الغرب يدفع نحو حرب استنزافية لروسيا بأوكرانيا وبوتين يهدد بأسلحته النووية

الغرب يدفع نحو حرب استنزافية لروسيا بأوكرانيا وبوتين يهدد بأسلحته النووية
الإثنين ٢٨ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٢:٠٣ بتوقيت غرينتش

مع دخول العملية الروسية في أوكرانيا يومها الخامس شهدنا تطورات مهمة للأحداث تمثلت بتوعد الغرب لروسيا بفتح أبواب مستودعاته من الاسلحة الفتاكة أمام أوكرانيا، في حين كان رد بوتين وضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب خاصة.

العالم - يقال إن

لطالما رأى المؤرخون والمحللون الغربيون ان اوكرانيا خط احمر بالنسبة لروسيا وان تصاعد تعاون اوكرانيا مع الغرب وخاصة مع حلف الناتو هو تهديد وجودي لروسيا، وانت عندما تواجه تهديدا وجوديا يزداد يوميا مع فشل مستمر للدبلوماسية فإنك لن تجلس لتصغي لما يقول الطرف الآخر (الغرب)، بل إنك ستتصرف بحزم وسرعة.

في إحدى مقالات مجلة "فورين أفيرز"، الامريكية يقول الكاتب مايكل كوفمان بأن دفع امريكا والاوربيين اوكرانيا نحو التلويح بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي والناتو يعني وضعها في صدام عسكري حتمي مع روسيا، في حال لم يستجب الغرب لمخاوف روسيا الامنية، وهو ما يفعله متقصدا.

ومن الجيد بمكان ان نشرح ماذا يعني ان تكون اوكرانيا في حلف الاطلسي كي نفسر معنى "مخاوف روسيا"، معناه ان الاسطول البحري الخامس الامريكي سيتموضع على سواحل جزيرة القرم وسيصبح مطلا على كامل الساحل الغربي الروسي في البحر الاسود ويرصد ويحد كامل تحركات قطعاته البحرية، ومن هنا كان التحرك الروسي الحاسم في ضم جزيرة القرم عام 2014، ومن ثم التوجه نحو الدبلوماسية، فالروس منذ البداية كان يعرفون ان الدبلوماسية ستصل الى طريق مسدود، وبالتالي كان عليهم ان يحموا انفسهم بداية ومن ثم يناقشون كيف سيتم حل الازمة في ما يتعلق بالتوجه الاوكراني نحو الغرب، وبعد 6 سنوات الى في 2020 بدل "زيلينسكي"، رئيس أوكرانيا الحالي، نهجه وأغلق محطات التلفاز المؤيدة لروسيا، والتزم خطا صارما في رفض المطالب الروسية، ووضع بلاده على الطريق نحو "الاندماج اليورو-أطلسي"، ذاك المصطلح الذي يصر الدبلوماسيون الأميركيون على استخدامه لوصف قبلة أوكرانيا الإستراتيجية بعيدا عن روسيا.

وهنا من السفاهة بمكان أن نصدق كلام الغرب عن ان بوتين يحاول "غزو أوكرانيا كاملة"، وهي بلد ضخم يقطنه أكثر من 40 مليون إنسان، لكن يمكن القول أن بوتين يريد ان يفرض تسوية توقف انزلاق أوكرانيا إلى المدار اليورو-أطلسي، ويضمن الامن القومي الروسي في ظل التلاعب الامريكي الخطير والتسليح الاخطر لاوكرانيا.

واما بعد ان حصل ما حصل وبدأت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في اوكرانيا، فإن الغرب سيحاول توريط روسيا بحرب استنزافية تتكبد فيها أقسى الخسائر العسكرية والاقتصادية، ومن هنا، نرى الجهد الغربي في التأكيد على مصطلح "المقاومة الاوكرانية"، ويرى اغلب المحللين انه بغض النظر عن من هو المصيب او المخطئ في روسيا واوكرانيا فإن الغرب وامريكا هم من دفعوا الى هذه الحرب ويريدون الآن جعل الاوكرانيين حطبا لها فقط ليضربوا منافسهم الروسي، الذي بدوره يعلم انه يسابق الزمن وعليه فرض تسوية سريعة يبعد فيها تدخل الغرب وما كان استنفار قوات الردع الاستراتيجية وعلى رأسها النووية إلا في هذا المسار وإلا ستكون نتائج هذه الحرب سيئة على الجميع ولصالح امريكا والغرب فقط.