أهل النقب بين الصمود وتهويد الإحتلال

الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

أكد جمعة زبارقة رئيس لجنة توجيه عرب النقب بداخل فلسطين المحتلة، أن أهل النقب يعيشون صمودا منذ 73 عاما، منذ أن بدأت النكبة الفلسطينية، من خلال رفضهم ترك بيوتهم وأراضيهم ورفض كل مخططات الاحتلال الإسرائيلي.

العالم ضيف وحوار

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية ببرنامج" ضيف وحوار"، وحول محاولة كيان الاحتلال الإسرائيلي تغيير معالم منطقة النقب وتمسك أهل النقب بأرضهم رغم تهجيرهم وترحيلهم ومصادرة آلاف الأراضي، أشار جمعة زبارقة إلى أن منطقة النقب هي منطقة قضاء مايسمى بمنطقة "قضاء بئر السبع"، الذي يتبع الى لواء غزة في أيام عام 1948، وهي منطقة شاسعة وكبيرة وتشكل نصف فلسطين التاريخية منوها الى أنه في النقب يوجد 12 مليوم دونم = 12 الف كيلو متر و24 مليون دونم في فلسطين كلها تاريخيا.

وقال زبارقة انه في عام النكبة عام 1948م، كان عدد سكان النقب 112 الف مواطن من العرب، بعد ان سقطت بئر السبع هجر ما يقارب 100 الف وبقي في النقب 12 الف مواطن فلسطيني، وهؤلاء المواطنين قد تجمعوا من كل انحاء النقب من النقب الغربي والجنوبي وتم وضعهم في منطقة السياج المحصورة بين مدينة بئر السبع عراد ديمونة وعودة الى بئر السبع، حيث أنه بواسطة المسير بسيارة من الممكن الجولة فيها خلال 35 دقيقة.

وأوضح زبارقة انه قد تم وضع سكان النقب تحت الحكم العسكري من عام 1949 حتى عام 1966، حيث هجر هؤلاء من جميع انحاء النقب وتم وضعهم هناك، وكان في منطقة السياج يتواجد فيها من النقب ووضع هؤلاء الناس داخل هذا السياج عام 1966 عندما رفع الحكم العسكري عن العرب في الداخل الفلسطينيين المتبقين وحينها قام الناس بالخروج الى مناطق أخرى من أجل العمل والعيش وتوزعوا في باقي البلاد.

وبين زبارقة :"اليوم نتحدث عن 32 الف عربي فلسطيني يعيشون من مجموع اقل من مليون شخص يعيشون في النقب، منهم 70% أو 68% من اليهود و32% من العرب الفلسطينيين وهؤلاء تضاعفت أعدادهم أكثر من مرة خلال هذه السنوات واليوم فان الملاحقات في كل الاراضي التي كانت تتبع للغائبين والذين هجروا عنوة بقوة السلاح الى الأردن بالاساس هنالك ما يقارب مليون شخص سبعاوي يعيشون في الاردن".

وأضاف زبارقة ان هنالك 400 ألف شخص فلسطيني يعيشون في قطاع غزة كما أن هنالك 60 الف نقباوي يعيشون في الضفة الغربية.

وأعتبر زبارقة أن مأساة الهجرة كانت كبيرة لدرجة أنها قامت بتشتيت العائلات الفلسطينية، فلا يوجد عائلة كبيرة الا وفيها مشتتين فيها وهم في الشتات في الجنوب مهجرين، واليوم إم كل الاراضي التي كان يمتلكها الذين هجروا من الفلسطينيين بقوة السلاح بشكل أوتوماتيكي الدولة وضعت يدها عليها.

ونوه زبارقة على أن الصراع الذي يتم سماعه ويتم رؤيته في الاعلام العالمي يدور على أقل من 5 % من أراضي النقب التي يمتلكها العرب، وان 95% تم وضع اليد عليها.

ولفت زبارقة ان الحرب القائمة هي على أقل من الـ5% من أراضي النقب، وتريد سلطات الاحتلال الاسرائيلي السيطرة على الـ5% من تلك الاراضي.

وتابع زبارقة انه بعد ان تم منحهم الجنسية الاسرائيلية قامت سلطات الاحتلال بإنشاء 174 مستوطنة وقرية زراعية وقرية تعاونية ومدينة وعدة اشكال استيطانية لليهود فقط، حيث أنه للعرب أقاموا 7 مجمعات فقط، وهي ليست قرى حيث انها تفتقد للبنى التحتية والحياة، وهي عبارة عن أماكن للنوم فقط، وفي الصباح يخرج للعمل في أماكن بعيدة، في القرى والمدن اليهودية.

ونوه زبارقة ان عدم توفير بنى تحتية اقتصادية لهؤلاء الناس فانها تعيش لكي تعمل كالعبيد وارتباط متين جدا مع الاقتصاد الاسرائيلي، واليوم تم الاعتراف بـ 11 قرية أخرى ولكنه اعترافا منقوصا بحكم بأن يقيم منطقة لتجميع الناس عبارة عن مخيم او قرى بدون أي مقومات حياتية وهذا ما يرفضه أهالي النقب الذين يعتاشون أساسا على تربية المواشي وعلى الزراعة البسيطة والبدائية.

وأشار زبارقة ان هذا المصدر المعيشي للعيش الكريم عندما يصادر، فان الفلسطينيين في هذه المنطقة يعتبرون هنا كعابر سبيل أو كجالية تعيش في الخارج، وهذا ما نرفضه، حيث نتحدث عن أقل من 5% من الأراضي التي لا نستطيع التنازل عنها أو التراجع لاننا نريد قرية تقوم بشكل ارتجالي وهذه القرية يجب أن يكون لديها آفاق للتطور وللحيز.

وأكد زبارقة أن الصراع مع الفكر الصهيوني هو حول الأرض والحيز فكيف نتطور اذا أقيمت قرية في عام 2500 قسيمة إعمار، وكان مستقبلها وهي خلال 25 عاما لا يعلم مستقبل الناس فيها وكيف لقرية أن تتطور وتقام بدون أن تبني فيها مصادر للرزق وهي الزراعة، وتربية المواشي التي تعتبر المصدر الأساسي للعيش الكريم.

وحول ضخامة المشاريع التهويدية التي تواجه بمقاومة شعبية متينة ومخطط برافر بيغن وهو (( مشروع أقره الكنيست الإسرائيلي يوم 24 يونيو/حزيران 2013 بناء على توصية من وزير التخطيط الإسرائيلي إيهود برافر عام 2011 لمصادرة مزيد من الأراضي العربية الفلسطينية في النقب(( الذي تم منذ سنوات طويلة فيما إذا تم تحويله لمخطط آخر:

أشار زبارقة أن أهل النقب يعيشون صمودا منذ 73 عاما منذ أن منذ بدء النكبة حيث أن مخطط برافر عام 2011 والذي كان عبارة ادخال الناس الى القرى وهو يشبه المخطط الآني يريد الناس أن تعيش وتسكن ضمن المدن عنوة، وهذه المدن تفتقر الى كافة مقومات الحياة البسيطة، حيث رفض أهل النقب وكانت الهبّة حيث تم تشكيل اللجنة العليا لعرب النقب وقامت المظاهرات في الشمال والجنوب واستطعنا في مخطط برافر تجنيد اهالي الجليل وأهالي المثلث واستطعنا أن نقوم بمظاهرات حتى في كل الدول العربية والأوروبية في نفس الوقت، ونجد الرأي العام والعالمي والمحلي والمحيط العربي أيضا، وبالتالي تم إفشال مخطط برافر ، وان المخططات المستقبلية هي أسوأ من مخطط برافر.

وجدد زبارقة رفضه لهذه المخططات العنصرية الإسرائيلية، لافتا إلى أن سكان النقب لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الجرائم، حيث سيكون لهم تحركات مناهضة للاحتلال. وقال إن سياسة هدم البيوت مستمرة منذ سنوات طويلة، لكن سكان النقب يشكّلون أسطورة صمود منذ 73 عاما، من خلال رفضهم ترك بيوتهم وأراضيهم ورفض كل مخططات الاحتلال.

,اشار زبارقة الى إن الاحتلال يواصل الضغط على المواطنين من خلال إبقائهم بلا مقومات اقتصادية ولا بنى تحتية، مبينا أن الفكر الصهيوني قائم على الاستيلاء والاستعلاء الرافض لوجود فلسطينيي النقب في أراضيهم التي تشكّل نسبة كبيرة من فلسطين التاريخية، لذلك يسعى لجلب مستوطنين وإحلالهم بدل السكان الأصليين.

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال تُقر برامج تشجيعية لترغيب المستوطنين واليهود بالقدوم إلى النقب، لكنها فشلت في تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وتشكل المنطقة الصحراوية قرابة 40% من جغرافيا فلسطين التاريخية، وهي تمتد من عسقلان على الساحل الغربي لوسط فلسطين حتى رفح على امتداد حدود سيناء، وتسكنها سبعة تجمعات عربية تشكل 56% من سكان النقب، الذين يتعرضون منذ إنشاء دولة الاحتلال عام 1948 فوق أنقاض المدن والقرى الفلسطينية المهجرة لجرائم استيلاء على ما يقدر بـ13 مليون دونم من أراضيهم التي يسكنها 35 تجمعا.

وقال الزبارقة: "إن دولة كيان الاحتلال كانت قد هجرت منذ نكبة عام 1948، حوالي 100 ألف فلسطيني من النقب لإفراغه من سكانه الأصليين واستجلاب مستوطنين يهود بدلا منهم".

وأضاف: "سلطات الاحتلال أبقت على 12 ألف نسمة وحصرتهم في منطقة السياج، التي لا تزيد مساحتها على الـ5 في المائة من مساحة النقب، بعد أن كانوا موزعين على كل أنحائه".

وشدد الزبارقة على أن الاحتلال ركز مشاريعه الاستيطانية في النقب؛ لتهجير أهله، مؤكدا أنه أقام 12 مستوطنة جديدة، وعدة مصانع ضخمة، وما يعرف بشارع "عابر إسرائيل".

وقال: "نحن أصحاب هذه الأرض الأصليون، و الاحتلال تحاول الكذب بالزعم أننا سرقنا هذه الأرض، فنحن نعيش بها قبل تأسيس كيان الاحتلال عام 1948م، وعاصمتنا بئر السبع هي عربية كنعانية منذ فجر التاريخ".

وكانت حكومة كيان الاحتلال الاسرائيلي قد كثفت منذ كانون الثاني يناير من هذا العام من عمليات تجريف اراضي المواطنين البدو في النقب بحجة زراعة الاشجار الحرجية في اراضي الدولة التي تعتبر ان البدو غزوها واستولوا عليها عنوة، فيما قوبلت هذه العمليات بهبة جماهيرية ضخمة توجت بمظاهرة حاشدة على مفرق قرية سعوة التي تعرضت للهجمة، ما ادى الى اندلاع مواجهات بين المواطنين العرب في النقب وقوات الشرطة التي عمدت إلى قمع احتجاجاتهم بالقوة المفرطة واعتقلت عددا كبيرا من المشاركين والمتضامنين من النقب لا يزال العشرات منهم في المعتقل حتى اليوم ، وبالتالي اضطرت الحكومة الإسرائيلية والكاكال بعدها إلى تجميد عمليات التجريف والتحريش في حينه.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...