"غزو روسيا لأوكرانيا".. لماذا صدق العالم الكذبة الغربية؟

الأربعاء ١٦ فبراير ٢٠٢٢ - ٠١:٣٥ بتوقيت غرينتش

امريكا وضعت يوم 14 فبراير / شباط، موعدا اكيدا لغزو روسيا لاوكرنيا، الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي حدد تاريخ اليوم، 16 فبراير / شباط، موعدا لغزو روسيا بلاده، بينما كان يحتفل بعيد الحب مع زوجته!، وسحبت اغلب الدول الاوروبية والغربية دبلوماسييها ومواطنيها من اوكرانيا، واصاب العالم الذعر، وزاد من رعبها الصحافة والاعلام في الغرب، التي كانت تتحدث وبكل "جدية ومصداقية" عن حرب عالمية ثالثة وشيكة.

العالم كشكول

لقد بح صوت المسؤولين الروس، وهم ينفون اي نية لروسيا بغزو اوكرانيا، وان ما يقومون به داخل الارضي الروسية هو شأن روسي داخلي لا علاقة له باوكرانيا، وان كل ما تطلبه روسيا هو ضمانات غربية بعدم تمدد الناتو الى اوكرانيا. لم يتخذ الغرب اي اجراء من اجل تقديم ضمانات بعدم تمدد الناتو الى اوكرنيا فحسب، بل اخذت الاسلحة والمعدات العسكرية الغربية تصل تباعا الى اوكرانيا، من اجل الدفاع عن نفسها في حال غزتها روسيا.

لقد انطلت الكذبة الامريكية الاوروبية على العالم، حتى باتت العديد من وسائل الاعلام والصحافة في الدول العربية والاسلامية تتحدث عن غزو روسي وشيك لاوكرانيا واحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة.

رغم ان روسيا سحبت قواتها من المناطق المحاذية لاوكرانيا، الا ان الكذبة الامريكية الغربية مازالت على قوتها، ومازال الغرب يهدد بفرض عقوبات اقتصادية تشل روسيا وتخنقها، اذا ما غزت اوكرانيا، وهو ما كرره يوم امس الرئيس الامريكي جو بايدن.

كذبة "الغزو الروسي لاوكرانيا"، وانتشارها في العالم انتشار النار في الهشيم، يمكن ان تمثل درسا لشعوب العالم اجمع، لكي تحذر من كل ما يروج له الاعلام الغربي، الذي لم يتوانى للترويج لكذبة بهذا الحجم مع دول عظمى مثل روسيا، تُرى كم من الاكاذيب التي روجتها هذه الالة الاعلامية الجهنمية ضد دول وحكومات واحزاب وفصائل مقاومة وشخصيات سياسية ومفكرين، يناهضون السياسية الاحادية الامريكية والاحتلال الاسرائيلي والثقافة الغربية الاستعلائية، وفرضها على العالم على انها حقائق بديهية؟.

تُرى كم من الاكاذيب التي روج لها الاعلام الغربي ضد محور المقاومة ، الذي يرفض الهيمنة الامريكية والتواجد العسكري الامريكي غير الشرعي في العراق وسوريا والمنطقة، والاحتلال الاسرائيلي لفلسطينن؟. فعندما يصدق العالم كذبة بهذا الحجم ضد روسيا، الا يصدق اكاذيب وسائل الاعلام الغربية، ضد حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وانصارالله والحشد الشعبي، ووصفها بالارهاب والميليشيا، وتقديم "اسرائيل" على انها حمامة سلام و واحة للديمقراطية وضحية للارهاب، لاسيما اذا ما تقاطعت كاذيب وسائل الاعلام الغربية مع وسائل اعلام الرجعية العربية والانظمة التطبيعية؟.

اخيرا، نترك القارىء الكريم ليقف بنفسه على حجم الهجمة الشرسة التي تشنها وسائل الاعلام الغربية والامريكية والاسرائيلية والعربية الرجعية ضد ايران، البلد الذي يقود محور المقاومة، والذي تجرأ على السباحة عكس التيار، ورفض الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، والاحتلال الامريكي للعراق وسوريا، وللعدوان الاسرائيلي ضد لبنان، والعدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي على اليمن، و وقف الى جانب حماس والجهاد والحشد الشعبي وحزب الله وانصارالله، عندها فقط سيتبين له حجم مظلومية ايران والشعب الايراني.