ضيف وحوار..

كرزاي يكشف لقناة العالم التحديات التي تواجه أفغانستان حاليا

الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس الأفغاني السابق حامد کرزاي، أن الجمهوریة الاسلامیة في ایران کانت تتعامل مع الشعب الأفغاني بکلّ محبّة وود بدون أيّ مشاکل، مشيداً إلى دور إیران في تثبیت السلام والإستقرار في أفغانستان، وفي تحسین الوضع الإقتصادي للبلاد.

العالم ضيف وحوار

وفيما يلي نص الحوار الكامل الذي أجرته قناة العالم ببرنامج"ضيف وحوار"مع الرئيس الأفغاني السابق حامد کرزاي:

س: قبل أيام مرت الذكرى الثانية لتوقيع اتفاق الدوحة بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية برأيكم ماذا حقق الاتفاق للطرفين وأين هي أفغانستان منها اليوم؟

کرزاي: بسم الله الرحمن الرحیم. الإتّفاقیة بین أمریکا وحرکة طالبان الإسلامیة ، نأمل أن تثمر نتائجها في السلام الکامل والشامل مع تثبیت الأمن ، وأن تکون أفغانستان واحدة لجمیع أطیاف الشعب الأفغاني وأن یری أفراد الشعب الأفغاني أنفسهم في هذه البلاد وأن تُشکل حکومة تمثّل کلّ الشعب الأفغاني وأن یشارك الشعب الأفغاني في أنشطة هذه الحکومة التي یجب أن تکون بمثابة منزل یجمع شتّی أطیاف الشعب الأفغاني في جمیع المجالات الإقتصادية والسیاسية، هذا هو أملنا. فیما یخصّ فکرة أنّ أفغانستان هي بمثابة منزل یجمع كل أطیاف الشعب الأفغاني.

وأضاف كرزاي: بإمکاني القول إنّه کان هناك مساع من الجمیع کي یتواجد أفراد الشعب الأفغاني في جمیع قضایا البلاد وتُحَلَّ مشکلات البلاد من خلال الإرادة الشعبیة ، بالطبع کانت هناك مشکلات عظیمة کأنشطة أمریکا في أفغانستان وتحرّکاتها العسکریة التي سبّبت آلاماً کثیرة للشعب الأفغاني.

وقال كرزاي:"واجهنا مشکلات کبیرة ولکن في مکنوننا کان سعینا ینصب علی أن تکون أفغانستان ملاذاً للجمیع ، کما أنّ السعي تَرَکَّزَ علی إحلال السلام والدخول في مفاوضات وحوارات مع اخواننا في حرکة طالبان وأن نعمّر بلادنا بأیدینا".

س: هل تسبب الاتفاق بانهيار نظام الرئيس السابق أشرف غني أم هنالك أسباب أخرى؟ وهل كان الرجل يستطيع إنهاء حياته السياسية على نحو أفضل؟

کرزاي: أعتقد أنّه من الأفضل أن یجیب الدکتور أشرف غني بنفسه عن هذا السؤال. لقد أخبرتکم بأنَّ الشعب الأفغاني یتمنّی السلام والإستقرار والحیاة الحرّة الکریمة في بلاده .

س: هنالك أطراف وصفت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والطريقة التي خرجت فيها من قاعدة باغرام ومطار كابول بالغير مسؤولة، هل تتفقون مع هذا الرأي؟

کرزاي: کان بإستطاعة هذا الشعب الخروج بشکل أفضل ، کان یمکنه الخروج بطریقة لا یتعرّض فیها للعذاب والألم ، أنتم رأیتم تلک المشاهد الفظیعة في مطار کابول والتي سبّبت إزعاجاً کبیراً لأفراد الشعب الأفغاني ، ولکن للأسف لم یتبلور الأمر کما کان یجب أن یکون.

س: مؤخرا أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن قرارا بمصادرة الودائع المالية الأفغانية لصالح ضحايا الـ11 من أيلول / سبتمر وانتم عارضتم هذه الخطوة ، كيف سيؤثر القرار على الوضع العام في البلاد في ظل ما يعانيه من أزمات اقتصادية وانسانية؟

کرزاي: الأموال التي صادرتها الإدارة الأمریکیة هي أموال الشعب الأفغاني. القسم الأکبر من هذه الأموال جُمع خلال رئاستي للبلاد من أجل خزینة البلاد ولدعم العملة الوطنیة والمصرف المرکزي. ولکن بالطبع هذه الأموال لم تکن تخصّ حامد کرزاي ولا الحکومة التي تلت حکومته ولا حتّی الحکومة الحالیة، بل هي ملك للشعب الأفغاني وقد کانت في الماضي ولاتزال ملکاً للشعب الأفغاني.

ونبّه كرزاي: نحن نعارض هذه الخطوة بشدّة ونأمل أن یراجع الرئیس الأمریکي المحترم قراره هذا، ویعید هذه الأموال إلی الشعب الأفغاني الفقیر والمتحمّل للآلام ، کلّ هذه الأموال تخصّ الشعب الأفغاني ، وفي هذا السیاق علینا جمیعاً أن نتعاون ونشدّ من أزر بعضنا البعض کي نسترجع الأموال التي تمّ أخذها منّا.

س: المؤسسات الحيوية في أفغانستان مهددة بالانهيار ، الصحة والتعليم وخاصة الاقتصاد، ما هو الحل برأيكم لتفادي هذا الانهيار؟

کرزاي: التآزر والسعي الجماعي علی هذا التراب، وبین مختلف أطیاف الشعب الأفغاني، وان الرجوع إلی مختلف أطیاف الشعب الأفغاني يشكل اقل مسؤولية للحكومة الفعلية، سواء من المستائین الذین هم خارج البلاد ، وإستخدام جمیع القدرات الوطنیة من خلال عملیة المصالحة الوطنیة وایجاد عملیة وطنیة من أجل تبلور إستقرار دائم في أفغانستان. وفي النهایة من خلال القراراتِ التي تَظهَرُ فیها الإراداتُ الوطنیةُ الأفغانیة یعود شبابُنا والمتخصّصون إلی أعمالهم وحیاتِهِم المعتادة إلی جانبِ السیّدات في المجتمع.

س: لطالبان تفسير مختلف، وقد يعتبره البعض متشدد بعض الشيء لدور بعض فئات المجتمع، مثل النساء فهي حدت بشدة من دورهن في بعض المجالات ما هو تقييمكم سيادة الرئيس؟

کرزاي: لایمکن لأيّ مجتمع أن یحصل علی التقدّم المنشود من دون وجود النساء. والمرأة في أفغانستان شأنها شأن أّيّ امرأة أخری في العالم ، فالنساء هُنَّ جزءٌ من أيّ مجتمع.

ایرانُ دولةٌ إسلامیة ، وحکومتُها حکومةٌ إسلامیة وأحکامُها وفقاً للعقائد الإسلامیة. أنتم تُلاحظون أنّ دورَ المرأة في ایران دورٌ هامٌّ وقَیِّمٌ في جمیعِ القطاعات التعلیمیة والصحّیة والإقتصادیة وفي الحیاة العامّة بشکل موسّع. ونحن بدورنا دولةٌ إسلامیة بإمکاننا دفعُ عجلةِ التقدّمِ إلی الأمام کما هو حاصل في ایران.

ونوّه كرزاي: باکستانُ دولةٌ أخری جارتُنا، اُنظروا إلی دور المرأة فیها، مالیزیا علی سبیل المثال أو أندونیسیا ومصر ، لدیْنا أمثلة متعدّدة في العالم الإسلامي توضّح الدورَ المهم والرائع للمرأة في المجتمع ، ونحن أیضاً کمجتمعٍ إسلامي تُشکّل النسوة قسماً مهمّاً منه علینا تسلیمُهُنَّ الدورَ الذي یُمکِنُهُنَّ القیامُ به والعملُ علی دفع عجلة التقدّم والرقي في بلادنا.

س: كيف تقيّمون علاقتكم مع طالبان سواء حينما كانت في المعارضة المسلحة أو الآن وهي تدير الحكم في البلاد؟

کرزاي: حسناً، العلاقة جیّدة، یحضر کبارُ القومِ منهم نتحدّث ونتبادل الآراء ووجهاتِ النظر ، لقد سبق وأن ذَکَرْنا لهم وجهاتِ نظرنا التي تتعلق بالسلام في أفغانستان والإستقرار الدائم والثابت بوضوحٍ وشفافیة، کما أوضَحنا لهم ضرورةَ وجود حکومة شاملة في أفغانستان یُشارك فیها جمیعُ أطیافِ الشعب الأفغاني والتحدّث إلی کلِّ اولئك الذین لدیهم تحفظاتٌ في مختلف المواضیع والمسائل وإعادة إفتتاح المدارس للفتیاتِ إلی جانب الجامعات وعودةِ النساء إلی البلاد وبدءِ أنشطتِهِن المختلفة، وفي نهایة المطاف تمثیل الإرادة الوطنیة في أمور البلاد والعباد، هذه هي الأمور الأساسیة والمهمّة التي تحدّثنا فیها معهم وسنستمر في الحدیث.

س: لماذا بقيتم في أفغانستان ولم تغادروها، هل سنراكم في الحكومة مستقبلا، مع اصرار طالبان بعدم ضم أي مسؤول سابق الى حكومتها؟

کرزاي: حسناً، شَغَلتُ منصبَ رئاسة الجمهوریة لمدّة أربعةَ عَشَرَ عاماً، شخصیاً المدّة کانت کافیة لي بل وزیادة أیضاً، خلال الفترة التي عملتُ فیها أنا وزملائي یمکنني القول إنّ أفضل شئ قمتُ به کمواطن في هذه البلاد هو سعیيَ الدؤوب والمستمر في دفع أفغانستان بإتّجاه السلام والأمن وتحسینِ الأوضاع المعیشیة لأفراد الشعب الأفغاني، ولا شئَ أبعدَ من ذلك وهذا یکفیني بصفةٍ شخصیة، إذاً دوري هو دورُ أيّ مواطن ، وأنا کوْني مواطناً أسعی لعزّةِ وشرف وکرامة وطني وعلاقاتٍ حسنة مع الجیران وحیاةٍ مصحوبةٍ بکرامةٍ وطنیة ورفاهیة وراحة لأفرادِ شعبنا.

س: هل تعيشون والدكتور عبد الله عبد الله عزلة؟ لاسيما وان هنالك حديث على أنكما ممنوعان من السفر لخارج البلاد؟

کرزاي: نعم، الزیارات الخارجیة التي کنّا ننوي أنا والدکتور عبدالله القیام بها، بالطبع کانت زیارات خارجیة منفردة ، ونحن نأمل أن تُحَلَّ هذه المشکلة. أمّا داخل البلاد وعلی الأخصّ داخل مدینة کابول فنحن أحرار بالتنقّل کما أنّ الناس یأتون لزیارتنا وأنا والدکتور عبدالله نتبادل الزیارات وقد تنقّلنا في مناطق عدّة من العاصمة کابول ولم تواجهنا مشکلة في هذا الصدد.

س: حتى الآن تدير طالبان البلاد، عبر حكومة تصريف الاعمال فلماذا تأخر تصريف الحكومة الشاملة؟

کرزاي: شخصیاً لا أعلم السبب، لکن رغبتي تکمن في حلّ هذا الموضوع في أوّل فرصة سانحة، وتحظی أفغانستان بحکومة شاملة وجامعة لكل أطیاف الشعب الأفغاني وتُمثّل الإرادةَ الوطنیة الأفغانیة. فالموضوع یخصّ الدستور ومستقبلَ الحیاة في البلاد ومسائلَ أخری لا تُعدّ ولا تُحصی تعود إلی الإرادة الوطنیة لأفراد الشعب . ونحن کلّنا أمل في هذا الموضوع. لربّما لدیکم علم بأنّني والدکتور عبدالله عبدالله أرسلنا رسالة إلی الجکومة الحالیة أوضحنا فیها وُجُهاتِ نظرنا.

س: دعوتم عبر مؤتمر صحفي مؤخرا لعقد مجلس "للويا جيرغا" لإخراج البلاد من الحالة التي تعيشها، لكن هنالك أطراف وتيارات سياسية أفغانية تعارض هذه الدعوة باعتبار أن الجيرغا اسلوب أكل عليه الدهر وشرب، هل سيكون مجلس اللويا جيرغا بديلا عن الانتخابات الرئاسية؟

کرزاي: حسناً، إذا کانت هناك انتخابات، فنحن نرحّب بها وننتظرها، أمّا السؤال المطروح هنا لیس ماهو قدیم وما الذي لایوجد، السؤال هو ما الممکن في البلاد وخاصّة في الظروف الراهنة ؟ هل من الممکن أن نذهب إلی الإنتخابات؟ حسناً، إذا ماتوفّرت الأرضیة المناسبة لإقامة الإنتخابات واستطاع الناس المشارکة فیها بسهولة فمرحباً بها، وإذا کان من الممکن من خلال الإستفتاء الذي یمکن لأفراد الشعب إبداء آرائهم فسنکون مسرورین جدّاً بهذه الخطوة. ولکن إذا لم یکن بالإمکان تنفیذ هذه الخطوات.

وقال كرزاي:"نحن لدینا في أفغانستان ومنذ قرون ما نطلق علیه إسم"لويا جيرغا"، حیث کان الشعب الأفغاني یعودون إلیه لحلّ أيّ مشکلةٍ يواجهونها. فقد کان لوي جرکة هو الذي أقرّ دستور أفغانستان، وهو تنظیم له مفهومه الخاصّ وهو ممثّل الشعب الأفغاني".

واشار كرزاي الى أنه کان هناك عمل مستمر ودؤوب لأکثر من سنتین لدستور البلاد شمل جمیعَ مناطق البلاد حیث کانت هناك زیاراتٌ شملت توجیه أسئلة إلی أفراد الشعب ، وقد کان هذا الدستور هو الذي أسّس وأقرّ الجمهوریة ومن ثمّ حصل علی موافقة لوي جرکة .

ونوه كرزاي: في البدایة کان هناك لوي جرکة طارئ ، أُقیم بمساعدة المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتّحدة ، ولاحقاً أصبح لوي جرکه الإستشاري ولیس متّخِذاً للقرارات، فقد کانت مهمّته تَکمُنُ في الحصول علی الإستشارات من الشعب الأفغاني کلوي جرکه الأمني الذي اختصّ بالإتّفاقیةِ الأمنیة مع أمریکا ، وهنا کنّا بحاجة إلی رأي الشعب في الموضوع المذكور! وأنتم تعلمون بما جری آنذاك ، فجمیعُ مراحلِ لوي جرکة کانت موفّقة وناجحة وتؤدّي دوراً یقبل به الشعب الأفغاني.

س: هل أنتم على تواصل مع قادة ومجموعات المعارضة المسلحة لحكم طالبان مثل السيد أحمد مسعود؟

کرزاي: خلال الأیّام الأولی کانت لدینا إتّصالات مباشرة ، وکنّا نُجري إتّصالات هاتفیة، أمّا في الأیّام الأخیرة فلم تکن هناك محادثات بیننا ، لدینا أخبار عن بعضنا البعض ونأمل أن تتوفّر فرصةٌ مناسبة كي یتواجد هؤلاء في وطنهم وبین أفراد الشعب وأن یتطرّقوا إلی المشکلات التي تعاني منها البلاد من خلال التفاهم والحوار مع الحکومة الحالیة . نحن لدینا وجهات نظر مختلفة نأمل الإهتمامَ بها ، لذا یجب علینا المُضيُّ قُدماً نحو مستقبل أفضلَ وأکثَرَ إشراقاً من خلال الإتّحاد والإتّفاق الوطني.

س: كيف ترون دور المجتمع الدولي ودول الجوار في المشهد الأفغاني هل بالإمكان أن تلعب الجمهورية الاسلامية الإيرانية دورا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف والتيارات الأفغانية؟

کرزاي: الجمهوریة الإسلامیة في ایران جارتُنا وتشارکنا لغتَنا وثقافتَنا وتاریخنا، وخلال السنوات العشرین الماضیة حیث کنّا نعمل ونری بطریقة مباشرة کیف أن الجمهوریة الاسلامیة في ایران کانت تتعامل مع الشعب الأفغاني بکلّ محبّة وود ومن دون أيّ مشاکل، نحن ممتنون لهم في ایران. أمّا في الوقت الراهن، فإنّ دور ایران في تثبیت السلام والإستقرار في أفغانستان، وفي تحسین الوضع الإقتصادي للبلاد مهمّ وسیکون أکثر أهمّیة أیضاً. نحن مسرورون وسعداء لما قامت به الجمهوریة الإسلامیة في ایران تّجاه أفغانستان وشعبها، ونطلب المزید منها.

واشار كرزاي: لدینا قواسم مشترکة کثیرة، أحد المواضیع التي کانت مطروحة خلال فترة رئاستي للبلاد تَمَثّلَ في موضوع المیاه، نحن جیران فحینما یکون لدی أفغانستان فائضٌ من المیاه ولو قطرةً واحدة فقط لشجارتِنا الحقُّ أن تشارکنا في هذه القطرة ، لهذا لا یجب أن تَطغی مواضیعُ جانبیة علی علاقاتنا، بل یجب أن تکون الصداقةُ والأُخوّةُ هما المعیاريْن بیننا.

واضاف كرزاي: خلال حکومتي في البلاد، وعلی الرغم من وجود أمریکا وحلف الناتو في أفغانستان اللذین لایزالان علی علاقة غیر ودّیة بایران، إلا أنّ ایران لم تعمل من خلال تلك النافذة بل إنّ تعاملها مع أفغانستان کان من خلال بوّابة المصالح المشترکة ونحن کنّا نرحّب بهذا التصرّف.

س: الغرب والولايات المتحدة يبرز تنظيم "داعش" على أنه التحدي الأكبر الذي يهدد أفغانستان في المرحلة المقبلة، هل يشكل التنظيم في المستقبل المنظور تهديدا ضد حكومة طالبان أم لا يعدو كونه مجرد فقاعة تضخّمها آلات العلامية الغربية؟

کرزاي: حسناً، داعش حقیقة، ولکن إلی أيّ حدّ حقیقة ؟ لا نعلم. شاهَدْنا الهجمات التي شنّها أعضاؤه، رأینا کیف عملوا علی إستشهاد إخواننا الشیعة في مسجدهم في مدینة قندهار، وفي قندوز قاموا بنفس العملیة المشینة ، وفي أحد المسجد في العاصمة کابول قاموا بهذه العملیة الجبانة أیضاً، وهذه الأعمال مرفوضة بالکامل، نأمل أن تنجح أفغانستان بالتخلّص من أيّ مجموعة إرهابیة ومن أيّ قبیلة كانت کي ینعم بلدُنا بالهدوء والإستقرار.

أعضاءُ طالبان جزء من الشعب الأفغاني، فقد جاءوا من قری وأریاف البلاد وهم من تراب هذا الوطن، عرفناهم في میادین الجهاد وهم جزء من حیاة الشعب الأفغاني، کما هو الحال مع هؤلاء الذین یعیشون في المنفی وخارج الوطن ولدیهم وجهات نظر مختلفة، فهؤلاء أیضاً من تراب هذا الوطن، نأمل أن یعودوا . ولکن فیما یخصّ داعشا فهم ظاهرة خارجیة ونحن نعلم جیّداً من أین أتوا، ولیس لهم أيّ صلة بالشعب الأفغاني ، کما نعلم أنّهم یستخدمون البعض من أفراد الشعب الأفغاني ولکن هذا لا یعني أنّهم ظاهرة أفغانیة بل ظاهرة أجنبیة بالکامل وبعیدون عن تراب هذا الوطن.

س: خلال حضورنا وتواصلنا مع الناس نسمع ونرى ما يعانيه الأفغانيين من حرب دامت أكثر من 4 عقود ، لقد سئموا الحرب بالفعل كيف ومتى لأفغانستان الوصول الى شاطيء الأمن والأمان من وجهة نظركم؟

کرزاي: حینما تتمکن بلادنا ویتمکن الشعب الأفغاني جمیعه دون استثناء في جمیع أطراف وزوایا آفغانستان ومن جمیع الولایات في البلاد من الإتّحاد في وجهات النظر بحیث تکون البلاد کلها بمثابة منزل واحد وتکون هویّاتُ هؤلاء الأفراد في هذا البیت واحدةً بکلّ ما للکلمة من معنی، أکرّر بکلّ ما للکلمة من معنی ، وأن یَعتبر هؤلاء الأفراد أنّهم أصحابُ هذا الوطن ، إذا کانت هذه الحالة سائدةً فستبقی أفغانستان، وإلا فأنّ أفغانستان لن تکون سعیدةً خارج هذه الحالة.

وأضاف كرزاي:"إذاً، أفغانستان التي یشارك جمیعُ أفراد الشعب في إدارة شؤونها بصفة أخویة وتُبنی وتُشیَّدُ من خلال الأخوّةِ الصادقة هي أفغانستانُ التي نریدُها ونسعی إلیها، هذه أفغانستانُ التي ستکون سعیدة".

ونوه كرزاي:"وبعدَ هذا یأتي الدورُ للعلاقاتِ الحسنة مع الجیران، ومن ثمّ علاقاتٌ جیّدة وحسنة مع بقیّة دول العالم. علی الآخرین أن یترکوا أفغانستان وشأنَها کي تبقی هادئةً ومستقرّة وأن یساعدوا أفغانستان ویتعاونوا معها ، فأفغانستان ترید الخیرَ للجمیع، علیهم أن یساعدوا أفغانستان التي أُصیبت بالألم ویعملوا علی إلتئام جروحِها کي تسعی للحصول علی حیاةٍ هادئة ومستقرةٍ في المستقبل".

التفاصيل في الفيديو المرفق ...