها ايضاً التي اتت الى السلطة دون العملية الانتخابية، كي تفرض سياسة الامر الواقع لمواجهة ايران، كما هو الحال حينما كانت بريطانيا تحارب في البلدان التي احتلتها كمصر والهند بآخر جندي مصري او هندي، معتبراً ان الهيمنة الاقتصادية والمناورات الغربية فيما بينها مع كيان الاحتلال، وزيارة رئيس كيان الاحتلال اسحاق هرتسوغ الى دبي، كلها تصب في خانة واحدة لصرف الانظار عما يعمل الاحتلال في الارض الفلسطينية من تهويد وهدم البيوت وتشريد اهاليها ومنع عودتهم بالقوة، وايضاً فرض حقائق جديدة على الارض الفلسطينية المحتلة في غفلة من الوقت.

واكد، ان القضية الفلسطينية صحيح انها قضية وطنية ولكن هي عربية لها عمق اسلامي وبنفس الوقت هي اممية، لذا يسعى الاحتلال الاسرائيلي اشغال العالم بشي جديد يفتح المجال الواسع امامه لمزيد من فرض الحقائق على الارض الفلسطينية، ليتسنى له الهيمنة الكاملة على هذه الارض دون ان يعترض احداً عليه لا اقليمياً ولا الاشقاء سواء كانوا عرباً او مسلمين.

الاحتلال الاسرائيلي في اضعف حالاته

واكد نائب رئيس المجلس التشريعي السابق، ان الوضع الداخلي في كيان الاحتلال مختلف تماماً قبل عشرين عاماً، كان وقتها لديهم قيادات يسمونهم بالقيادات التاريخية، اسسوا او ساهموا في تأسيس الكيان الاسرائيلي، وبالتالي فان هذه الوجوه التي صنعت هذا الكيان والتي تحدثت عن انتصارات قد غابت، اخرهم شارون ابو المستوطنات، وجاء بعده نتنياهو اتى للحكم وليس لديه اي خلفية عسكرية وكان سفيراً في احدى الدول الامريكية، وبنفس يتقن اللغة الانكليزية جيداً، استطاع ان يتعامل مع الموضوع الفلسطيني بخبث دائم، مثله كمثل شامير حينما قال سأفاوض الفلسطينيين 20 او 30 عاماً، وها هي الثلاثين عاماً قد مضت على المفاوضات ولم يعطوا للفلسطينيين شيئاً، ولذلك استفاد نتنياهو من هذه التجربة وبقي على علاقاته العامة، وحاول قدر الامكان بان يذهب بالمجتمع الصهيوني الى التطرف أكثر، مشيراً الى ان اي قائد صهيوني جديد يأتي يكسب شعبيته من خلال عدائه وقتله الفلسطينيين والاجرام الذي يحققه بحق الشعب الفلسطيني.

وقال خريشة: صحيح ان نتنياهو نجح في عدة مرات بأن يبقى في سدة الحكم وهذا يعتبر جزء من صالحه بعدما تجرى اربع انتخابات ولم يتم حسمها، وبالتالي يسوق لحاله بانه يمارس الديموقراطية، معتبراً ان ديموقراطيته هذه تنفع في الداخل الاسرائيلي وليس ديموقراطية على الشعب الفلسطيني، بمعنى ليس من المعقول بلد يدعي ديموقراطي يحتل بلداً اخراً ويقمع شعبه، هذا من جانب، اما الجانب الاخر، لفت خريشة الى ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي جاءت بعد نتنياهو هي ضعيفة بالاساس، لانها مكنة من مجموعة ائتلافات واحزاب لا يربطها سوى انه يقودها مستوطن، وان هذا المستوطن اصبح جلياً للجميع ولكل الحكومات التي اتت بعد نتنياهو وقبله، بانها كانت واضحة باللاآت الثلاثة، لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات، وبالتالي لا دولة فلسطينية ولا عودة اللاجئين ولا للقدس، مشيراً الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بينيت اضاف شيئاً جديداً، لا لأوسلو، ولا دولة فلسطينية، ولا دولتين، وانما حكم ذاتي مبني على الاقتصاد وعلى التنسيق الامني، وهذا ما يؤدي الى ضعف مجتمعهم، وقد خاض الاسرائيليون اربعة حروب في ارض الخصم وفشلوا فيها تماماً.

الاحتلال يحاول فترة تأسيس وجوده

واضاف خريشة، ان الاسرائيليين عندما هزموا وانسحبوا من جنوب لبنان عام 2006، وكذلك بعد ان صمود قطاع غزة عام 2009 و2012 و2014 واخرها 2021، شعروا خلالها وكأنهم يعيشون فترة تأسيس، عندما رأووا ان الشعب في الرملة واللّد والناصرة انتفضوا لتحرير ارضهم، لذا يحاول الاحتلال اعادتها مرة اخرى، وكأنه يعيش صراع الوجود مرة اخرى بعد 75 عاماً. وذكر خريشة بان الاحتلال فشل اولاً في تهويد اراضي 48 واهاليها، وايضاً في العدوان الاخير على قطاع غزة، اصبح خلالها الشعب الفلسطيني موحداً في الداخل والخارج واراضي 48 وفي كل مكان وبنفس الوقت في الشتات، والتف الشعب حول مقاومته، وهذا ما ادى الى تغيير المعادلة، منعت كيان الاحتلال من يحقق اي انتصار حقيقي في المعارك وهزم الجيش الذي لايقهر، ومرّغ انفه في التراب. ولفت خريشة الى ان كيان الاحتلال الاسرائيلي يحاول خلال حروبه القادمة استعادة ماء الوجه الذي خسره في غزة وفي جنوب لبنان.

واعرب عن امله بوجود امل كبير بانهاء حالة الانقسام الذي يعيشه الفلسطينيون، في ظل تراكم قوة المقاومة كقوة حقيقية تستطيع ان تضرب كل العمق الصهيوني، وتستطيع ان تصمد، وعدّه بأنه نتاج دعم حقيقي من محور اسمه محور المقاومة بغض النظر عن هذا التيار وذاك التيار، لكن الكل يدرك تماماً ان بان الصمود والانتصارات لم يتحقق لولا دعم حلف المقاومة الذي فيه ايران وحزب الله وسوريا، باعتراف القيادات الفلسطينية بان جاء ذلك بدعم من حلف المقاومة.

ضرورة الاقلاع عن الاوهام الامريكية الصهيونية

واشار خريشة الى ان الظروف حالياً اصبحت أكثر مهيأة لتحقيق انجازات حقيقية على الارض، لكن المطلوب اولاً توحيد صفوف الفلسطينيين، وتوحيد ادواته لانه العنصر الحاسم في هذا الموضوع كله، لانه بدون هذه الوحدة وبدون التوقف عن الراهانات الخاسرة التي عاشها الفلسطينيون لسنين طويلة، الرهانات على التسويات عبر المفاوضات وعبر الامريكان والغرب، لن يحقق شيئاً من ذلك، داعياً الى ضرورة الاقلاع عن الاوهام التي عاشها الفلسطينيون وتوحيد الشعب تحت خيار المقاومة التي يعيشها الفلسطيني بشكل يومي ويتفاعل معها بشكل كبير، وهذا ما يتجسد في ظهور حالات المقاومة في الضفة الغربية سواء ان كانت شعبية او مسلحة او غيرها، وتحديداً عندما يتعلق الامر بالقدس، يمكن رؤية مشاعر المسلمين في كل مكان دائماً تقف مع القدس، ما يستدعي ضرورة تعزيز عروبة واسلامية القدس، ولن يتم ذلك الا من خلال توحيد الصف الفلسطيني بالدرجة الاولى واقامة علاقات قوية مع محور المقاومة وعدم الرهان على المحاور الاخرى.

من هم اصدقاء واعداء فلسطين؟

ولفت الى ان هناك للاسف الشديد محور عربي مطبّع في مقابل محور مقاوم مازال يقاوم ويقدم الدعم للشعب الفلسطيني، وبالتالي اذا كان يريد الفلسطيني ان يريد يكون جزءاً من هذا المحور عليه ان ينطلق لتحرير الارض الفلسطينية وليس للتطبيع مع الاحتلال، مؤكداً ان الاصدقاء هم الذين يقدمون هذا الدعم من اجل تحرير هذه الارض، وان هذا الامر قد اصبح واضحاً للقاصي والداني، بالرغم من التصريحات التي تصدر من هنا وهناك، وعدّها ممارسات جزء منها مريض بالاساس يعبر عن رغبته بان يكون جزءاً من المقاومة لانه يريد ان يستمر بتحقيق مصالحه الفئوية او الشخصية او تنظيمية على حساب القضية الفلسطينية، ووصف بعض الاشخاص الذين يلتقون ما يسمى بالمعارضة الايرانية المدعومة صهيونياً، فانهم لا يمثلون الا انفسهم، واكد ان الكل يعلم جيداً من هم اصدقاء واعداء فلسطين.

100 مليون دولار دعم ايراني للشعب الفلسطيني ومقاومته

واخيراً بيّن خريشة انه زار ايران عام 2006 عندما كان هناك حصارا ماليا واقتصاديا وعزلا سياسيا اسرائيلياً وحالة فوضى عارمة تعم فلسطين، كانت كل الفصائل الفلسطينية موجودة في الاجتماع حينها مع الرئيس الايراني احمدي نجاد، الذي اعلن في الصباح عن تبرع بلاده خمسين مليون دولار للشعب الفلسطيني، وفي المساء اكملها بخمسين مليون دولار اخرى، وهذا ما يفسر الدعم الايراني المتواصل للشعب الفلسطيني، وشدد على انه لم يسمع اي مسؤولاً ايرانياً او من حزب الله يهاجم اي فلسطيني مهما كان، واضاف انهم كانوا يرون في القدس دوماً بأنها البوصلة لتوحيد الشعب مع المقاومة، والطريق الوحيد لتحقيق غاية الفلسطينيين من خلال الاعتماد على الذات الفلسطيني وعلى الاصدقاء وعدم الركون الى اي حال من الاحوال الى الاعيب الحلف الآخر سواء كانت الادارة الامريكية او كيان الاحتلال الاسرائيلي او من يدور في فلكهم.