فاذا جاء وعد الآخرة.. هل تستعجل 'اسرائيل' حتفها؟

فاذا جاء وعد الآخرة.. هل تستعجل 'اسرائيل' حتفها؟
الثلاثاء ١٩ أبريل ٢٠٢٢ - ١٠:٣٤ بتوقيت غرينتش

يحاول الكيان الاسرائيلي بشتى الطرق اثبات قدراته على المواجهات والتحديات المتلاحقة لتقويض أساس وجوده غير الشرعي على الجغرافية المحتلة في ارض فلسطين العربية الاسلامية المغتصبة بذرائع شتى ومنها زعمه الرد على صاروخ أُطلق في وقت سابق صوب إحدى مستوطنات "غلاف غزة".

العالم - كشكول

التطور الجديد الذي حصل فجر اليوم الثلاثاء هو محاولة كشف مدى التسلح المقاوم في غزة حيث شنت طائرات الاحتلال غارات على مواقع غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

المقاومة تعرف جيدا مدى الهلع والدوار الذي يصيب المحتلين وحتى داعميهم الاميركان من امتلاك رجال المقاومة للدفاعات الجوية وحتى قدراتهم الصاروخية الهجومية الميدانية، وما يعزز من قدراتهم على المبادرة الهجومية بعيدة المدى وفي اخص الخصوص في الظرف الحالي بعد فشل القدرات الدفايعية الاسرائيلية المتمثلة بما يسمى بـ"القبة الحديدية" وحتى فشل سلاح الباتريوت الاميركي الدفاعي في عين الاسد وبعد ذلك في التصدي للمسيرات والبالستيات اليمنية التي استهدفت "ارامكو" في عقر دار المعتدين السعوديين.

كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة "حماس"، أعلنت فجر اليوم الثلاثاء في بيان، أن "دفاعاتها الجوية تصدت في تمام الساعة 1:35 الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي في سماء قطاع غزة، بصواريخ أرض- جو".

لا تفسح بعد اليوم

نعم لم يعد بامكان الطيران الحربي الاسرائيل بعد اليوم التفسح في سماء غزة التي بات تسليحها بحجم تسليح دولة مهيأة ومتهيئة لكل الاحتمالات المفاجئة الواردة من عدو غادر لا يراعي اي قانون ارضي او سماوي، بعد تعزيز قدراتها الدفاعية وتمكين اراضيها واستحكامها بالانفاق تحت الارض على طولها وعرضها.

الوجود الاسرائيلي (كل الوجود الاسرائيلي غير الشرعي) بات مهددا اليوم بتطوير المقاومة ليس فقط في فلسطين المحتلة بل على مستوى الدول المحيطة بهذا الكيان الغاصب ابتداء من غزة وعموم الاراضي الفلسطينية مرورا بالجبهة اللبنانة المقاومة الى سوريا الى العراق وصولا الى عمق الاراضي اليمنية المقاومة التي ازعجت واربكت بصواريخها وبالستياتها المتطورة عموم الدفاعات الجوية الاميركية وحتى الاسرائيلية التي باتت خيمة متهرئة لا قيمة لها، وليست قبة حديدية يحسب لها الحساب، فكيف ستصمد أمام الكم الهائل للصواريخ المحدقة بالكيان الفاقد للشرعية الوجودية والجغرافية والسياسية والاخلاقية حتى تم وصفه قبل حين بالنظام العنصري.. كنظام الابرتاد الجنوب افريقي السابق.

الدرس الذي لقنته عموم المقاومة الاسلامية ومنها الفلسطينية درس بليغ حقا.. خصوصا في مواجهات القدس ومعركة "سيف القدس" تلك الاشتباكاتٌ التي بدأت بتوتر بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة الاحتلال في 6 أيار/مايو 2021 نتيجة قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن إخلاء سبع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس لإسكان مستوطنين إسرائيليين.

هل نحن على اعتاب "سيف قدس" ثانية"؟

المفاجآت الفلسطينية في سيف القدس كانت كبيرة ارعبت بجد الآلة الاسرائيلية وضباط الاستخبارات والمخابرات الاسرائيليين الذين خيمت عليهم ايام عجاف مرة وتحديدا في مثل هذه الايام من شهر رمضن المبارك عام 2021، حيث تفجرت الأحداث مساء يوم الجمعة 7 أيار/مايو 2021 الموافق 25 من شهر رمضان 1442المبارك، بعدما اقتحم آلاف من جنود الشرطة الإسرائيلية -في عملية استفزازية كالتي تحدث هذه الايام في القدس الشريف وفي باحات المسجد الأقصى واعتدوا على المصلين ما أسفر عن إصابة أكثر من 205 مدنيين فلسطينيين في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح.

كما وقعت مواجهات عنيفة صباح يوم الاثنين 10 أيار/مايو2021 الموافق 28 من شهر رمضان 1442 هـ بعد اقتحام آلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وأسفرت عن إصابة أكثر من 331 مدنيا فلسطينيا كان بينهم 7 حالات خطرة للغاية ومسعفون وصحفيون في المسجد ومحيط البلدة القديمة.

في خضم تطورات اليوم الثلاثاء، يأتي "القصف الاسرائيلي لغزة للتغطية على فضحية الاحتلال الصهيوني، المتمثلة بانتهاك كل القوانين والأعراف الانسانية بعدوانها على المصلين في المسجد الأقصى المبارك في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك".

أفاد المركز الفلسطيني للاعلام، أن طائرات الاحتلال أطلقت نحو 6 صواريخ على موقع "القادسية" غربي خانيونس، ما أحدث دوي انفجارات ضخمة، وان المقاومة أطلقت مضاداتها الأرضية صوب طائرات الاحتلال.

هجوم الاحتلال الجوي على غزة فجر اليوم ليس مستبعدا ان يكون بمستوى هجوم محدد لجس النبض الفلسطيني، استعدادا لهجوم اوسع حيث لم يتعض من تجربة سيف القدس ويريد تجربة حطه العاثر مجددا، وذلك ما اشار اليه الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم، الذي عدّ أن "القصف الإسرائيلي لبعض المواقع الفارغة، محاولة فاشلة لمنع شعبنا الفلسطيني من الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى".

هل جاء وعد الآخرة؟

قال تعالى في محكم كتابه المجيد (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علواا تتبيرا) صدق الله العلي العظيم

في كلل الاحوال الامور لم تعد كالسابق.. حيث بات الفلسطينيون وعموم رجال المقاومة في عموم المنطقة متحفزين ومتهيئين ومستعدين للمنازلة الاخيرة التي سيرهبون بها بلاشك اعداء الله واعدائهم، لتكون النتيجة الحتمية التي واعدنا الله بها قبل 14 قرنا بازحة هذه الغدة السرطانية من الوجود نهائيا.

السيد ابو ايمان