روسيا و "إسرائيل".. من خدع من؟

روسيا و
السبت ١٦ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٤:٠٢ بتوقيت غرينتش

في السابع من شهر نيسان / ابريل الحالي صوتت الجمعية العامة للأمم، على مشروع قرار، رعته دول من بينها أوكرانيا وامريكا وبريطانيا، يدعو إلى تجريد روسيا من عضويتها في مجلس حقوق الإنسان، على خلفية هجومها على اوكرانيا، وقد تم اعتماد القرار بعد حصوله على ثلثي الأصوات.

العالم كشكول

من بين كل مواقف الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار، أثار موقف الكيان الاسرائيلي جدلا واسعا، فهذا الكيان كان في بداية الازمة يوحي انه يعتمد موقفا حياديا منها، فقد ظهر بمظهر من لا يريد خسارة اي من حليفيه ، أمريكا وروسيا، الا ان تطورات الازمة دفعت هذا الكيان الى الاعلان عن موقفه الصريح والواضح بالوقوف مع الحليف الامريكي، وطعنه الحليف الروسي في الظهر، وذلك عندما صوت لمشروع طرد روسيا من مجلس حقوق الانسان.

هناك من انشغل بمسألة غدر الكيان الاسرائيلي بروسيا، وان الاول قد خدع الثانية على مدى سنوات خاصة في سوريا، عندما تغاضت موسكو عن الهجمات التي كانت تشنها "إسرائيل" على حلفائها في سوريا منذ 7 سنوات، إلا ان الشيء الذي تم تجاهله عن قصد او غير قصد، هو مهزلة ان يسمح النظام العالمي لكيان ارهابي عنصري محتل غاصب، قام على القتل والتشريد، ومازال يفعل ذلك منذ اكثر من سبعة عقود، ان ينضم الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، والمهزلة الاخرى هو مشاركته في التصوت لتجميد عضوية دولة كبرى مثل روسيا، في مجلس حقوق الانسان، على خلفية اتهامات، لم يتم تاييدها من مصادر محايدة حتى الان.

للاسف الشديد، كانت روسيا من بين اهم بناة هذا النظام العالمي الذي سمح لمثل هذا الكيان العنصري الارهابي بالتسلل الى المنظمات الدولية ومنها مجلس حقوق الانسان، واليوم نراها تدفع ثمن التغاضي عن شذوذ هذا النظام الاحتلالي الاجرامي العنصري، وثمن الثقة التي اولتها لهذا الكيان، لاعتقادها ان هذا الكيان سيضعها في ذات الكفة التي يضع فيها امريكا، ناسية ان الكيان الاسرائيلي لا يدين بوجوده لامريكا وبريطانيا والغرب فحسب، بل يدين لها بإستمراره وديمومته.

في رد يحمل اكثر من رسالة ، على غدر الكيان الاسرائيلي، ذكّر بيان لوزارة الخارجية الروسية، بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي لم يحترمها الكيان الاسرائيلي، وبمواصلة هذا الكيان احتلاله غير القانوني للأراضي الفلسطينية، وبقتله الآلاف من الفلسطينيين، وبتحويله قطاع غزة الى سجن كبير، وشدد على :"ان مسار إسرائيل في الحفاظ على أطول احتلال في تاريخ العالم بعد الحرب ، يتم بتواطؤ ضمني من الدول الغربية وبدعم فعلي من الولايات المتحدة".

يرى المراقبون للعلاقة بين روسيا والكيان الاسرائيلي، ان تصويت الكيان في مجلس حقوق الانسان والحملة الاعلامية والصحافية التي تُشن على روسيا في هذا الكيان، احدثت شرخا في العلاقة بين الجانبين، وان بيان الخارجية الروسية جاء ليؤكد هذه الحقيقة، وهو ما سينعكس على حرية تصرف "اسرائيل" في المنطقة ويقيدها خاصة سوريا، ولكن هناك من يرى ان العلاقة بين الجانبين اقوى من غيمة الصيف التي طرأت على سماء هذه العلاقات، وهناك راي ثالث يقول علينا ان ننتظر تداعيات حرب اوكرانيا، فهي التي ستحدد مسار العلاقة بين روسيا والكيان الاسرائيلي".