بعد زيارة بوق سعودي الى "إسرائيل"

ما هو سر "إبتذال" التطبيع الإماراتي البحريني السعودي!

ما هو سر
الأربعاء ٠٩ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٨:٠٠ بتوقيت غرينتش

التعامل السعودي مع "قضية" التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، يثير السخرية بشكل صارخ، فالمتابع يشعر وكأن السلطات السعودية تحاول الظهور بمظهر "الرافض" للتطبيع، الا انها لا حول ولا قوة لها ازاء "الرغبة الجامحة لدى الشعب السعودي للتطبيع "، فهي رغبة "جارفة" لا قبل لهذه السلطات بالوقوف أمامها.

العالم كشكول

لا يمر يوم إلا ونسمع بقيام مواطن سعودي او"شخصية نخبوية" سعودية بزيارة الكيان الاسرائيلي، أو ان يقوم باطلاق تصريح وتغريدة، تتحدث عن "ايجابيات" التطبيع، وتمجد "اسرائيل"، وتنعي القضية الفلسطينية وتتهجم على الفلسطينيين، وتصفهم بانهم "سبب بلاء" كل ما يحدث في منطقة الشرق لاوسط.

اللافت ان هذا " التطبيع الشعبي الجارف"!! يجري تحت نظر وسمع السلطت السعودية التي لا تحرك ساكنا، بينما نفس هذه السلطات تحسب على المواطنين السعوديين أنفاسهم، وتلقي بهم في غياهب السجون، بمجرد تغريدة، و تصريح، يُشم منه تعرضا لولي العهد السعودي، او نقدا للتطبيع، او مدحا لمحور المقاومة.

آخر أمثلة "التطبيع النخبوي السعودي"، كان زيارة "الباحثة" السعودية، نجاة السعيد، إلى الكيان الاسرائيلي، ونشرت صورها عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر، وعلقت عليها بالقول: "لقد هبطت للتو في إسرائيل... يا له من شعور"، و "دأبت صديقتي الأعز أفيتال شنيلر على التقاط صور لي منذ وصولي"، "أول صورة في الهواء الطلق كانت أمام منزل الرئيس، لقد جعلتني أشعر أنني في بيتي".

من جانبه، رحب "الصحفي" الإسرائيلي العنصري المتطرف إيدي كوهين بالسعيد، قائلا عبر صحفته على تويتر: "يا هلا بالباحثة السعودية نجاة السعيد في بلدك الثاني".

اللافت في "النسخة الخليجية" في التطبيع، هي نسخة في غاية الابتذال، لاسيما الاماراتية منها، حيث يتسابق "الإعلاميون والنشطاء" السعوديون المقربون من النظام في إطلاق تصريحات داعمة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتحط من شأن القضية الفلسطينية، منهم، الكاتب تركي الحمد الذي قال إن القضية الفلسطينية لم تعد مهمة إذ أصبحت "قضية من لا قضية له".

كاتب آخر مثل عبد الحميد الحكيم مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات بجدة رأى أن القدس رمز ديني لليهود، وأنها في قداسة مكة والمدينة المنورة عند المسلمين.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، عينت الحاخام "مارك شناير" ككاتب مقال بشكل منتظم. في المقابل أصبحت نجاة السعيد، التي تعمل ككاتبة في موقع قناة "الحرّة" سيئة الصيت، تكتب لصحيفة "يسرائيل هايوم"، المعروفة بتطرفها وتشددها اليميني.

في آواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، زار الحاخام اليهودي المتشدد جاكوب يسرائيل هرتسوغ، السعودية، وتجول في شوارع الرياض، وزار العديد من المؤسسات، ونزل في أحد فنادق العاصمة السعودية بشكل علني، حتى انه ظهر في عدد من الافلام وهو يرقص مع سعوديين في شوارع الرياض.

"الابتذال" هو اقل ما يمكن ان نصف به التطبيع السعودي الخجول مع الكيان الاسرائيلي، وإلا فهو تطبيع مدروس، يتجاوز بخطورته كثيرا التطبيع المصري والاردني، الذي بقي محصورا في نطاقه الرسمي والحكومي، ولم يتعداه الى التطبيع الشعبي، فالتطبيع الاماراتي والبحريني العلني، والسعودي الخجول، يتجاوز هدفه التطبيع المصري والاردني، فـ"التطبيع الخليجي" هو مصلحة "اسرائيلية" صرفة ، وليس فيها للسعودية والامارات والبحرين، من مصلحة، بل على العكس تماما، فهذا النوع من التطبيع، يصب في مصلحة الكيان الاسرائيلي، على حساب ثروات وخيرات وامن وسيادة واستقرار شعوب الانظمة المُطبعة،. ويمكن الوقوف على هذه الحقيقة، من خلال البحث عن الاسباب التي دعت هذه الانظمة للتطبيع مع كيان لا حدود جغرافية مشتركه تربطه بهم، ولا حروب خاضوها معه، سوى ان هذه الانظمة تلقت أوامر ان يطبعوا فطبعوا.. وهذا هو سر إبتذالهم.