هل تمت صفقة بين اميركا وروسيا خلال اتصال بايدن ببوتين؟

هل تمت صفقة بين اميركا وروسيا خلال اتصال بايدن ببوتين؟
الأحد ١٣ فبراير ٢٠٢٢ - ١١:٠٢ بتوقيت غرينتش

اجرى الرئيس الاميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا تناولا خلاله الازمة المتصاعدة بشأن اوكرانيا. وجاءت هذه المكالمة في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة عن إجلاء معظم دبلوماسييها وعسكرييها عن أوكرانيا بدعوى خطر تعرض هذا البلد لغزو روسي في أي لحظة.

العالم - ما رأيكم

وسبق هذه المكالمة اتصالان في وقت سابق من يوم امس بين وزيري الخارجية والدفاع الروسيين والأمريكيين، بالإضافة إلى اتصالين أجراهما بوتين مع نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

ويأتي ذلك على خلفية التوترات المتزايدة وسط المزاعم الغربية عن تخطيط روسيا لـ"غزو أوكرانيا"، وهو ما نفت موسكو صحته مرارا وتكرارا.

محللون سياسيون يرون ان هذا الاتصال الذي تم بين بايدن وبوتين حدد بأنه ليس هناك مواجهة، بحسب الكلمات التي استخدمها بايدن في الاتصال فعندما يذكر بايدن كلمة الدبلوماسية هذا يعني بأننا اليوم امام محادثات جديدة وخريطة جديدة للمنطقة المتنازع عليها.. الولايات المتحدة الاميركية تحاول ان تقول بأنها مع الدبلوماسية، هذا يعني بأن كل الخيارات مفتوحة امام روسيا، ولكنها ردت على الاقتراحات الروسية بإغراق اوكرانيا بالسلاح، ومن جهة ثانية اعطت الاوامر لكي يكون هناك 3 آلاف جندي في بولندا، وهي حاولت ان تقول لروسيا بأنها مستعدة للحرب ومستعدة لكي تدافع عن اوكرانيا إذا ما روسيا ارادت الحرب، ولكن روسيا لا تريد الحرب وهي قالت انها لا تريدها.

واشار المراقبون الى ان الاعلام الاميركي بدأ منذ فترة بالتحضير لفكرة الحرب للقول بأن روسيا تريد هذه الحرب، بالاضافة الى خطوة سحب الرعايا من اوكرانيا، هذا يعني بأنه تهديد بأن اميركا مستعدة للحرب، ولكن الرد الروسي كان واضحا بأن من يستعد للحرب يعني انه هو من يريدها وليست روسيا، فإذن نحن امام كباش بين روسيا وبين الولايات المتحدة الاميركية وليس طبعا مع اوكرانيا، والهدف الاساسي من هذا الموضوع هو أوروبا بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية.

ويرى المتابعون لمجريات الاحداث ان بوتين كان واضحا عندما قدم الاقتراحات للولايات المتحدة الاميركية، واهم هذه الاقتراحات كانت ان لا يكون الناتو على الحدود الروسية، وهذا لا يعني فقط اوكرانيا بل انه يعني الدول الاخرى التي لها حدود مع روسيا، ولذلك قدمت روسيا هذه الورقة ولكن الولايات المتحدة لم ترد على هذه الاقتراحات، بل شهد الجميع كيف صعدت وساهمت بدفع اوكرانيا الى الحرب للقول بأنها يمكن ان تهدد روسيا، وهي لم ترد اساسا على هذه المقترحات.

من جهة اخرى يرى المتابعون ان الولايات المتحدة يبدو انها استفادت من كل هذا التشنج وورطت الاوروبيين بأزمة سياسية داخلية كبيرة ستقطف ثمارها وان الحوار اليوم بين روسيا واميركا قد يكون بداية لذلك.

وتشير مصادر مطلعة ان الاتصال الذي استمر حوالي الساعة بين بايدن وبوتين اتى على خلفية طلب اميركي، وان روسيا طلبت ان يكون هذا الطلب خطيا وهذا ما حصل، وكان الهدف ان يتم نقاش مواضيع مختلفة بين البلدين وليس فقط المسألة الأوكرانية التي تحاول وسائل الإعلام الغربية بزعامة الولايات المتحدة توجيه الانظار الى انها أزمة اوكرانية روسية، في حين انها أزمة روسية مع حلف الناتو بسبب تمدده.

إن ما قاله الرئيس بوتين وكان يكرره دائما هو تمدد الناتو الى الحدود الروسية، وما صرح عنه البيت الابيض هو كليشه جاهزة مسبقا بأن الولايات المتحدة تسعى الى الدبلوماسية واذا فشلت فستلجأ الى العقوبات، لكن ما يحدث حاليا هو دفع الامور الى نوع من التوتر ونوع من التصعيد.

ويعتبر خبراء استراتيجيون أن هذا الاتصال بداية الصفقة مع روسيا لكي تتمكن الولايات المتحدة من اعادة ترسيم خريطة هي تكون الاساس في السياسة الخارجية الاوروبية وتكون لاعبا مهما في منطقة اوروبا تحديدا بالتقاسم مع روسيا وتتخلى عن اوكرانيا.

فيما يرى مراقبون للازمة ان الاتصال بين بايدن وبوتين يبدو انه اقنع الاخير ان الولايات المتحدة الاميركية وحلف الناتو ليس لهما رغبة بأن تدخل اوكرانيا لتكون عضوا في الناتو، وهذا مهم جدا لان حلف وارسو انفض عام 1997 وان 14 دولة من حلف وارسو اصبحوا اعضاء في حلف الناتو فبالتالي هذا يثير قلقا لدى بوتين، وخاصة ان روسيا حاولت منذ 25 سنة ان تكون عضوا في الناتو وفي الاتحاد الاوروبي وهذا تم رفضه، الامر الذي جعل بوتين يحس بإنعزال وبوجود تصعيد خطير جدا.

فما رأيكم:

- ما الذي سيسفر عن الاتصال بين بوتين وبايدن حول اوكرانيا بعد التحذير من حرب عالمية؟

- ماذا يعني طلب العديد من الدول الغربية من رعاياها مغادرة كييف اثر خطوة واشنطن بهذا الاتجاه؟

- هل يريد الثنائي الاميركي الاطلسي الحرب مع روسيا بأي ثمن بحسب وزارة خارجيتها؟

- ماذا بشأن مقترحات موسكو للضمانات الامنية ورد اميركا والناتو والجواب الروسي المنتظر؟