هل تُقدم روسيا على تأديب كيان الاحتلال بسوريا؟

هل تُقدم روسيا على تأديب كيان الاحتلال بسوريا؟
الخميس ٢١ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٣:١١ بتوقيت غرينتش

 تسود حالة من التوتّر الدبلوماسيّ الشديد بين كيان الاحتلال وبين روسيا، على خلفية تصويت "إسرائيل" مع القرار القاضي بتعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان التابِع للأمم المُتحدّة، والذي قوبِل باستعداء سفير الكيان بموسكو والاحتجاج أمامه.

العالم-روسيا

وقبل الولوج في تبعات وتداعيات هذا التوتّر، الذي لا تستبعِد تل أبيب بأنْ يتحوّل لأزمةٍ دبلوماسيّةٍ بين البلديْن، يجِب التوقّف قليلاً عند تصريح وزير خارجيّة كيان الاحتلال، يائير لبيد، الذي قال الشهر الماضي إنّ “هناك عدّة اعتبارات تتخذها بلاده في تعاملها مع "الغزو الروسي لأوكرانيا"، منها اتخاذ موقف الحياد لعدم تعرّض طياريها لاستهدافٍ روسيٍّ”.

وجاء ذلك خلال مؤتمر حضره لابيد في جامعة (ريتشمان)، الشهر الماضي، وأضاف أنّ موقف حكومته حول أوكرانيا يقوم على مصالحها لدى جميع الأطراف وبما يخدمها أمنها في سوريّة، بحسب ما نقلته صحيفة (معاريف) العبريّة.

وأضاف: “كان علينا الحفاظ على موقفنا بين الهجوم في أوكرانيا ومصالحنا في سوريّة، يجب أنْ نمنع احتمال إسقاط أيّ طيّارٍ إسرائيليٍّ في سوريّة وأسره، وذلك في إشارة إلى إمكانية استخدام روسيا أسلحة مضادة لإسقاط طائرات "إسرائيل" التي تشنّ هجماتها على مواقع في سوريّة.

وبسبب موقف "إسرائيل" ضدّ روسيا في الأمم المُتحدّة عادت إلى الواجهة الملّفات العالِقة بين البلديْن، وموسكو ليست في عجلةٍ من أمرها، فقادة الكرملين لم ينسوا ولن يتجاهلوا هبّة الصحف والمواقع ووسائل الإعلام العبرية لشيطنة روسيا ورئيسها ونعته بأبشع الصّفات منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، اتهّم سيفير بلوتسكر، أحد كبار المُحلِّلين في تل أبيب، في مقالٍ بصحيفة (يديعوت أحرونوت) الرئيس الروسيّ بأنّه لا يقِّل خطورةً عن هتلر، فيما نعته آخر بـ”نيرون القرن الـ21″.

وعلى الرغم من اندلاع الأزمة الدبلوماسيّة بين تل أبيب وموسكو، يُواصِل الإعلام العبريّ الاستئساد على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، ويُضيف يوميًا، وحتى على مدار الساعة الألقاب السافِلة بحقّ بوتن، ولا يتورّع عن اتهامه بارتكاب جرائم حرب، وكلّ ذلك بهدف شيطنة الرئيس الروسيّ ودولته العظمى.

وفي هذا السياق، أوضح إفراييم غانور، في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا، يُحتّم علينا “استخلاص الدروس والتعلم من هذا الفصل البشع الذي سيكتب في كتب التاريخ كفصل بائس آخر في تاريخ البشرية، لافتًا إلى أنّه “في كلّ جيل قد ينهض زعيم وحشي، بخلاف كل النظريات والتقديرات، قادر على أنْ يغير بجرة سيف أنظمة العالم ويتسبب بقتل جماعي، خراب، وتحول الكثيرين إلى لاجئين، أزمات اقتصادية عالمية وغيرها، وشدّدّ على أنّ “نوازع الإنسان لم تتغير إيجابًا رغم التقدم، وبوتين اليوم لا يختلف في شيء عن القيصر الروماني نيرون”، على حدّ تعبيره.

وخلُص إلى القول إنّ “استخدام الفيتو الروسيّ على مشروع القرار في مجلس الأمن للأمم المتحدة لشجب أفعالها الإجراميّة، يثبت بشكل مثير للسخرية إفلاس مؤسسة الأمم المتحدة، وهذا هو الوقت لحلّ هذه المؤسسة التي أصبحت عديمة القيمة وإقامة مؤسسة دولية أخرى مكانها مختلفة جوهريًا”، على حدّ تعبيره.

جديرٌ بالذكر أنّ "إسرائيل" تعلم جيّدًا بأنّ روسيا باتت رقمًا صعبًا جدًا في الشرق الأوسط، بعد “ابتعاد” الولايات المُتحدّة عن المنطقة بهدف الاستعداد للحرب القادِمة مع الصين، وبالتالي من غير المُستبعد بتاتًا أنْ تُلوِّح موسكو بالورقة السوريّة، وتتنصّل من الاتفاقية مع الكيان حول حريّة عمل سلاح الجوّ الإسرائيليّ في سوريّة لضرب التمركز الإيرانيّ ونقل الأسلحة لحزب الله، فإيران أعلنت بوضوحٍ وقوفها مع روسيا ضدّ أوكرانيا، الأمر الذي يُثير المخاوف في تل أبيب من توثيق العلاقة بين محور المقاومة وموسكو.

والسؤال الذي يبقى مفتوحًا: هل تُقدِم روسيا على تأديب تل أبيب في سوريّة ولو بشكلٍ غيرُ مُباشرٍ؟ وهل تصريح وزير الخارجيّة الإسرائيليّ لبيد بأنّه “يجب على "إسرائيل" أنْ تمنع احتمال إسقاط أيّ طيّارٍ إسرائيليٍّ في سوريّة وأسره”، كان عفويًا أمْ أنّه جاء على خلفية معلوماتٍ وصلت لإسرائيل من موسكو؟

*رأي اليوم/زهير أندراوس