لماذا تفاجأ البعض بعنصرية الإعلام الغربي؟

لماذا تفاجأ البعض بعنصرية الإعلام الغربي؟
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠٢٢ - ١١:٠٢ بتوقيت غرينتش

البعض لدينا تفاجأ، وهو يتابع تغطية الاعلام الغربي للهجوم الروسي على اوكرانيا، من عنصرية مراسلي القنوات الامريكية والاوروبية والغربية، الذين وجهوا دون اي مبرر إهانات عنصرية الى العرب والمسلمين، في سياق دفاعهم عن الشعب الاوكراني الاوروبي، صاحب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الاصفر.

العالم كشكول

المراسلون كانوا يذرفون الدموع ويتحدثون من على شاشات التلفزيون بصوت متهدج وحزين، عن ان هؤلاء الذين يتعرضون لهجوم لا يستحقون الموت والتهجير، لانهم اوروبيون، ويعيشون في بلد اوروبي متحضر. وكان الامر ليهون، لدى هؤلاء المراسلين، لو ان هذا القتل والتهجير حدث في بلدان مثل العراق او افغانستان، فشعوب هذه البلدان، وفقا لمنطق هؤلاء العنصريين، غير متحضرين ومتخلفين ويستحقون الموت!!.

العارفون بتاريخ "الحضارة" الغربية والفكر الذي قامت عليها، لم ولن يتفاجأوا بعنصرية الاعلام والصحافة الغربية التي تغطي الحرب في اوكرانيا، فهذه "الحضارة" قامت منذ البداية على فلسفة عنصرية، وهذه الفلسفة بدأت كفكر، ولكن وبمرور الزمن تحولت الى سلوك اجتماعي، يميز سلوكيات الفرد لاوروبي ازاء الاخر، ولهذا السبب بالذات كانت هذه "الحضارة" الرحم الذي خرجت منها النازية والفاشية والصهيونية وكل جماعات اليمين العنصري المتطرف في اوروبا والغرب بشكل عام.

ومن اجل الا نُتهم باننا نطلق الاتهامات جزافا دون دليل او بينة سننقل بعض افكار "اكبر فلاسفة" الغرب، التي بُنيت عليها "الحضارة الغربية"، ونترك للقارىء الكريم ان يعود الى تاريخ الفلسفة الاوروبية، ليستخرج منها نماذج اخرى من عنصرية هؤلاء الفلاسفة.

-كان أفلاطون وأرسطو يقسمان البشر إلى يوناني وبربري، وكل ما عدا اليوناني فهو بربري، لم تكن العلاقة بينهما علاقة المتحضر بغير المتحضر، بل قالا إن العلاقة بينهما علاقة عداء بالفطرة دون النظر في الظروف التاريخية.

-فولتير فيلسوف "التنوير"، كن تاجر يبيع ويشتري الرقيق، وكان يرى ان هناك تدرجات لأشكال الحياة وأن السود جاؤوا في مكان ما بالقرب من القاع، بعيدا عن "القرود". وصور في أحد كتبه الأفارقة على أنهم "حيوانات" ذات "أنف أسود مسطح بذكاء ضئيل أو معدوم. وكان يؤمن بتعددية الجينات، اي لكل عرق بشري جينات خاصة به.!!.

-الفيلسوف الالماني إيمانويل كانت، كان يعتبر أهم المفكرين الذين دعوا إلى تصنيف الأجناس البشرية بحسب المعايير العرقية، فقام بتقسيم البشر على أساس اللون، واعتبر أن أصحاب البشرة البيضاء هم أكثر الأنواع البشرية ذكاء وفاعلية ومقدرة على بناء الحضارات. ثم يأتي أصحاب اللون الأصفر في الدرجة الثانية، في الدرجة الثالثة يأتي أصحاب البشرة السوداء، ومن خلفهم بقية الأجناس الأخرى، وفي الأسفل الهنود الحمر الذين صنفهم كانت أسوأ الأجناس وأقلهم تطوراً وذكاء. كما كان يقول ان "الإنسانية في أعلى درجات كمالها متحقّقة في العرق الأبيض".

-الفيلسوف البريطاني ديفيد هيوم، كتب يقول :"أنا مستعد للشك بأن الزنوج، والأجناس الأخرى عامة أدنى بطبيعتها من البيض".

-الفليسوف الالماني نيتشه، خرجت النازية من رحم فلسفته، كما انجبت هذه الفلسفة هتلر "سوبرمان" نيتشه.

-فلسفة ميكافيللي، خرجت من رحمها الفاشية، كما انجبت "الامير" الدموي موسوليني، دكتاتور إيطاليا وحليف هتلر في الحرب العالمية الثانية.

-الفيلسوف الألماني مارتن هايدغركان، الذي اعتبره النازيون فيلسوفهم والكاهن الأكبر للفكر النازي.

-البروفيسور الألماني وعالم الأنثروبولوجيا يوجين فيشر صاحب فكرة تعقيم البشر لبقاء الأفضل وإبادة الأدنى، وفكرة القتل الرحيم للمعاقين.

-المفكر الفرنسي المعاصر آرثر دي كوبينو، اعتبر أن اختلاط الأعراق وتزاوجها هو السبب خلف انحطاط الحضارات وسقوطها، وان القضية العرقية هي صانعة التاريخ، وان الآرية تنحدر حين تختلط بالاعراق الاخرى.