قراءات في سياسة بايدن في الشرق الأوسط

الأحد ١٣ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٤:١٣ بتوقيت غرينتش

يتناول برنامج "قلم رصاص"، مقتطفات من مقالات وتحليلات وردت في صحف ومراكز أمريكية وإسرائيلية وعربية، ركزت فيها على السياسة الامريكية في المنطقة خلال السنة الأولى من رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة.

العالم قلم رصاص

ويسلط برنامج"قلم رصاص"، الضوء على ما نشره مايكل يونغ مدير تحرير مركز مالكوم كير كارنيغي الأمريكي للشرق الأوسط، والذي لخّص مطالعة دورية لعدد من الخبراء أتت تحت عنوان:" كيف يقوم باحثو كارنيغي تعاطي ادارة بايدن مع الشرق الاوسط بعد مرور عام على تسلّمها سُدة الحكم؟

وبحث البرنامج فيما قالته سارة يركيس الباحثة الأولى في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي كانت المقاربة التي اعتمدتها إدارة بايدن حتى الآن في التعاطي مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مخيّبة للآمال في نظر الأشخاص الذين توقّعوا إحداث قطيعة حادّة مع أسلوب التعاطي الذي كان سائدًا في عهد ترامب.

وتابعت يركيس قائلة:"اتخذت الإدارة الأميركية خطوات صغيرة جدًّا نحو إعادة إدراج القيم ضمن المقاربة الأميركية تجاه المنطقة، لكن في الغالب، ظلّ وقع هذه الإجراءات ضئيلًا أمام مؤشرات وسياسات أوسع تُبيِّن بوضوح أن جزءًا كبيرًا من التزام واشنطن بالديمقراطية وحقوق الإنسان هو مجرّد كلام فارغ."

فيما ناقش البرنامج ما توصل اليه آرون ديفيد ميلر الباحث الأول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، حيث يركّز على السياسة الخارجية الأميركية حيث قال :"يبدو، بعد عامٍ ونيّف على تسلّم الرئيس جو بايدن منصبه، أنه اختار عدم إدراج الشرق الأوسط في صُلب أولوياته.

وتابع قائلا:"ثمة أولويات أخرى كثيرة، منها الانقسام الداخلي الذي تشهده الولايات المتحدة، وصعود الصين، وفلاديمير بوتين وأوكرانيا، والانطباع السائد على ما يبدو في أوساط مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة بايدن بأن الشرق الأوسط هو مقبرة الأفكار والموارد الأميركية".

وأشار الى انه:"مع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية الرئاسية، قد تميل إدارة بايدن إلى تجنّب المسائل التي تنطوي على مخاطر سياسية. ولكن كما أظهر النزاع بين"إسرائيل" وحركة حماس في أيار/مايو 2021، وفيما يلوح في الأفق احتمال تفاقم التشنجات بين"إسرائيل" وإيران، قد يرغب بايدن في إنهاء ارتباطه بالمنطقة، ولكن المنطقة قد لا تريد إنهاء ارتباطها به".

وتطرق البرنامج الى ما نشرته مهى يحيَ مديرة مركز مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت قائلة:"تبنت إدارة بايدن مقاربة تكتيكية لم تتوافق مع هدفها الأساسي الرامي إلى تحقيق الاستقرار. بيد أن محاولات إرساء التوازن بين القيَم والمصالح الاستراتيجية أفضت إلى نهج قائم على سياسات جزئية وغير متكاملة يُعالج كل أولوية أساسية بمعزل عن الأهداف الأخرى، سواء في ملف المفاوضات النووية مع إيران، أو دعم سياسة التهدئة في الشرق الأوسط".

واستطردت قائلة:" يُعدّ التوصل إلى اتفاق نووي لاحتواء خيارات إيران النووية في حد ذاته هدفًا يستحق العناء، ولكنه، إذا طُبِّق بمعزل عن القضايا الأخرى، فقد يتسبّب بزعزعة إضافية لاستقرار المنطقة، كذلك، ينطوي هدف إنشاء بيئة إقليمية مستقرة، فيما تعمد الولايات المتحدة إلى فك ارتباطها العسكري في الشرق الأوسط، على تناقضات جمّة".

ونوهت يحي:"عدم الأخذ بالترابط بين مُجمل أهداف السياسة العامة، والخطوات اللازمة لتحقيقها، والتداعيات الناجمة عنها سيُفاقم هشاشة الوضع ككُل، مع ما يترتب عن ذلك من تأثيرات جمّة. وستكون النتيجة، مع مرور الوقت، عودة الولايات المتحدة مجدّدًا إلى منطقةٍ يشعر الأميركيون بأنها استنزفت قدرًا مُفرطًا من طاقتهم."

وحول ما نشرته الباحثة سارة يركيس في أن المقاربة بين سياسة بايدن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مخيّبة للآمال أكد الباحث في الشؤون الدولية د. محمد حيدر من العاصمة البريطانية لندن ان تلك وجهة نظر لمركز الدراسات هنالك وجهات نظر مختلفة لا بد من تحليل النوايا التي كانت مرجوة من هذه الدراسات لكي تخرج بنتائج ترضي الباحثين او ترضي القارئين لهذه المؤسسات.

بشكل عام ان مؤسسات الدراسات التي كانت سائدة في السابق لم تكن ناجحة والتي تعتمد عليها الادارة الامريكية او الاوروبيين او غيرها بحكم انها ممولة من هذه الجهات يبدو انها كانت مخيبة للآمال بالنسبة لاستفادة السياسة الخارجية من هذه السياسات بحكم ان البعض يحاول أن يجاري رغبة السياسة الخارجية من أجل إرضاء البعض لتصبح تلك الدراسات مستهدفة بالاهداف المرجوة منها كما يحدث في الكثير من المناطق.

وأشار حيدر الى لبنان على سبيل المثال حيث يوجد بعض الجهات السياسية تحاول أن ترضي السياسيين الأمريكيين من خلال بعض الشعارات وبعض الاعمال والنتائج تكون مخيبة للآمال.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...