السفير الايراني لدى الجزائر يؤكد على الاواصر المشتركة بين البلدين

الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٢:٢٦ بتوقيت غرينتش

أكد السفير الايراني لدى الجزائر حسين مشعلجي زادة ان احد النقاط المشتركة بين ايران والجزائر هي نصرة القضية الفلسطينية.

العالم - ضيف وحوار

استضاف برنامج ضيف وحوار عبر شاشة قناة العالم الإخبارية سفير ايران لدى الجزائر حسين مشعلجي زادة للحديث حول العلاقات الايرانية الجزائرية.

العالم: المسير تاريخ العلاقات الايرانية الجزائرية؟

وأكد مشعلجي زادة ان العلاقة بين وايران والجزائر لها جذور تاريخية، وبدأت منذ انطلاقة الثورة الشعبية في الجزائر ضد المستعمر الفرنسي حيث حظيت هذه الثورة بدعم من قبل أبناء الشعب الايراني، وكما اشرتم فان المفكر الايراني الكبير الدكتور علي شريعتي، والذي كان حاضرا في تلك الفترة في فرنسا، حمل لواء مناهضة الاستعمار الفرنسي وهو في قلب فرنسا، واصطف الى جانب ثورة الشعب الجزائري، ودافع عن الشعب الجزائري، موقف شريعتي كان مدعوما بموقف شعبي في ايران يناصر ثورة الشعب الجزائري.

كبار العلماء الايرانيون وكبار علماء الشيعة طلبوا آنذاك من ابناء الشعب الايراني ان يدعموا ويساعدوا الشعب الجزائري بكل الطرق الممكنة، وقد تم جمع الكثير من المساعدات المالية واوصلوها الى ابناء الجزائر عبر وسطاء، استمر هذا الدعم الشعبي حتى انتصار الثورة الجزائرية، بعد الاستقلال قام النظام الملكي في ايران بدعم النظام الجديد في الجزائر رغم اختلافه مبدئيا مع الكثير من اصول الثورة الجزائرية لكنه كان مرغما بسبب الموقف الشعبي الداعم لابناء الجزائر، واصبحت ايران من اولى البلدان التي اعترف باستقلال الجزائر.

العالم: آخر التطورات في العلاقات الايرانية الجزائرية؟

مشعلجي زادة: أن الجمهورية الاسلامية الايرانية، تتبع اسسا واصولا لا تحيد عنها لاسيما فيما يتعلق ببلد شقيق مثل الجزائر، ولعبت الجزائر في تاريخ علاقتها مع ايران العديد من الادوار المهمة مثل مساهمتها في انهاء قضية الجواسيس الامريكيين في قضية السفارة الامريكية في طهران والتي انتهت بوساطة جزائرية، كما كان للجزائر دور بناء اثناء الحرب التي فرضها النظام الصدامي ضد ايران وقامت الجزائر بدور الوسيط، وهنا علي ان استذكر الشهيد محمد صديق بو يحيى وزير خارجية الجزائر آنذاك، الذي اُسقطت طائرته على الحدود الايرانية التركية من قبل النظام الصدامي البائد، واطلب من الباري تعالى الرحمة والمغفرة لهذا الشهيد وكل من كان معه في تلك الطائرة.

على عكس الكثير من بلدان العالم بذلت الجزائر جهودا كبيرة لانهاء تلك الحرب ولطالما طرحت مبادرات لارساء السلم والصلح في المنطقة، كما شهدنا تقاربا في وجهات النظر وتنسيقا بين البلدين في الكثير من القضايا السياسية، بالنسبة للموضوع الذي اشرتم اليه فانا في اكثر من لقاء صحفي وبالنظر الى ثوابتنا واصولنا السياسية في ايران ، اعلنت باننا نعتقد ان المشاكل بين البلدان لا حل لها سوى الحل الدبلوماسي، لكن يجب الاخذ بنظر الاعتبار الاسباب الموضوعية لتلك المشاكل، على سبيل المثال ما حدث بين الجزائر وجارتها الغربية فقد اكدنا على ضرورة معالجة اسباب تلك الازمة لاسيما فيما يتعلق بوحدة الاراضي الجزائرية وسيادة هذا البلد، وكذلك التهديدات التي تهدد امن هذا البلد.

العالم: ما هي اسس العلاقات بين ايران والجزائر؟

مشعلجي زادة: حسب النظام العالمي القائم نؤمن بضرورة ان تُبنى العلاقات بين البلدان على اساس الاحترام المتبادل، مع مراعاة شؤون وقيم كل بلد، وقد عملنا مع الجزائر ضمن هذا الاطار، ولحسن الحظ فان المسؤولين في البلدين، لهم ارادة قوية وواضحة لتوطيد هذه العلاقة على اساس تلك الاطر التي تحدثنا عنها، طبعا يجب الاشارة هنا الى المشتركات بين البلدين في الكثير من المجالات، من اهم تلك المشتركات معارضة البلدين للاحتلال، ودعم البلدين للعدالة وتطبيقها، دعم البلدين للمظلومين، ومعارضة البلدين لتسلط المستكبرين، هذه هي بعض المشتركات التي وفرت ارضية مناسبة لتوطيد العلاقات بين البلدين.

العالم: ماهي القواسم المشتركة في السياسيات الخارجية بين ايران والجزائر؟

مشعلجي زادة: احدى نقاط الاشتراك بين البلدين، هو الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، كانت الجزائر منذ زمن بعيد من المدافعين عن القضية الفلسطينية، وهنا استذكر جملة شهيرة اصبحت شعارا للجزائريين لنصرة الشعب الفلسطيني ، وهي جملة قالها المرحوم بومدين، سنبقى الى جانب فلسطين، ظالما او مظلوما، هذا الشعار كان يمثل سياسة الجزائر المتقدمة بنصرة القضية الفلسطينية في تلك المرحلة، الجزائر كانت ولازالت ثابتة على موقفها في دعم الفلسطينيين والوقوف الى جانبهم الجمهورية الاسلامية في ايران وكما هو واضح كانت ولازالت وستبقى الداعم والمساند للقضية الفلسطينية ، هذه النقطة سببت تقاربا اكثر بين البلدين ايران والجزائر، وكما اشرتم في سؤالكم نحن ندعم الجهود التي بذلتها الجزائر لمنع حضور الكيان الاسرائيلي في الاتحاد الافريقي ، وبالتاكيد ان هذا الموقف يحظى بدعم وتقدير كل الاحرار في العالم ، لاسيما المدافعين عن القضية الفلسطينية ونحن نقدّر هذا الموقف الجزائري.

سوريا القاسم المشترك بين ايران وسوريا

مشعلجي زادة: احدى نقاط الاشتراك الاخرى بين ايران والجزائر هو الموضوع السوري، الازمة في سوريا كانت ازمة فرضتها قوى خارجية على راسها الولايات المتحدة وذلك لتجزئة وتقسيم هذا البلد، واضعاف البلدان الاسلامية لكن لحسن الحظ فان مقاومة الشعب السوري علاوة على موقف بلدان مثل الجمهورية الاسلامية والجزائر، استطاعت افشال هذه المؤامرة ولم يستطيع الاعداء من تحقيق اهدافهم، وتجاوزت سوريا الازمة.

في هذا السياق شهدنا تناغما من قبل بعض الانظمة العربية مع المشروع الغربي والاستكباري وقاموا بتعليق عضوية في سوريا في جامعة الدول العربية، لكن الجزائر والتزاما منها بالاصول والاسس الثابتة في سياستها الخارجية ، لم تدعم هذا القرار ، وهي تحاول الان ومن خلال الاجتماع القادم للجامعة العربية في الجزائر من اعادة سوريا الى الجامعة العربية ، وان يتم رفع التعليق ، وان تنجز الجامعة العربية مهمتها ومسؤولياتها على اكمل وجه ، ومن اهم تلك المسؤوليات هو الدفاع عن الشعب الفلسطيني.

العالم: ماهي الرؤية المشتركة بين ايران والجزائر حول الازمات الموجودة في المنطقة، مثل العراق وسوريا واليمن، فلسطين؟

مشعلجي زادة: هذا صحيح وهو امر طبيعي، فالسيد قاليباف رئيس مجلس الشورى الاسلامي في لقاءه الذي تم في مدينة اسطنبول مع السيد بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجزائر ، فقد اشارا بشكل ثنائي على الرؤية المشتركة للبلدين وطالبا بحل سلمي للأزمات والمشاكل التي يشهدها العالم الاسلامي ان كان في سوريا او اليمن او في فلسطين، التاكيد كان على الحل السلمي من دون اي تدخلات خارجية ، ومن دون اي تمييز ، نحن نشهد مع الاسف ازدواجية في التعامل من قبل الغرب وبعض من حلفائه في المنطقة مع ملفات ومواضيع مهمة، مثلا حيال ما يجري في اليمن، فاننا لا نشهد اي ادانة للمجازر التي تُرتكب بحق الشعب اليمني المظلوم والاعزل، قتل الكبار والصغار والنساء والرجال في الاعراس يتم تجاهله، لكن اذا قام اليمينون بالدفاع عن انفسهم، نسمع ومع كل اسف ادانات من هنا وهناك، لذلك فان روح الدفاع عن المظلومين وروح الدفاع عن الحق تتجلى في مواقف بلدان مثل ايران والجزائر ونسمع التاكيد على هذه المواقف بعد اي لقاء رسمي يتم بين مسؤولي البلدين.

العالم: ماهي الاسس التي ساهمت في توثيق وتوطيد العلاقات بين ايران والجزائر؟

مشعلجي زادة: كما اشرت فان روح الدفاع عن المظلوم وروح مواجهة الظلم ومواجهة الاستكبار التي تجمع ايران والجزائر ساهمت في تاكيد قادة البلدين وفي مناسبات مختلفة وفي اي لقاء يتم، على الدفاع عن هذه الاصول وهذا ما ساهم بشكل كبير في توثيق وتوطيد العلاقات السياسية بين البلدين وهذا الاردة موجودة لتقوية هذه الاواصر اكثر من السابق، خلال حضور رئيس وزراء الجزائر في مراسم اداء اليمين الدستورية من قبل الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي، تم لقاء بين الطرفين وهناك تم التاكيد على وجود هذه الارادة لتقوية العلاقات بين البلدين، مؤخرا وعلى هامش اجتماع البلدان المصدرة للغاز في شهر شباط فبراير الماضي تمت لقاءات بين مسؤولي البلدين واكدوا على ارادة البلدين للمضي قدما في تطوير العلاقات بين ايران والجزائر وفي جميع المجالات.

ونأمل ان نستمر على هذا المنوال، حصل انقطاع بسيط في التواصل بين البلدين بسبب جائحة كورونا وبسبب الوضع الداخلي في الجزائر بين عامي 2019 و2021 لكن الامور عادت الى وضعها الطبيعي ونأمل في ان تكون زيارة رئيس الوزراء الجزائري الى طهران وكذلك اللقاء الذي تم بين رؤساء مجلسي البلدين وكذلك اللقاء بين رئيسي البلدين الذي تم مؤخرا ، نامل ان تدفع هذه اللقاءات ، علاقات البلدين الى الامام اكثر واكثر وان تساهم في تحقيق اهداف وطموحات البلدين، طبعا نحتاج الى بذل جهد اكبر في بعض المجالات مثل المجال الاقتصادي، نحتاج الى جهود اكبر ونتمنى ان نشهد تطور هذه العلاقات في المستقبل.

العالم: هل هناك مؤشرات من اجل اجتماع اللجنة السياسية المشتركة بين ايران الجزائر؟

اُجريت مفاوضات حول هذا الموضوع ونأمل ان يتم هذا الامرفي العام الحالي وان نشهد انعقاد اللجنة السياسية المشتركة بين البلدين ، فالبلدان لها آليات لتوطيد العلاقات فيما بينها ومن اهم هذه الآليات بين ايران والجزائر هي اللجنة السياسية ، تم الحديث وتبادل وجهات النظر بهذا الخصوص ونامل تشكيل اللجنة حتى نهاية العام الحالي .