فهل من مُدّكِر

الإمارات تبني مستوطنة يهودية على أرضها وتشارك في إحتفالات "إسرائيل" بإحتلال فلسطين

الإمارات تبني مستوطنة يهودية على أرضها وتشارك في إحتفالات
الإثنين ١٨ أبريل ٢٠٢٢ - ١١:٣٤ بتوقيت غرينتش

خبران لا يفصل بينهما إلا ساعات، ويكشفان عن السرعة التي يتم فيها تهويد الامارات من قبل ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد، الخبر الاول انشاء مستوطنة يهودية تضم 8000 مستوطن، والخبر الثاني، هو مشاركة شركتين للطيران إمارتيتين في "أحتفالات" الكيان الاسرائيلي بذكرى النكبة الفلسطينية واحتلل فلسطين من قبل العصابات الصهيونية عام 1948، و ما يعرف في تل ابيب وابوظبي "يوم إستقلل إسرائيل"!.

العالمكشكول

خبر إنشاء المستوطنة اليهودية في الامارات كشف عنه الحاخام الأكبر للمجلس اليهودي الإماراتي إيلي عبادي، الذي اعلن في تصريح صحافي نقلته وسائل إعلام عربية، ان هناك حوالي 2000 يهودي يقيمون في الإمارات، ويمارس 500 يهودي شعائرهم الدينية، وان عدد اليهود في الإمارات تضاعف منذ توقيع "اتفاقيات إبراهام" التطبيعية بين سلطات الاحتلال والإمارات والبحرين عام 2020.

وتوقع الحاخام أن يتضاعف الرقم أربع مرات خلال السنوات الخمس المقبلة، وان اليهود يرغبون في بناء حي كامل فيه معابد يهودية، ومنازل خاصة، ووحدات سكنية، وفنادق، ومراكز تسوق، ومراكز تعليمية، من دور الحضانة إلى التعليم العالي كالمعاهد والكليات، ومؤسسات طعام الكوشر، وان المحادثات جارية مع سلطات ابوظبي، حول الارض التي ستقام عليها هذه المستوطنة، التي ستكون الاولى التي يتم إنشاءها في ارض عربية خارج فلسطين المحتلة.

الخبر الثاني، والذي يكشف اكثر عن العلاقة الفضائحية بين سلطات الامارات و"إسرائيل"، والمدى الذي وصلت اليه هذه السلطات في الانسلاخ عن كل ثوابت الامتين العربية والاسلامية والارتماء في احضان الصهيونية العالمية، قرار هذه السلطات المشاركة في "احتفالات" الذكرى الـ74 التي يقيمها الكيان الغاصب للقدس بمناسبة النكبة واحتلال الاراضي الفلسطينية، وما ما يسمى بـ"إستقلال إسرائيل" والتي تقام في 15 أيار/ مايو من كل عام، وهي مناسبة يُحييها الفلسطينيون، تعبيرا عن تمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرا على يد العصابات الصهيونية، بالإضافة الى جرائم التطهير العرقي التي مورست بحقهم قبل وبعد عام 1948.

موقع "واينت الاسرائيلي" الإلكتروني، ذكر مساء يوم امس الأحد، انه من المقرر ان تشارك طائرات مدنية تابعة لشركتي طيران إماراتية (الاتحاد للطيران وطيران أبو ظبي) الى جانب طائرات مدنية تابعة لشركات "إل عال"، و"يسرائير" و"كال فعياط"، في العرض الجوي "احتفالا بذكرى إعلان قيام إسرائيل".

لا يحتاج القارىء ليكون خبيرا في السياسة، ليدرك ان كل التبريرات المعلنة وغير المعلنة، التي ساقتها سلطات الامارات لتسويق علاقتها مع الكيان الاسرائيلي، مثل "مصلحة الفلسطينيين"، او "الخوف من ايران"، ما هي الا اكاذيب، فالهدف من وراء هذا التطبيع الخياني، هو خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، وهو المشروع الذي بدأ بزقاق يهودي في فلسطين ثم أصبح حياً ثم مستوطنة تم ابتلع اغلب فلسطين، واليوم تدور الدائرة على الامارات بفضل حكامها، الذين، أحرقوا مراحل الأزقة وانتقلوا مباشرة الى مرحلة بناء اول مستوطنة يهودية في الجزيرة العربية، بعد ان أخرجهم منها نبي الاسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.. فهل من مُدّكِر.