جنكير تذكّر أردوغان .. أين جثة خاشقجي!

جنكير تذكّر أردوغان .. أين جثة خاشقجي!
الإثنين ٢٨ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

في ظل الخطوات التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه بعض من المنتمين للاخوان المسلمين بهدف التقارب مع الامارات والسعودية وإعلانه عن زيارة قريبة للسعودية، طالبته خطيبة خاشقجي بأن لا يفعل المثل في ما يتعلق بقضية خاشقجي الذي لم يبق له حتى جسد ليدفن بعد ان تم تقطيعه في سفارة بلاده.

العالم - كشكول

خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل وقُطعت أوصاله في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية في أكتوبر 2018 بأوامر من محمد بن سلمان، قالت في مقابلتها مع فرانس برس: "إنه وضع مفجع. إنها المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تشهد فيها البشرية مثل هذا الشيء"، لكن يبدو أنها ليست على علم بما تفعله السعودية باليمن وبأطفال اليمن الذين يموتون تدريجيا من الجوع والضعف والامراض، حتى البسيطة منها، بسبب الحصار السعودي الامريكي وغياب الدواء والغذاء.

جنكيز بعد جلسة استماع في محكمة إسطنبول غاب عنها المتّهمون، قالت: "يجب أن تواصل تركيا إصرارها على تحقيق العدالة، حتو لو أن العلاقات (التركية السعودية) بدأت تتحسّن"، لكنها تعلم أيضا ان تحسن العلاقات لم يأتِ إلى ان تخلت أنقرة او حاكمها أردوغان عن الاخوان المسلمين، وحتى عن "حماس" الفلسطينية لخاطر عيون "اسرائيل" أيضا لنفس السبب، تحسين الوضع الاقتصادي في تركيا والوضع المعيشي واستعادة شعبيته قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري بعد عام من الآن.

وتتابع جنكيز التي كانت تنتظر جمال خاشقجي أمام القنصلية السعودية في تركيا يوم اختفى قبل أن يصل نبأ أنه قُتل. وكان قد دخل القنصلية لجلب الأوراق اللازمة ليتزوّجا، ولم يخرج. أنها لا تريد أن ترى بلدها "يصنع السلام مع السعودية وأن يُغلق هذا الملفّ. ولا أن يعود كلّ شيء إلى ما كان عليه وكأن شيئًا لم يحصل مهما حاربنا. أنا بالطبع أشعر بخيبة أمل"، وتعرف كما يعرف الجميع ان المصلحة المشتركة هي التي تحكم ولامكان للمشاعر هنا في انقرة التي ستعيد العلاقات مع الكيان الاسرائيلي الذي هاجم سلاح بحريته عام 2009 سفينة "مافي مرمرة" التركية التي أقلت على متنها، حوالي 750 ناشطاً حقوقياً وسياسياً من 37 دولة أبرزها تركيا، مساعدات إنسانية لإغاثة المحاصرين بغزة، حيث أودى الهجوم بحياة 10 متضامنين أتراك وأصيب 56 آخرين.

وبدأت محكمة في إسطنبول يوم أمس الاحد، محاكمة غيابية لـ26 مواطنًا سعوديًا، بينهم اثنان مقربان من ولي العهد. لكن لم يتغيّر شيء في عامين، وبحسب جنكيز فإن المراوحة في قضية خاشقجي سببها عدم تعاون السعوديين الذين فضلوا الابتعاد تمامًا.

وأما السعودية فقد أنهت إجراءاتها القضائية التي أجريت خلف أبواب مغلقة واعتبرت انه لا داعي لمزيد من الاعتقالات، حيث أصدرت محكمة سعودية في العام 2020، أحكامًا بالسجن تراوح بين 7 و20 عامًا لثمانية أشخاص متهمين بالقتل، وبقي سعود القحطاني اليد اليمنى لابن سلمان حرا طليقا.

كثيرة هي الدول والجهات التي تجامل بن سلمان بل وتحميه -كما فعل ترامب وأعلنها امام الجميع- رغم جرائمه في عدة بلدان وممارسات جلاديه الوحشية بحق أهالي الحجاز، ويبدو ان عدم تفاؤل جنكيز في محله حول نسيان قضية خاشقجي كما يحدث اليوم بفاجعة اليمن وغيرها من الممارسات.