التطبيع مع "إسرائيل" والأزمة الإقتصادية في المغرب

التطبيع مع
السبت ٢٦ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٢:٤٩ بتوقيت غرينتش

تشهد الدار البيضاء وطنجة والرباط ومدن أخرى في المغرب، تظاهرات شعبية بسبب تدهور الظروف المعيشية، على وقع التضخم وارتفاع أسعار الوقود والمنتجات الغذائية، وهو تضخم تربطه السلطات المغربية بموجة الجفاف التي تضرب البلاد، والى نقص النشاط الفعلي للسياحة منذ ما يقرب من عامين، بسبب تداعيات جائحة كورونا.

العالم كشكول

تتزامن التظاهرات الاحتجاجية مع الذكرى الحادية عشرة لحركة "20 فبراير"، النسخة المغربية لما بات يعرف بالربيع العربي، والافت في تظاهرات الرباط كانت مشاركة الأسر التي تمثل الطبقة الفقيرة والمعدمة، والتي رفعت شعارات تندد بواقعهم المعاشي الصعب.

الامر الذي زاد من حفيظة الموطنين المغاربة، ودق ناقوس الخطر في البلاد، هو انتشار صور لمواطنين يسرقون فواكه وخضروات في سوق "أحد أولاد جلول" في مدينة القنيطرة الساحلية الواقعة على بعد 35 كيلومترا من الرباط،، إذ أن الذاكرة الإقليمية الجماعية، لازالت تتذكر محمد البوعزيزي، البائع المتجول الشاب للفواكه والخضروات من بلدة سيدي بوزيد التونسية، والذي أشعل بحادثة إضرام النار في جسده فتيل الثورة التونسية في كانون الأول/ ديسمبر 2010.

اللافت ان رئيس الحكومة المغربية، الملياردير عزيز أخنوش، تملص من مسؤولية تردي الاوضاع المعشية للمغاربة، والقاها على عاتق الظروف العالمية الصعبة، وتأثيرها على الأسعار داخل المغرب، واضاف: "الغالب الله… نتمنى سقوط الأمطار".

تصريح أخنوش ، استفز المواطنين، الذين عبروا عن سخطهم من ما سموها "حكومة الله غالب"، وكتب أحد المدونين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بعد خروج الشعب في أغلب المدن المغربية للاحتجاج ضد غلاء الأسعار والإحتكار، كان رد رئيس الحكومة أخنوش الله غالب"، وتساءل قائلًا: "أين حكومة الكفاءات، أين الحلول للخروج من هذه الأزمة، أين الوعود وبرامج الحزب الحاكم… الحكومة التي لا تجد الحلول عليها تقديم الاستقالة والاعتذار للشعب المغربي".

المراقبون للمشهد المغربي يرفضون تبريرات الحكومة لتردي الاوضاع الاقتصادية ويرون: ان "ما جرى من تجريف للحياة السياسية والفضاء العام، لم يترك لا أحزاب ولا نقابات ولا صحافة ولا فضاءات للنقاش والتفكير الحر، نسبيا، ما جعل الشعب أمام حكومة الفراغ ومؤسسات الفراغ"، والهدف من وراء كل هذا، هو الهاء الشعب المغربي، عن عملية التطبيع الجارية بين الحكومة والكيان الاسرائيلي، حيث تم فتح معابد يهودية وأدخلت المناهج "الاسرائيلية" لتعليم الأجيال في المغرب، وسمح لـ"الاسرائيليين" بتملك الاراضي في المغرب.

كما حذر المراقبون من الانفتاح المغربي امام الكيان الاسرائيلي، فهو انفتاح وتطبيع لن يفيد المغرب بشيء، خاصة من الناحية الاقتصادية، فهذه مصر والاردن، رغم مرور عقود طويلة على تطبيعهما مع الكيان الاسرائيلي، الا انهما تعتبران من اكثر دول المنطقة مديونية، ونسبة كبيرة من الشعبين المصري والاردني تعيش تحت خط الفقر.