أميركا تبتزّ لبنان..

ضغوط واشنطن على بيروت عبر ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية

ضغوط واشنطن على بيروت عبر ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية
الأربعاء ٠٩ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

بدأ المبعوث الأميركي الخاص لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة عاموس هوكشتين، زيارته لبيروت.

العالم - لبنان

السؤال مرتبط بالزيارة والذي استهل زيارته بلقاء بروتوكولي مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، قبل ان يلتقي وزير الطاقة وليد فياض ويبحثا في العقبات الأميركية التي تحول دون تنفيذ الاتفاقات اللبنانية ــــ المصرية ــــ الأردنية لتوريد الغاز والكهرباء الى لبنان. وليلاً، لبّى الموفد الأميركي دعوة على العشاء أقامها على شرفه النائب الياس أبو صعب المكلف من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون جانباً من الاتصالات مع الأميركيين حول الملف.

اللقاءات الرئيسية للموفد الأميركي تعقد اليوم مع الرؤساء: عون ونجيب ميقاتي ونبيه بري، على ان يلتقي قائد الجيش العماد جوزيف عون قبل ان يغادر مساء.

وقالت صحيفة «الأخبار» ان الموفد الأميركي أسرّ قبل وصوله الى بيروت بأنه يحمل مقترحاً مباشراً حول ترسيم الحدود ينطلق من عناوين عدة؛ بينها:

ــــ الخلاف بين الجانبين على النقطة المركزية للترسيم كبير، والحل يكون بتنازل متبادل، ما يعني تخلي لبنان عن الخط 29 وجزء من حقل قانا، مقابل تراجع اسرائيل عن «خط هوف».

ــــ على لبنان التعامل مع الأمر من زاوية البحث عن مصلحته ببدء عمليات التنقيب لأن الشركات العالمية لن تأتي قبل الاتفاق.

ــــ واشنطن قادرة على القيام بعلاج مؤقت من خلال اقتراح قيام شركة أميركية بالتنقيب في المنطقة المتنازع عليها، تتولى توزيع العائدات لاحقاً.

وبحسب «الأخبار»، فإن الواضح من المناقشات الجارية ان التوافق الرئاسي لا يزال عند مبدأ إقرار مبدأ ترسيم الحدود قبل اي خطوة اخرى. لكن الجانب الأميركي يلعب على خلاف قائم بين المؤسسات اللبنانية الرسمية، وخصوصاً بعد الرسالة التي وصلت الى الأمم المتحدة من قبل البعثة اللبنانية التي تقول بأن لبنان لا يقبل بأقل من الخط 29.

وبحسب المصادر، فإن المشكلة تقوم على خلفية الصراع الخفي بين فريقين، يمثل الطرف الأول فيه قائد الجيش العماد جوزيف عون وفريقه السياسي الناشط كثيراً في الفترة الأخيرة اعلامياً، رغم أنه أبلغ الأميركيين ان الجيش يلتزم بما تقرره الحكومة، وبين الفريق الذي يجمع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ولا يقف الرئيس نجيب ميقاتي بعيداً عنه، علماً بأنه ابلغ الموفد الأميركي من جديد انه لا يزال عند موقفه الذي تبناه في عام 2011، وقال له حرفياً: «نحن نريد مساحة الـ 860 كلم مربعاً».

ووفق مصدر مطلع، فإن «تطوراً خفياً طرأ على هذا الملف، تمثل في اتصالات بعيداً عن الأضواء تتعلق بمهمة الموفد الأميركي، لكنْ هناك رفض للحديث بالتفصيل عن هذا التطور».

ولفت المصدر الى احتمال تعرّض لبنان لمزيد من الضغط من باب ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية. وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن الإدارة الأميركية لا تزال ترفض منح مصر والأردن الموافقة النهائية على المضي في المشروعين عبر منحهما اعفاء من عقوبات «قانون قيصر» لأن العملية تحتاج الى استخدام الأراضي السورية لتمرير الغاز والكهرباء.
ورغم أن المصريين حصلوا على وعد اميركي بالتسهيل، أكّد الموفد الاميركي لوزير الطاقة أمس انه سيعمل شخصياً، انطلاقاً من دوره في ملف الطاقة، لتسهيل اقرار الخطوة الاميركية الشهر المقبل على ابعد تقدير. ويبدو أن واشنطن تريد البدء بتوريد الغاز المصري قبل الكهرباء الاردنية، وقد أبلغت مصر ولبنان أنها تريد الاطلاع مسبقاً على تفاصيل الاتفاق بين الجانبين، وعلى طبيعة المحادثات مع البنك الدولي قبل اعطاء الموافقة، وسط تضارب في المواقف في وزارة الخارجية الاميركية.

المصدر: الاخبار