لماذا تسود حالة خوف الصهاينة الذين فقدوا الامن والامان؟

الثلاثاء ٠٥ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

اكد الباحث والكاتب السياسي الدكتور تيسير الخطيب، ان العدو الصهيوني تصور انه من خلال الوضع الامني في الضفة والتنسيق ما بين السلطة الفلسطينية مع كيان الاحتلال، واحاطة الفلسطينيين بالمستوطنات والطرق الالتفافية والاسوار، بانها كلها عناصر كافية من اجل ضبط الوضع الامني ويملك اليد العليا في هذه المنطقة.

وقال الخطيب في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": انه ظهر نوع جديد من المقاومة لم يكن في الحسبان بالنسبة للعدو الصهيوني، معتبراً ان هذا النوع هو عبارة عن مبادرات فردية من اشخاص هم يتولون بأنفسهم تأمين السلاح والقيام بعملية بدون تعاون مع اطراف اخرى، ما يقلص امكانية معرفة النوايا التي يفكر فيها المقاوم. اي ان هناك شخصا يقرر وينفذ العملية.

واوضح تيسير، انه لا يمكن بأي حال من الاحوال رصد مثل تلك العمليات الفردية، لا من قبل التعاون الامني بين السلطة وبين العدو الصهيوني والذي يمكن ان يؤدي الى توقع او رصد العمليات قبل ان تقع، ولا اي قدرة استخباراتية صهيونية تستطيع ان تصل الى هذا الامر.

ورأى ان هذا الاسلوب من العمل المقاوم الفردي في ظل الظروف الموجودة في الضفة هو الاسلوب الانسب، وهو الاسلوب الذي يستطيع من خلال التراكم والاستمرار ان يخلق واقعاً جديداً في داخل الضفة، ويمكن ان يؤثر على الاخرين ويستلهمها الشباب الفلسطيني يتجاوز الاستخبارات الصهيونية، مشيراً الى ان الاوضاع تتجه الى انتفاضة جديدة ستكون اقوى واقصى ولن يكون بمقدور السلطة الفلسطينية السيطرة على هذه الانتفاضة من خلال اجهزتها الامنية.

من جانبه، اشار الباحث السياسي صالح ابو عزة، الى ان هناك كتيبة جنين التي تحيي الثورة الفلسطينية في نفوس الفلسطينيين، والتي تعتبر نموذجاً للعمليات الفردية التي ينفذها الاسود المقاومين.

وقال عزة: ان هناك نموذجان في الشارع الفلسطيني الان، الاول تشكل منذ عام 2015 بعملية الشهيد الفدائي مهند الحلبي والذي قام بتنفيذ عملية بالسكاكين وفجّر بها ثورة السكاكين، وانتشرت عبر مجموعات جديدة وافراد جدد نفذوا عمليات بطولية ومميزة اثخلنت الجراح بالاحتلال.

واوضح عزة، انه في مقابل ذلك، هناك عمليات فردية التي اغلبها شباب فلسطيني متحمس تجاه المقاومة والرد على جرائم وارهاب الكيان الاسرائيلي المستمرة بشكل يومي، مشيراً الى ان كتيبة جنين الان هي ما يشكل القلق الاكبر للكيان الاسرائيلي، فهي كتيبة منظمة وتتمركز في مخيم جنين ولدى الاحتلال ذاكرة مُرّة تجاه هذا المخيم الذي لا يتجاوز مساحته الكيلومتراً ويعتبر عشّ الدبابير لكثرة ما خرج منه فدائيين واستشهاديين والمقاتلين الذين ينفذون بشكل يومي عمليات ضد الاحتلال.

واضاف عزة، ان الاحتلال الاسرائيلي كان سابقاً يدخل بآلية او آليتين او خمسة حينما يدخل جنين ومخيمه ونابلس ايضاً، دون مقاومة وفقد يواجه مقاومة بالحجارة والمقلاع من قبل فتيان، ولكن الآن الاحتلال حينما يريد الدخول الى جنين يحسب حسابه لكتيبة جنين ويدخل بعشرات الآليات لانه يدرك بانه ربما قد يحصل لديه خلل ميداني.

بدوره، اكد المتابع للشأن الاسرائيلي حسن حجازي، ان تأثيرات عمليات المقاومة الفردية على الواقع الصهيوني، كانت عميقة جداً وبالغة الدلالة.

وقال حجازي: حينما نرى الحالة الهستيرية التي اصابت المجتمع الصهيوني، تؤكد مسألة الهشاشة العميقة التي يعيشها الصهاينة مقابل عمليات المقاومة من هذا النوع، فهو لا يعرف من أين تحصل وكيف ومن أين تأتي، وكيف لا تتمكن اجهزة الامن والاستخبارات وجهاز الشاباك وكل القوى الامنية في المعرفة المسبقة، وهي التي تتباهى بانها تقوم باحباط واعاقة عشرات العمليات بحسب البيانات التي يصدرها جهاز الشاباك كل شهر، واذا بهم الصهاينة يتفاجئون بعمليات بئر السبع والخضيرة وبني براك.

واوضح حجازي، ان الصهاينة يتوقعون المزيد وقد فوجئوا بان أمنهم مكشوف بشكل كلي، وان كل ما يتحدث به قادة الاجهزة الامنية ذهب سدى خلال ايام، وان مجتمعهم غير محصن وغير محمي، ولا يمكن ان يثق على الاجراءات التي تلجأ اليها الحكومة واجهزتها الامنية، والدليل على ذلك طلب رئيس الحكومة نفتالين بينيت من المستوطنين بان يحملوا السلاح وألا يتحركوا بدون سلاح من اجل حمايتهم امنهم الشخصي.

واعتبر حجازي، ان هذا الوضع يدلل على ان كل ما يتحدث عنه قادة الاحتلال وقوى الامن من اجراءات في القدس والضفة واراضي 48 المحتلة، لم توفر الحماية الكافية، والان بات يطرح سؤال كبير في الداخل الصهيوني، وهو لماذا يحملون السلاح، مع العلم بخطورة ذلك على المستوطنين انفسهم بسبب الفوضى في استعمال السلاح وارتفاع نسب الجريمة وغيرها، حيث يتحدث الخبراء بان العديد من جرائم القتل داخل الكيان قد حصلت بأسلحة مرخصة، معتبراً ان زيادة السلاح المنفلت سينعكس بشكل كثيف على المستوى الصهيوني الداخلي وهذه مشكلة امنية ستضاف الى المشكلة الامنية التي يواجهها الاحتلال.

تابعوا المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق..

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/6115443