مسيرة"لبيك يابحرين"- 9 مارس/ آذار 2012

الجمعة ١١ مارس ٢٠٢٢ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

في التاسع من شهر مارس / آذار من عام 2012 وتحت شعار "لبيك يابحرين" انتظم مئات الآلاف من البحرينيين في مسيرة هي الأكبر في تاريخ البلاد، وذلك تلبية لدعوة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، فكانت محطة مفصلية في الحراك الشعبي السلمي المستمر منذ الـ14 من شباط / فبراير عام 2011.

العالم - لن ننسى

في التاسع من شهر مارس / آذار من عام 2012 وبعد عام على غزو القوات السعودية الأراضي البحريني لبى مئات آلاف البحرينيين نداء لبيك يابحرين، الذي أطلقه آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، للرد على ملك البحرين، الذي وصف المعارضة بأنها «شرذمة قليلة». الرد، كما كان متوقعاً، جاء قوياً، حتى إنه دفع الملك إلى الإشادة بالتحرك، وذلك في سابقة وجد فيها الكثير من المتابعين رسالة سياسية تسبق حوار «لمّ الشمل» الذي تعدّ له السلطة.

وتقدم الشيخ عيسى قاسم وحشد من العلماء المتظاهرين، الذين ساروا في شارع البديع (شمال العاصمة المنامة) وتظلّلوا تحت العلم البحريني بلونيه الأحمر والأبيض، فغابت الأعلام الحزبية، ورفعت شعارات هذا الوطن ما نبيعه»، و«لبيك يا بحرين» وشعارات أخرى وطنية

حيث قدر عدد المشاركين في المسيرة بـ300 الف شخص وغطت وسائل الاعلام المسيرة و وكان الشيخ قاسم قد قال قبل المسيرة، خلال خطبته الأسبوعية في قرية الدراز، إن «المتظاهرين يتجمعون من أجل مطالبهم العادلة، التي لا يمكنهم تقديم تنازلات بشأنها»، مشيراً الى أنهم يتمسكون بها لأنهم قدموا تضحيات من أجلها.

من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية بياناً ادعت فيه أن المتظاهرين أغلقوا الطرق بالأحجار وعمدوا إلى التخريب، فيما الديوان الملكي كان يصغي إلى الرسالة المباشرة والعنيفة من قادة المعارضة بهدوء تام، استتبعه بإصدار بيان عبر فيه عن إشادة الملك البحريني بالمواطنين لممارستهم الحضارية في التعبير عن رأيهم.

أنصار المعارضة صدموا من رد فعل الملك البحريني الإيجابي، فيما يشير أحد قادة المعارضة إلى أن الملك البحريني «صار مدركاً أنه لا طريق أمامه لإمتصاص الغضب الشعبي العارم الذي قابلته به الحشود، بعدما وصفها بالشرذمة القليلة".

وقال الشيخ قاسم:" ولكن المطلوب هذه المرة ألا يتخلّف عن المشاركة في الحضور أيّ قادر من رجل أو امرأة من شيخ أو شاب، من كل الأعمار ردّاً عملياً منكم أكبر إفحاماً لتلك الدعاوى الزائفة التي تقوم على التضليل وتزوير الحقائق، أتمنّى من جماهير الشعب من كل الأعمار، من كل قادر على الحركة رجلاً كان أو امرأة من كل الأطياف، من كل فصائل المعارضة، والحراك الشعبي كله، ومن كل المناطق أن تكون لهم مشاركتهم في المسيرة المذكورة، وفي الوقت المبكر، لإقناع من يقنعه الحق والواقع بأنكم مع مطالبكم السياسية والحقوقية العادلة، وأنكم لستم الشرذمة القليلة المعزولة التي لا يُعبأ بها

وتابع قائلا:" نريد للمسيرة أن تتميّز في كل ما ذكرت من بين المسيرات المنضبطة السابقة، لتؤدّي رسالتها المقصودة في التركيز على أن المطالب السياسية والحقوقية العادلة مطالب شعب لا شرذمة قليلة غير معتبرة، وهي رسالة من الضرورة أن تصل العالم كلّه ويفهمها".

كما أكد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية "الشيخ علي سلمان" على أن على أن "التاسع من مارس سيكون موجود في كل منعطف تحتاجه قضيتنا من أجل أن يعلن شعبنا رأيه، فأي حوار مفرغ من مضمونه سيكون هناك 9 مارس يمسحه، وأي تعديلات أو إجراءات فردية من النظام سيكون هناك 9 مارس يمسحها، وأي إجراءات قمعية سيكون هناك 9 مارس يمسحها".

التفاعل مع الدعوة وتأييدها جاءا بداية من كبار رجال الدين السيد عبد الله الغريفي والسيد جواد الوداعي وآخرين ، واستتبع ببيانات من مختلف الأحزاب والقوى العلمانية والإسلامية. واللافت كان بيانات التأييد من قبل الرموز المعتقلين في سجون النظام البحريني، الذين عُرفوا تاريخياً باختلافاتهم الكبيرة مع قاسم وتبني شعار إسقاط النظام.

وشددت المسيرة على ان الثورة البحرينية الوطنية مستمرة حتى تتحقق المطالب السياسية في التحول الديمقراطي وان شعب البحرين قرر ان لا عودة الى الوراء حتى تتحقق المطالب السياسية.

وارتفعت اصوات عشرات الآلاف من الرجال والنساء والصغار، محذرةً من المتاجرة بالوطن لحسابات السلطة الديكتاتورية الضيقة، والسعي للاتحاد مع الحكومة السعودية من دون استفتاء شعبي.

وقامت القوات النظام باطلاق الغازات السامة التي تلقيها على البيوت والمنازل والأحياء السكنية المكتظة وقمعت المشاركين في تلك المسيرة.

واكد المشاركون انهم لم نخرجوا عداء لأحد، وإنما ليطالبوا بحقوق الشعب المغيبة والمنتهك، معربين عن رفضهم لتهديد الرموز العلمائية والسياسية للشعب وعلى رأسهم آية الله الشيخ عيسى قاسم. مطالبين بالإفراج العاجل عن جميع المعتقلين السياسيين وخصوصاً الرموز، وفي ختام المسيرة ألقي البيان الختامي، الذي أشار إلى الانتهاكات الحقوقية المستمرة من قبل النظام في البحرين.

واضاف البيان ان السلطة فقدت البوصلة وصار حالها كمن أخذته العزة بالإثم، فصارت تتخبط في قراراتها ومساعيها للتستر على جرائمها عبر استجداء الاتحاد مع دول الخليج الفارسي، وهو المشروع الذي فشل مبكرًا قبل ولادته بسبب تحفظ غالبية دول مجلس التعاون عليه.

كما انطلقت في بلدة "الربيعية" بجزيرة "تاروت" السعودية ، بعد صلاة الجمعة، مسيرة مطلبية شارك فيها حشد من النساء والرجال طالبوا من خلالها باطلاق الحريات السياسية في البلاد والافراج عن "المعتقلين تعسفاً" من قبل السلطات السعودية، ودعا المشاركين في المسيرات إلى خروج القوات السعودية التي "تدنس" التراب البحريني منذ أكثر من عام. وانطلقت مسيرة جمعة مقاومة المحتل في بلدة باربار 2012.

وأكد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية "الشيخ علي سلمان" : ربما يسأل أحدهم هل لديكم أيها المعارضة أكثر من التاسع من مارس؟... نعم لدينا أكثر من التاسع من مارس في أبعاد وأماكن وأساليب مختلفة.. صدقوني التاسع من مارس مجرد نموذج والمعارضة تملك أكثر.

ويستضيف برنامج" لن ننسى":

-الناشط السياسي البحريني فاضل عباس من المنامة

التفاصيل في الفيديو المرفق ...