روسيا تستخدم أسلحتها الثقيلة في سوريا !

روسيا تستخدم أسلحتها الثقيلة في سوريا !
الجمعة ١٨ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

لايمكن القول بأن المناورات العسكرية الكبيرة التي أجرتها القوات الروسية المتمركزة في قاعدتي طرطوس وحميميم على الساحل السوري ليست مرتبطة بالتصعيد الامريكي الروسي في أوكرانيا، لكن يجب الانتباه الى ان امريكا هي من بدأت برسائلها في سوريا عبر تحركاتها الاخيرة لإحياء "داعش" وجعل إدلب "عاصمة للارهاب العالمي" كما وصفتها صحيفة "فارين بوليسي" الامريكية.

العالم - يقال ان
من الواضح ان شرارة التوتر الروسي الامريكي في أوكرانيا وصلت الى سوريا، وان المناورات التي استدعت فيها روسيا معدات وأسلحة ثقيلة من بينها صواريخ «كينجال» (الخنجر) فرط الصوتية وقاذفات «TU-22M3»، إلى الأراضي السورية، لم تكن بعيدة عن ما يحدث في اوكرانيا، لكن لايمكننا نسيان ان هذه المناورات الروسية سبقها إعلان امريكا الابقاء على قواتها المحتلة في سوريا بذريعة "محاربة الارهاب"، وهو ما تلاه -وليس مصادفة- تصعيدٌ تمثل بمهاجمة "داعش" لمواقع الجيش السوري وآخره كان مهاجمة حافلة للجيش في ريف حمص، إضافة الى أحداث سجن الصناعة بالحسكة التي كان أبرز نتائجها مصير مجهول لقادة بارزين بصفوف "داعش" كانوا في السجن، وفي النهاية التغطية على هذه الاحداث بإعلان امريكا عن اغتيال زعيم "داعش" إبراهيم القرشي في إدلب، قرب الحدود مع تركيا، في الثالث من شهر فبراير/شباط الجاري.

اذن من الواضح ان امريكا ترسم خطة محكمة في سوريا، بقاء أطول في هذا البلد وسرقة نفطه وخيراته، اعادة إحياء "داعش"، تسليم إدلب لـ"داعش" و"القاعدة" حيث ان صحيفة فارين بوليسي أطلقت على إدلب "عاصمة الارهاب العالمي الجديدة" بعد ان كانت القاعدة في افغانستان وباكستان اصبحت الآن في سوريا متمثلة بـ"هيئة تحرير الشام" التي تتعاون معها أمريكا يضاف الى ذلك تواجد "داعش" وربما نقل بعض من القادة الذين فروا من سجن الصناعة الى هذه المدينة، وفي النهاية عرقلة الحل السياسي في سوريا عبر التاثير على المعارضات التابعة للغرب.

ومن هنا كانت المناورات الروسية ورسائلها المتعددة بدءا من الاشراف المباشر من قبل وزير الدفاع الروسي عليها ولقاؤه الرئيس الاسد، وصولا الى الاسلحة النوعية المستخدمة فيها والتاكيد الروسي على التواجد في المتوسط.

وكما هو الحال دائما عندما يكون الحشد العسكري والمناورات تكون الدبلوماسية، وتعتبر زيارة غير بيدرسون الى دمشق في هذا السياق، ورغم ان الادارة السورية ترفض خطة "خطوة بخطوة" التي يسوق لها بيدرسون في ما يتعلق بمناقشات اللجنة الدستورية، إلا انه من المتوقع ان يحدث تقدم ما، حيث يستقبل لافروف الاثنين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ليستقبل بعدها بيومين (الاربعاء) بيدرسون، وفي حين اتفق بيدرسون مع المقداد على عقد جولة سابعة من اجتماعات الدستورية اذار المقبل، ستجري مشاورات بين الدول الضامنة لمسار استانة (ايران – روسيا – تركيا) في نفس الشهر، ومن المتوقع ان تتضح إمكانية وضع أول مسودة دستورية خلال الشهر المقبل، وبالتالي مواجهة التصعيد الامريكي في سوريا على عدة صعد "تسويات" "مناورات" و "حراك دبلوماسي".