ما المسار الذي تتخذه الحرب في اوكرانيا في ظل احتدام المعارك؟

الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر الكاتب والباحث السياسي رياض عيد، التحشيد السياسي والاقتصادي والاقتصادي والثقافي والرياضي الامريكي والغربي وحلف ضد روسيا، بأنه لم يؤثر اي شيء على سير عمليتها العسكرية الجارية في اوكرانيا.

وقال عيد في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرس خطواته بدقة ولا ينفعل، وعندما اتخذ خطوته بالحرب ضد اوكرانيا كان يأخذ بعين الاعتبار كل تداعيات الحرب، واحتاط لها وتحديداً العقوبات، ففي عام 2014 بدأت نفس طريقة العقوبات بعد ان ضم جزيرة القرم الى بلاده، رغم زيادة التحشيد العالمي ضد روسيا.

واوضح عيد، ان روسيا بعد اخراجها من نظام سويفت العالمي اضافة الى الحرب الثقافية والرياضية التي تشن ضدها، كانت تتوقع كل شيء، ميدانياً لم تتأثر بأي شيء وان مسار العملية الروسية كما خطط لها بوتين تسير بخطى ثابتة نحو التحقيق.

وبيّن عيد بان استراتيجية بوتين في اوكرانيا، تتدرج اولاً تدمير البنية التحتية للجيش الاوكراني، وثانياً عزل اوكرانيا عن ساحل البحر الاسود، وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال المعارك التي تدور على بحر اوزوف والبحر الاسود ولم يبق من هذه المناطق الا اوديسا وحالياً يسعى بوتين لضربها وانهاء موضوعها.

واضاف الباحث السياسي، ان بوتين يسعى الى تطويق المدن الكبرى وعزلها عن الخارج كي يجبرها على الاستسلام دون اقتحامها الذي يؤدي الى حرب المدن حرصاً على المدنيين الاوكرانيين، وحرصاً على قواته.

ورأى عيد ان بوتين لا يريد قتل الرئيس الاوكراني، بل اجباره على توقيع معاهدة استسلام يعلن فيها حياد اوكرانيا ونزع سلاحها والاعتراف بالقرم الروسية والحكم الذاتي لمنطقة دونباس.

من جانبه، اكد الخبير بالشؤون الروسية سمير ايوب، ان العملية العسكرية في اوكرانيا تسير وفقا لما رسمته القيادة الروسية، وتحقق اهدافها بشكل منظم ومنسق، ولا تراجع للشروط الروسية التي فرضتها ووضعتها على الطاولة منذ بداية الحملة.

وقال ايوب: ان القيادة الروسية لم تكن تتوقع بان الولايات المتحدة قد استعدت بكل قوة منذ عام 2003 و2004 وهي تجهز لهذه المعركة والحرب مع روسيا، خاصة بعد انقلاب 2014 في اوكرانيا واتت بجماعات يمينية، استطاعت بناء ميلشيا قومية يمينية متطرفة فاشية موازية للجيش الاوكراني، مشيراً الى ان اجداد عناصر هذه الميلشيات شاركوا في الحرب العالمية الثانية وقتلوا الملايين من شعوب جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

واوضح ايوب، ان هذه الميلشيات تم نقلها الى المناطق الشرقية حيث عاثت فساداً واخذت تنكل وترهب كل سكان المناطق الناطقين باللغة الروسية.

وعدّ ايوب، سبب عدم اقتحام الجيش الروسي المدن الاوكرانية لحد الآن، لان هذه الجماعات تتبع اساليب الجماعات الارهابية كما في سوريا والعراق وغيرها التي تتخذ المدنيين دروعاً بشرية، ولفت الى ان روسيا منذ بداية حربها تتجنب القيام بأي اعمال عسكرية حيث توجد المدن الكبيرة والتجمعات السكنية، حتى انها لم تقصف الثكنات العسكرية التي يتواجد فيها الجيش الاوكراني، لان هدف العملية هو ضرب هذه الجماعات من جهة، ومن جهة اخرى اقناع القيادة في كييف بضرورة الاخذ بعين الاعتبار كل الهواجس الروسية.

واكد الخبير بالشؤون الروسية، بوتين لا يريد قتل الرئيس الاوكراني زيلنسكي او استقالة حكومته، وانما هدفه الاساسي تغيير المفهوم التي بنيت عليه الدولة الاوكرانية على يد بايدن عندما كان نائبا للرئيس الامريكي وعلى يد جون ماكين الذي كان يتجول في ساحة الميدان، وفيكتوريا هولاند التي كانت توزع البسكويت في ساحة الميدان والبقية كانوا يوزعون القناصين على اسطح المباني العالية من اجل اطلاق النار على الطرفين والقول ان الشرطة اطلقت النار من اجل زيادة نزيف الدماء.

وشدد ايوب على ان بوتين يريد انهاء الحكومة الاوكرانية وبنيتها الفاشية والفكر الذي اسست عليه التي اتت بعد انقلاب 2014 وجاء رئيس وزرائها يان سوك الذي قطع كل العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية مع روسيا، معتبراً انه من هنا بدأ التخوف الروسي ومن اهداف هذه الحكومة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/6077238