بعد أن أصبح متحدثاً بإسم العرب..

غانتس يضع شرطاً لعودة سوريا للجامعة العربية!

 غانتس يضع شرطاً لعودة سوريا للجامعة العربية!
الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠٢٢ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

"يتوجب على الرئيس السوري بشار الأسد قطع علاقاته مع إيران إذا ما أراد أن يكون جزءا من المنطقة والعودة إلى جامعة الدول العربية"، هذا الكلام ليس لمسؤول سعودي او اماراتي او بحريني او مصري او مغربي او سوداني، ولا للامين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط، بل هو لوزير الحرب في الكيان الإسرائيلي بيني غانتس، وجاء في سياق إحاطة نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط قبل يومين.

العالم كشكول

اولا وقبل كل شيء على مسؤولي الدول العربية المُطبعة، القديمة منها والحديثة، لا سيما شخص ابو الغيط، ان يتقدموا بالشكر لغانتس الذي تكفل عنهم عناء توضيح الموقف الرسمي العربي والشرط الذي وضعوه لعودة سوريا الى الاجمعة العربية و"الحضن العربي"!. وهو شرط، حاول هؤلاء المسؤولون، التملص من إعلانه صراحة، وهو شرط يبدو انه كان منذ البداية، السبب وراء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.

رغم ان هناك من لازال يتفاجأ بهذه التصريحات، وكيف اصبحت "اسرائيل" هي من يحدد عودة سوريا الى الجامعة العربية وتضع شروطا لذلك، إلا انه بقليل من المراجعة لتاريخ العلاقة بين الانظمة العربية الرجعية والتطبيعية وبين الكيان الإسرائيلي، يتلاشى عنصر "المفاجآة"، فالعلاقة بين الجانبين كانت موجودة منذ وقت طويل، الا انها انتقلت من السر الى العلن فقط.

فقبل 20 عاما "تجرأ" السفاح اريل شارون للاعلان عن رغبته للمشاركة في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 ، وهذه "الجرأة" لم تأت من فراغ، فقد جاءت انطلاقا من العلاقة التي نسجتها "اسرائيل" مع اغلب الانظمة العربية، وهذه الحقيقة كشف عنها كتاب صدر قبل ايام في امريكا باللغة الانجليزية عنوانه "تانغو الموت: أريل شارون، ياسر عرفات وثلاثة أيام مصيرية في مارس"، ليوسي ألفر أحد كبار المسؤولين السابقين في جهاز الموساد الإسرائيلي، والذي يتولى حاليا رئاسة معهد يافا للأبحاث الاستراتيجية، في جامعة تل أبيب، حيث اكد فيه المؤلف على ان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق أريل شارون سعى لكي يحل ضيفاً على مؤتمر القمة العربية الذي عُقد في بيروت في مارس/ آذار 2002، بغية إلقاء خطاب أمامه يعرض فيه رغبته بـ"السلام مع العرب".

يوما بعد يوم تتكشف الاسباب الحقيقة التي كانت وراء الحرب ضد سوريا، فكل عرب الردة، من تطبيعيين وخونه وعملاء، شاركوا في تدمير سوريا من اجل عيون "اسرائيل" فقط، التي بات وزير حربها اليوم يتولى مسؤولية المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية، والآمر الناهي في كل واردة وشاردة من شؤون العرب، لاسيما عندما يكونون مشغولون في قراءة سورة الفاتحة على قبر بن غوريون في النقب المحتل.

على غانتس ان يعلم ان سوريا لن تعود الى الجامعة العربية، إلا بعد عودة العرب الى سوريا، فسوريا لن يشرفها العودة الى الجامعة العربية التي يقودها غانتس، والتي تأتمر بأوامر الكنيست الاسرائيلي، وباتت معولا بيد "اسرائيل" لهدم وتخريب الدول العربية، فسوريا التي ظلت وفية لتاريخها ودورها ومكانتها، من خلال البقااء في محور المقاومة، في اصعب واحلك الظروف، فانها اليوم اكثر اندكاكا والتصاقا في هذا المحور، وهو يسطر الانتصارات ليس في سوريا بل في المنطقة برمتها.