'بهجت سليمان'.. الضابط والمفكر والأديب

'بهجت سليمان'.. الضابط والمفكر والأديب
الجمعة ٢٥ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

تحل علينا في هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لرحيل اللواء الدكتور السفير بهجت سليمان، الذي يعتبر من اهم المفكرين الساسين في العالمين الاسلامي والعربي، وكان له انجازات مهمة في صمود سوريا من السبعينيات وحتى وافته المنية العام الماضي. وقواعد العمل السياسي والعسكري والامني في سوريا في الوقت الحالي كان للواء بهجت سليمان يد اساسية في تأسيسها ووضع قواعدها. 

العالم - سوريا

اسم اللواء الراحل تردد كثيرا في اروقة اجهزة المخابرات العالمية وذلك بسبب دوره في الكشف عن عملاء كيان الاحتلال الاسرائيلي في سوريا ولبنان وذلك عندما كان رئيساً لجهازِ الأمنِ الدّاخليّ في سوريا، بالإضافةِ إلى جهازِ رصدِ العدوّ التّابع لأمنِ الدّولة، فهذا الرّجلُ يعتبرُ عامودًا أساسيّاً ورئيسيّاً من أعمدةِ أجهزةِ المخابرات العربيّة والسّوريّة. وكان اللواء الراحل من ابرز المدافعين والمساهمين في تأسيس محور المقاومة خصوصا وانه كان من ابرز المدافعين عن الجمهورية الاسلامية الايرانية في جميع الاوقات لاسيما أبان عدوان نظام صدام حسين على ايران، فكان يقف الى جانب طهران وكون صداقات عميقة مع القيادة الايرانية منذ ذلك الوقت وحتى وفاته رحمه الله. بالاضافة الى انه كان من ابرز الذين حاربوا كيان الاحتلال سواء في حرب 1973 او في لبنان في عام 1982 فقد كان اسما مرعبا لكيان الاحتلال الاسرائيلي.

اسم اللواء بهجت سليمان كان محصورا بين دوائر العمل السياسي والعسكري والامني، ولكن مع بداية الحرب على سوريا اختار المنبر الاعلامي الى جانب الدبلوماسي عندما كان سفيرا فوق العادة لدمشق لدى الاردن ليدافع عن سوريا وصمودها الاسطوري، وكان اللواء ابو المجد قريبا جدا من الشارع السوري فكان رحمه الله قمّة بالتّواضعِ، والإنسانيّةِ، والمعرفةِ، إضافةً لكونِهِ شاعرًا وكاتبًا ومفكّرًا، وبالرّغم من اسمِه الذي يهزّ أركان الدّولِ، ولكن خلال عمله الأمنيّ استطاعَ والتقرّبَ من الطّبقة المثقّفة والكادحة. فمن يتقرّب منه يستنتج أنّهُ رجلٌ بسيطٌ، أبٌ، وأخٌ، ومعلّمٌ. وشخصيّته لم تتغيّر رغمَ كافّة الظّروف، ولكن بعدَ اندلاعِ الحربِ استطاعَ الشّعب السّوريّ التّعرّف عليهِ أكثر من خلالِ وسائلِ التّواصل الاجتماعيّ. لذلك لا يستغربُ المرء محبّةَ هؤلاءِ النّاس له حتّى وإن لم يكونوا برفقتهِ يوماً ما.

خلال حياة اللواء الراحل بهجت سليمان، لم يعرف عنه انه اهان شخصا او تعدى عليه، بل على العكس تماما كان ينصف من لديه مظلمة وينصر الضعيف ومن كان يدق بابه سواء عندما كان يعمل في المجال الامني والعسكري او الدبلوماسي الا وكان ينصفه ويقف الى جانبه حتى يأخذ حقه. وكانت تربطه علاقة صداقة بحلفاء سوريا لاسيما الحلفاء من ايران، فكانوا يعتبرونه اخا وصديقا لابعد حد خصوصا وان هذه العلاقة قديمة وتعود لبداية انتصار الثورة الاسلامية في ايران. بالاضافة الى انه كان حلقة الوصل بين القيادة السورية والمعارضة الداخلية وبالرغم من كونه رجل أمن الا انه كان المحاور لهم بحكم ثقافته الموسوعية.

المفكر واللواء بهجت سليمان عاش حياته مدافعا عن قضايا الامة العربية والاسلامية وخصوصا القضية الفلسطينية وعندما توفي اختار الله تعالى ان يدفن الى جانب السيدة زينب عليها السلام في دمشق، ليكون بداية عمله خير ونهايته خير ايضا.

*ابراهيم شير - العالم