غلاء معيشي غير مسبوق في مصر وصوت ‘الغلابة’ يلاحق السيسي

غلاء معيشي غير مسبوق في مصر وصوت ‘الغلابة’ يلاحق السيسي
الجمعة ١٨ مارس ٢٠٢٢ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

سادت موجة سخرية على منصات التواصل الاجتماعي بعد غلاء معيشي غير مسبوق تشهده مصر، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، حيث قال الناشطون " "كأن الحرب في القاهرة وليست في أوكرانيا، والعقوبات على مصر وليست على روسيا"!.

العالم - نبض السوشيال

وخلال الأيام الماضية، ارتفعت أسعار السلع في مصر ما بين 20 -50%، فقد زادت أسعار اللحوم نحو 50 جنيها (3.2 دولار) منذ نهاية فبراير الماضي، بحسب شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة.

كما رفعت مخابز العيش السياحي أسعار الخبز بنسبة 50%، فالرغيف الذي يباع بـ50 قرشًا أصبح سعره 75قرشًا، والكبير من جنيه لجنيه ونصف، بحسب موقع درب.

هاشتاج حمل عنوان “الأسعار” تصدر منصات التواصل الاجتماعي، وكام من اللافت إقدام عدد كبير من البسطاء “الغلابة في اللهجة المصرية” على الحديث عبر فيديوهات بثّوها على اليوتيوب، عبروا فيها عن غضبهم جراء تصاعد الأسعار بشكل غير مبرر.

واستغل المصريون حس الفكاهة التي يشتهرون بها للتعبير عن غلاء الاسعار عبر فيديوهات ومقاطع وكلمات مأخوذة من مشاهير او ملحنين للتعبير عن غلاء الاسعار قائلين (الاسعار نار).

محمد عبد الباسط قال إنه في أزمنة الخوف والرعب تلجأ الفنون إلى الحيلة والأقنعة لتقول في الباطن ما تعجز عن قوله في الظاهر، مشيرا إلى أن الجديد الآن أن ما يعجز عن قوله الكتاب والمثقفون والفنانون لا يعجز عنه البسطاء الذين تصدّروا صفحات التواصل في فيديوهات البث المباشر في الأيام الماضية.

وقال إنه لا توجد حسابات اجتماعية ولا أمنية ولا فنية لدى البسطاء.

واختمم قائلا: حين تمتهن كرامة الناس أمام أبنائهم سوف يتقدمون الصفوف ليقولوا الحق بصريح العبارة ويرسلوا رسالتهم إلى من يعنيهم الأمر بشكل مباشر.

أحد المغردين تغريدة على تويتر: "ارتفاع الاسعار المبالغ فيه ده لكافه السلع ولا اكن روسيا ضربت مصر مش أوكرانيا في إيه يا جماعة متوحد والله كدة فين الرقابه علي الأسعار مفيش رقابة على التجار يا حكومة حسو بالناس".

أحد النشطاء (كرم عباس) قال إن الفقر والجوع جعلوا الناس بالفعل يتصدرون المشهد ولا ينظرون إلى الأمن والخوف منه أصبح بعيدا عن تفكيرهم.

وأضاف أنهم الان ينظرون فقط إلى كيفية سد احتياج أولادهم وليس مهما عندهم من في السلطة ومن في رأس النظام المهم عندهم كرامتهم وتوفير طلبات بيوتهم.

وكتب آخر: "ارتفاع الأسعار في مصر في خلال 24 ساعه زاد 40% تقريبا الغرب وأمريكا فرضوا علينا احنا العقوبات بدلا من بوتين ولا ايه".

قالت روفيدة إبراهيم، ربة منزل: "أي شخص يذهب للشراء يندهش من ارتفاع الأسعار"، وأضافت: "أسعار الخضروات ارتفعت ٣ و٤ جنيهات للكيلو خلال الأيام الماضية، الكوسة وصلت ١٥ جنية بعد ما كانت ٧ أو ١٠ جنيهات".

وتابعت إبراهيم، 39 عاما، في حديثها مع موقع الحرة": "بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، لن نستطيع شراء الضروريات، والفقير لن يستطيع شراء شيء هيعيش على الماء والخبز والملح".

وتسبب ارتفاع أسعار القمح في زيادة أسعار الدقيق، وبالتالي المكرونة التي أصبح سعر الطن منها يصل إلى عشرة آلاف جنيه (636 دولار) مقابل 7500 جنيه و8 آلاف جنيه (541 دولار)، قبل الزيادة.

كما زاد سعر طن الزيت إلى 28 ألف جنيها (1783 دولار) مقابل 25 ألف جنيه (1592 دولار). كما صعدت أسعار الذرة الصفراء خلال الأسبوعين الماضيين في الأسواق ألفي جنيه للطن، والتي تذهب منها نسبة 60 إلى 70 في المئة، كعلف للحيوانات.

وتخطى سعر طن الحديد حاجز ال16 إلف جنية (تسليم المصنع) مسجلا زياد تتراوح بين 500-1200 جنية للطن منذ مطلع الشهر الجاري، بحسب موقع الساحة.

وأرجع مراقبون ارتفاع الأسعار في مصر إلى سببين أولهما: الحرب الروسية والأوكرانية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى ارتفاع النفط والقمح والزيوت.

والثاني، هو جشع التجار واستغلالهم للحرب، حيث ان إن الحرب لازالت في يومها الـ 22، ولم يحدث استيراد أي سلع بالأسعار الجديدة، فلماذا رفع التجار الاسعار؟!.

وطالب نشطاء الحكومة المصرية بالضرب بيد من حديد على كل من يستغل الظروف ،ويرفع الأسعار، مطالبين بعودة نظام التسعيرة الجبرية، ليرتدع كل من تسول له نفسه استغلال الناس، في حين انتقد آخرون أداء الحكومة ورأوا انها متآمرة مع التجار ومستفيدة من رفع الاسعار هي الاخرى، حيث رأت في الحرب على أوكرانيا مسوغا مناسبا لذلك لرفع الحرج عنها.