ماذا سيغير تأهب السلاح النووي الروسي من الازمة الاوكرانية؟

الثلاثاء ٠١ مارس ٢٠٢٢ - ٠٥:٢٩ بتوقيت غرينتش

اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر، ان الكثير ايقنوا بان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما حشد قواته منذ بداية شهر فبراير، بانه سيقوم بالهجوم على اوكرانيا.

وقال جابر في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان التحريض الامريكي على روسيا لم يكن يسمح لبوتين بان يتراجع عن تهديده، فهو خطط وحشد ونفذ هجومه براً وجواً، مشيراً الى انه من الذين توقعوا بان بوتين سيقوم بالغزو او بالحرب على اوكرانيا في الثلث الاخير من الشهر الجاري، اي من 20 فبراير الى 15 مارس، باعتبار ان هذه الفترة سيكون الجليد قد غطى كل الارض للحدود الشرقية الاوكرانية، ومن الناحية العسكرية، يصبح من السهولة بان تتقدم الدبابات بدلاً من ان تغرق في المستنقعات.

واوضح جابر، أن الروس قالوا من انهم يستطعيون خلال 72 ساعة تدمير البنى التحتية للجيش الاوكراني خلال هجماتهم الجوية بالصواريخ والطائرات، وهذا ما قد تم بالفعل، فعلى مدى خمسة ايام تم تدمير 1200 هدف للبنى التحتية للجيش الاوكراني، بما فيها قصف المطارات ومراكز الرادارات والاتصالات ومراكز الطاقة للجيش، وقطع الاتصال والتواصل بين وحدات الجيش الاوكراني.

ولفت جابر الى ان الهجوم على اوكرانيا تم من ثلاث محاور براً ووصل الجيش الروسي بسرعة قياسية الى اهدافه في خاركيف وكييف، واعتبر ان الرئيس بوتين لم يدخل كييف لحد الان ضمن خطة مدروسة بأن لا يدخل في حرب شوارع وحرب عصابات، لانه عادة التاريخ والعلم العسكري يقول بان اي جيش مهما كانت قوته اذا دخل في حرب شوارع فانه سيقع في كمائن.

واضاف جابر، ان بوتين لا يبدي بأنه في عجلة من امره في دخول كييف، ولا يعتبر ذلك اخفاقاً بل انه يخطط بان يطوق ويحاصر ويقصف باستمرار البنى التحتية للجيش الاوكراني حتى يتفكك، وحينما يدخل كييف تكون مدينة مفتوحة بدون خسائر وبدون الحاق الاذى بالسكان، فيما اعلنت موسكو بانها فتحت طريقا آمنا للمدنيين على الحدود للراغبين في المغادرة من كييف.

واكد جابر ان الغرب يعاني من تخبط ازاء الازمة الاوكرانية وهُزم سياسياً في حرب اوكرانيا، مشدداً على ان امريكا ولا الغرب ولا الناتو بامكانهم شن حرب بشكل منفرد للتصدي للهجوم روسيا.

من جانبه، اكد استاذ العلوم السياسية الدكتور خطار ابوذياب، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ التحشيد العسكري الكبير منذ ديسمبر الماضي، كان ينطلق من قراءة معينة لمجريات الاحداث ولوضع النزاع المجمد في اقليم دونباس باوكرانيا منذ 2014 والى اليوم.

وقال ابوذياب: ان بوتين حاول من خلال تطويق اوكرانيا والاستعراض العسكري، الزام الجميع بفرض شروط معينة بدون اطلاق رصاصة، وقام بتصدير طلبات بعضها واقعية جداً الى الامريكيين ولحلف الشمال الاطلسي، وفكّر انه ستكون هناك استجابة امريكية، لكنه فوجئ بقيام بايدن بدعم كبير لاوكرانيا وتحريك الجناح الشرقي منها.

واوضح ابوذياب، ان الاتحاد الاوروبي قام لاول مرة بشراء السلاح وارساله الى اوكرانيا ويساهم بمجهود حربي وكأن الحرب حربه، معتبراً ان هناك توريطاً في الموضوع الاوكراني، وان العقوبات التي فرضها على بوتين كانت قاسية جداً، ومن هناك كان رد بوتين بانه امر بالتأهب النووي.

واضاف، ان هناك العالم يواجه مأزقاً ازاء الازمة الاوكرانية، والحديث عن منتصر ومهزوم في الوضع الاوكراني مازال مبكراً، في ظل ارتفاع اسعار الطاقة والمواد الاولية في اوروبا بسرعة كبيرة، مبيناً ان العالم ليس بخير اثر التوريط الاوروبي واللعبة الوسخة في الازمة الاوكرانية، مع محاولة توريط الاسلام من خلال الشيشانيين ومرتزقة اخرين.

بدوره، اكد الكاتب والباحث السياسي الدكتور فائز حوالة، ان الولايات المتحدة الامريكية تقوم بتوريط الاتحاد الاوروبي في الازمة الاوكرانية، وتبقى بعيدة وتتحكم بمجريات الامور من خلف الكواليس.

وقال حوالة: ان الولايات المتحدة الامريكية اليوم تحاول اعادة سيناريو الحرب العالمية الثانية، حينما دخلت تلك الحرب بشكل متأخر وخرجت منها بأكبر قدر من الارباح، معتبراً ان هذا ما يمكن مشاهدته من خلال الواقع لما تملكه الولايات المتحدة على سبيل المثال كالسلاح الارهابي الاقتصادي والتحكم بنظام سويفت.

واوضح حوالة: ان روسيا الاتحادية لها الحق الكامل في الدفاع عن المواطنين الروس المتواجدين في اوكرانيا وخاصة في اقليم دونباس المهضومة حقوقهم ويتعرضون لابادة بشكل يومي.

واضاف حوالة: ان روسيا الاتحادية ترى بانه خلال الفترة السابقة تم تزويد اوكرانيا بأفضل الاسلحة باستمرار وزاد كميتها عن الفين طن، وان هذا الامر يدل ان هناك تحضيراً معيناً من اجل ان تصبح الاراضي الاوكرانية، اراض مجابهة مباشرة لتصفية الحسابات ما بين حلف الناتو وروسيا، معتبراً ان محاولة اوكرانيا الانضمام لحلف الناتو يؤثر ويهدد بشكل مباشر الامن القومي الروسي، خاصة وان الكل يعلم بان الولايات المتحدة تقصف من على بُعد آلاف الكيلومترات حفاظاً على امنها القومي، فما بال اذا كان الامن القومي الروسي يتهدد مباشرة من حدوده.

وحول اوامر بوتين بوضع قوات الردع الاستراتيجية في حالة تأهب، اكد حوالة، ان اي نزاع سينتهي عند طاولة مفاوضات الحوار والمناقشات، ولكن على ما يبدو، يسعى الغرب مدفوعاً بضغوط امريكية وبريطانية تحديداً، الى التصعيد، الامر الذي ادى الى وصول العالم الى مرحلة الغليان، والذي دفع بروسيا الاتحادية الى التهديد بالسلاح النووي لردع الغرب من تحقيق اهدافه، مشيراً الى ان روسيا اعلنت مراراً انها سوف تسير قدماً في عمليتها العسكرية هذه والى النهاية من اجل تحقيق الاهداف في اوكرانيا خاصة، وانه ليس لديها اي رغبة في احتلال اوكرانيا حسبما اعلنت للعالم ذلك واضحاً، مغايراً لما تفعله الولايات المتحدة التي تستخدم سياسة الارض المحروقة ابان نشرها للديمقراطية المزيفة في اي دولة تغزوها.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/6067043