بعد أن انقشع الغبار.. مات الغرب!

بعد أن انقشع الغبار.. مات الغرب!
الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠٢٢ - ٠٧:٤٩ بتوقيت غرينتش

حملت الحرب في اوكرانيا وجوهاً متعددة، وبات الوجه الانساني هو الابرز لها من حيث كيفية تعاطي الاعلام الغربي والمؤسسات الدولية ومنظماتها الانسانية، اولت اهتماماً فائق النظير فيما يكاد يكون الاهتمام بملفات انسانية اخرى شبه غائب.

العالم- ما رأيكم

وباتت تغطية الإعلام الغربي موضع تساؤل لما يجري من أحداث في اوكرانيا. التساؤل ليس انتقاداً للتعاطف الذي يبديه الصحفيون تجاه معاناة الشعب الأوكراني جراء العملية العسكرية الروسية وانما دعوة لهؤلاء الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الغربية لإعطاء الحيز الانساني المساحة والاهمية نفسهما في تغطية مآسي شعوب أخرى.

ويرى خبراء ان الحروب تفضح كل شيء بعدما كشرت الدول الرأسمالية المتوحشة عن انيابها وابرزت حقيقتها في تعاطيها مع الحرب في اوكرانيا، فسياسة الغرب والكيل بمكيالين ليست جديدة علينا، فقد تعوّد العرب والمسلمين في فلسطين واليمن وسوريا والعراق على احتقار الغرب للدماء العربية وتعتبرها مجرد ارقام وكأنهم ليسوا بشر وليسوا انسانيين، لكن حينما يتعلق الامر بمصالح الغرب تقام القيامة.

وبيّن هؤلاء الخبراء، بانه من الناحية الاعلامية فان التعاطي الاعلامي لدول محور حلف الناتو ليس حباً للشعب الاوكراني بقدر ما هي خوفا وكرهاً من روسيا التي غيرت قوانين لعبة القطب الواحد الذي كانت تتسيده امريكا، بعد ان تحالفت روسيا مع الصين ومجموعة شنغهاي.

واضافوا ان هناك امثلة عديدة على الازدواجية الامريكية والغربية الاعلامية، منها اغلاق القنوات الروسية والسورية، الامر الذي فضح كل شيء وهذا ما ابرزه نفاق الاعلام الغربي.

من جانبهم، اعتبر مراقبون، ان الاعلام الغربي كشف عن حقيقته في التعاطي المزدوج مع حرب اوكرانيا وكيفية تصويره لزاوية الحالة الانسانية مقارنة ما يحصل لشعوب المنطقة، ووصفوه بموت الغرب من خلال سقوطه الاخلاقي هذا. وقالوا: ان مسألة حقوق الانسان التي طرحت بعد العالمية الثانية، تبين ان قضية حقوق الانسان هي قضية وظيفية تستخدمها امريكا عند الحاجة.

بدورهم، اكد مسؤولون يمنيون، ان الغرب يؤثر على الهيئات الاممية والمنظمات الانسانية التي تندرج تحتها، معتبرين ان اللعبة اللاانسانية التي يمارسها المبعوث الاممي لليمن مارتن غريفيت لصالح تحالف العدوان هي نفس اللعبة ينفذها في اوكرانيا ولكن لصالح الغرب.

وعدّوا ضجيج الماكينات الاعلامية الغربية العربية في التعاطي مع حرب اوكرانيا، انما يحاول بذلك ان يعتم على انعكاسات الجرائم الانسانية التي تقترفها دول تحالف العدوان على اليمن، ويستغل الشعارات الانسانية كوسيلة لتمرير سياسات الغرب في البلدان المستهدفة كما يحدث في اليمن وغيرها، ولكن في اوكرانيا نفس اللعبة تتكرر وبنفس الادوات بطريقة معكوسة.

واكد المسؤولون اليمنيون، ان غريفيت هو جزء من المنظومة الغربية ويتبع بريطانيا، مشيرين الى ان القوانين والمواثيق الدولية تحرم ان يكون هناك مبعوثا انسانيا او امميا محسوبا على طرف من اطراف النزاع في اليمن، ولانه من بريطانيا فانه يستغل طبيعة عمله لتمرير المخططات البريطانية في العمق اليمني من خلال تجاهل الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان او من خلال استغلال الشعارات الانسانية كوسيلة للانحياز لطرف ضد طرف آخر بما يحقق له ارباح مالية.

وشددوا على ان السعودية قامت خلال الفترة الماضية تحت مسمى مساعدات انسانية واقتصادية برشوة الامم المتحدة بمليار ونصف المليار، وان نثريات هذه الرشوة الدولية صرفت الامم المتحدة ما يقارب 85 بالمائة منها تحت شعارات ادارة المنظمات الانسانية وغيرها، بينما لم تصرف حتى واحد بالمائة للمواطن اليمني.

ما رأيكم..

هل فضحت الحرب في أوكرانيا ازدواجية المعايير الغربية في التعاطي معها؟

كيف تقرأ ردة فعل الغرب تجاه ما يحدث هناك قياسا لملفي فلسطين واليمن؟

ماذا يعني توجيه الإعلام الغربي ما يحصل في أوكرانيا وشبه تجاهل لاحداث مشابهة؟

تغطية الإعلام الغربي بات موضع تساؤل لما يجري من أحداث في اوكرانيا. التساؤل ليس انتقاداً للتعاطف الذي يبديه الصحفيون تجاه معاناة الشعب الأوكراني جراء العملية العسكرية الروسية وانما دعوة لهؤلاء الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية الغربية لإعطاء الحيز الانساني المساحة والاهمية نفسهما في تغطية مآسي شعوب أخرى.