العنصرية.. وجه قبيح آخر من وجوه الحرب في أوكرانيا!

السبت ١٢ مارس ٢٠٢٢ - ١٠:٥٣ بتوقيت غرينتش

رغم اختلاف الاسباب التي تقف وراء الحروب، الا انها تشترك بصفتي الموت والدمار، والحرب الدائرة الان بين روسيا واوكرانيا، ليست إستثناء في هذه القاعدة، إلا في تميزها، وبشكل لافت، بعنصرية طغت عليها، وبسرعة ما كانت متوقعة.

العالم - كشكول

رغم ان الحرب التي تجري في اوكرانيا هي حرب بين اوروبيين، روس واوكرانيين، الا ان المسلمين والافارقة والهنود كانوا من ضحاياها، حيث تعرضوا لعنصرية في غاية البشاعة والقسوة، لا لدور قاموا به في هذه الحرب، بل لكون بشرتهم تختلف عن بشرة المتقاتلين.

قد يقول قائل ان هذا الامر ليس جديدا، فالعنصرية متأصلة في اوروبا، وما كشفته الحرب الاوكرانية ليس جديدا، هذا القول صحيح، ولكن اللافت ان العنصرية هذه المرة كانت عارية وسافرة وبلا رتوش، كما انها ظهرت في الوقت الذي كان على اوكرانيا والدول الاوروبية ان تظهر بمظهر الضحية التي تتعرض لهجوم من قبل روسيا لكسب تعاطف العالم، الا اننا راينا اوكرانيا "الضحية"!، واوروبا ، وخاصة بولندا بوصفها جارة لاوكرانيا، تتصرف، مع ضحايا مثلهم بسبب هذه الحرب، بعنصرية صارخة، بسبب لون بشرتهم ودينهم!!، وبذلك يكون المسلمون تعرضوا لظلمين ظلم الحرب وظلم العنصرية.

بولندا التي فتحت أبوابها لاستقبال مليوني لاجىء أوكراني، رفضت استقبال المسلمين والعرب والافارقة والهنود المقيمين في أوكرانيا، وأظهرت مقاطع فيديو اعتداء القوات البولندية عليهم عندما كانوا يحاولون دخول بولندا. كما اظهرت اوكرانيا عنصرية مماثلة، عندما منعت القوات الأوكرانية الاجانب من ركوب القطارات للهروب من الحرب الدائرة في البلاد، مقابل تخصيصها للاوكرانيين فقط.

من الفيديوهات التي انتشرت وبشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيديو الذي ظهر فيه نائب بولندي، يفتخر وعلى الملأ بعنصريته ويقول ان بلاده استقبلت مليوني لاجىء اوكراني، في مقابل "صفر" لاجىء مسلم. وعندما تسأله مقدمة البرنامج، اننا لا نتحدث عن مهاجرين شرعين و غير شرعين، بل عن هاربين من الحرب ، فكرر موقفه الرافض لاستقبال اي مسلم في بولندا في كل الاحوال.

اللافت ان هذا الوجه العاري للعنصرية الاوروبية، تم كشفه من قبل من يعتبرون انفسهم "ضحايا" الحرب التي تشنها روسيا ضدهم!، وهذا الكشف يفضح حقيقة أوروبا "المتحضرة"، التي خدعت العالم بشعاراتها البراقة عن حقوق الانسان والمساواة بين جميع البشر، وهي شعارات تبين زيفها مع الصور المخزية للبولنديين والاوكرانيين، الذين يطردون الاطفال والنساء والشباب المسلمين من القطارات، ويمنعوهم من دخول بولندا، ويعتدون عليهم بالضرب ويهددونهم باطلاق النار عليهم.. لقد كان الرئيس الاوكراني صادقا حين شكر بولندا لوقوفها الى جانب بلاده، فالطيور على اشكالها تقع.