هل اقتربت ايران والدول العظمى من الاتفاق في فيينا؟

هل اقتربت ايران والدول العظمى من الاتفاق في فيينا؟
الجمعة ٠٤ مارس ٢٠٢٢ - ٠٣:٠٥ بتوقيت غرينتش

تشير تصريحات أغلب رؤساء وفود الدول العظمى المشاركين في محادثات فيينا الى ان محادثات رفع الحظر عن ايران في فيينا وصلت الى مراحلها الاخيرة، لكن هل توصلت ايران والدول العظمى الى اتفاق نهائي؟

العالم - كشكول

أكدت طهران اليوم الجمعة وعلى لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها انه "لا احد يمكنه القول بان الاتفاق قد تم، حتى حل وتسوية جميع القضايا المهمة المتبقية".

المفاوضات مستمرة

المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة غرد اليوم مؤكدا: بان مفاوضات فيينا مازالت مستمرة، معتبرا ان الاخبار الجيدة المبكرة لن تكون بديلا عن الاتفاق الجيد.

واكد متحدث الخارجية في ختام تغريدته: "ان الجميع يركزون الان على الخطوات الاساسية النهائية".
وبالتالي على خلاف ما تروج له بعض وسائل الاعلام إما نقلا عن "مصادر مقربة من محادثات فيينا في ايران" او "مشاركين في وفود المحادثات" حتى ان بعض وسائل الاعلام هذه نسبت صفة رسمية لبعض من نقلت عنهم، مدعية انه تم الوصول الى اتفاق، كل هذا ليس إلا محاولات للحصول على سبق صحفي، حيث تؤكد ايران ان وزراة الخارجية الايرانية هي المخول الوحيد في ايران للاعلان عن الوصول الى اتفاق من عدمه وتفاصيل او بنود هذا الاتفاق.

اميرعبداللهيان: المجيء الى فيينا متوقف على رعاية خطوطنا الحمراء

وحول الحديث عن زيارة محتملة خلال اليومين القادمين لوزير الخارجية الايراني امير عبداللهيان الى فيينا لتوقيع الاتفاق، فقد أجاب عبداللهيان عن هذه الانباء بنفسه اليوم خلال محادثات هاتفية مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عندما قال: "يستدعي وجود وزراء الخارجية في فيينا والاعلان عن الاتفاق النهائي رعاية خطوط ايران الحمراء كاملة ومن بينها منحها ضمانات اقتصادية مؤثرة".

وشدد أمير عبد اللهيان على أن علي باقري (رئيس الفريق المفاوض) والخبراء الايرانيين سيواصلون التشاور والمباحثات مع سائر الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا، وانهم سيبذلون جهودهم الجادة والحثيثة من أجل التوصل الى اتفاق نهائي وجيد.

وقال: متى ما أعلنت الأطراف الغربية موافقتها على خطوطنا الحمراء سأكون مستعدا للمجيء الى فيينا.

وتحاول اليوم بعض وسائل الاعلام الغربية التصيد في الماء العكر والترويج لبعض بنود الاتفاق، والزعم بأن إيران وفي ظل توصل المحادثات الى مراحلها النهائية طرحت مطالب جديدة بهدف الحصول على امتيازات إضافية، وهو بالطبع ما حاولت هذه الوسائل ترويجه منذ اللحظة الاولى لعودة المفاوضات بين ايران والدول العظمى بعد تسلم الحكومة الايرانية الجديدة، حيث أكدت ايران بالدليل القاطع ان هذه الاداعاءات أساس لها من الصحة وان مطالب ايران منذ بداية المفاوضات الى الآن كانت ثابتة ولم تتغير وهو ما بعترف به الغرب اليوم بعد تأكيده على جدية ايران في المحادثات، واما البروباغاندا الغربية المغرضة حول هذا الامر فهي بلاشك، ومنذ البداية، تهدف الى الضغط على المفاوضين الايرانيين من جهة ومحاولة تحميل ايران المسؤولية في حال فشلت الاطراف في التوصل الى اتفاق من جهة أخرى.

تحركات الصهاينة واللوبي الصهيوني

يتحرك القادة الصهاينة على قدم وساق بهدف تخريب المحادثات التي تجري في فيينا، ولهذا شاهدنا الوفد الصهيوني الى فيينا، وكذلك لقاءات سياسيي الكيان الصهيوني واتصالاتهم المتكررة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف التحريض ضد الجمهورية الاسلامية وتخريب أجواء مفاوضات رفع الحظر في فيينا واستخدام هذه المؤسسات للضغط سياسيا على ايران حيث تحدث رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفتالي بينيت، مع غروسي قبل زيارته غدا لإيران، وعلى الرغم من هذا من الواضح ان التعامل الجيد والشفاف من قبل ايران مع الوكالة الدولية وزيارة غروسي والنتائج الايجابية التي صاحبتها خلال الاسابيع الماضية، دليل على فشل المساعي الصهيونية الى الآن، وهو ما يفسر الحملة الاعلامية والسياسية التي يشنها قادة الاحتلال ضد شخصيات من الوكالة ومحاولتهم التأثير سياسيا على قراراتها وقاريرها حول برنامج ايران النووي.

ولم يكن الكيان الصهيوني مستعداً أن يكون عضوا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأنتج سراً عدة رؤوس حربية نووية، كشف عنها للعالم لاحقا أحد علمائه النوويين. ورغم ذلك حاول الكيان بمساعدة أمريكا على مدار العشرين عاماً الماضية تعطيل مهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخططه السياسية والتآمرية ضد إيران، ومن خلال تقديم مزاعم مختلفة، أبعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التنفيذ المبدئي لأعمالها.

لقد شكل الضغط الشديد الذي مارسته أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الدول الأوروبية مراراً تحديات كبيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. والآن تعتبر زيارة غروسي لإيران يوم السبت اختباراً وفرصة يمكنه اغتنامها للمساعدة في إعادة بناء اعتبار الوكالة.

كذلك تعمد بعض الشخصيات المقربة من اللوبي الصهيوني في أمريكا الى محاولة التأثير على المحادثات وخلق نوع من البلبلة حول "بنود الاتفاق" و"إجراءات رفع الحظر" التي قد ترافق أي اتفاق محتمل من حيث التهويل والتحذير من رفع الحظر عن ايران، ويبدو ان تغريدة كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية السابق لشؤون إيران "غابرييل نورونها" تأتي في هذا السياق، حيث هاجم بشدة المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، واعتبر ان "الاتفاق النووي المحتمل لن يخدم المصالح الأميركية على المدى القصير أو الطويل بل ويشكل خطورة عليها"!، ومن الواضح ان مثل هكذا تصريحات تأتي بهدف الضغط سياسيا وخلق بلبة حول الاتفاق المحتمل وتأخير الوصول إليه.

ما تؤكد عليه ايران انه لن يكون هنالك اي اتفاق دون الاتفاق على كل شيء، وان الخیار المؤکد للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هو عدم تجاوز خطوطها الحمراء، وانها تسعى إلى اتفاق جید، ولکن فی إطار المصالح الوطنیة ومراعاة الخطوط الحمراء ولقد عكست ذلك للطرف المقابل، واليوم على الطرف الغربي وخاصة أمريكا حسم أمرها واتخاذ قرار بهذا الشأن.