وأفاد تقرير لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" من بيروت، أن البحث بين باهنر وميقاتي تناول في حضور السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي والنائب اللبناني غازي زعيتر، التطورات التي تشهدها بعض الدول العربية، ومحاولات الإدارة الأميركية للالتفاف على نتائج الثورات العربية، خدمةً لمصالحها.
وتطرق الجانبان لاتفاقيات التعاون الثنائي الموقعة بين البلدين وأهمية العمل على تنفيذها، وأكد باهنر لرئيس الحكومة اللبنانية استعداد ايران لتنفيذ هذه الاتفاقيات، ووضع إمكانياتها وخبراتها في ما يصب لمصلحة لبنان.
وبعد اللقاء أوضح نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي للصحافيين أنه قدم للرئيس ميقاتي "التهنئة القلبية الحارة" بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، ونيلها ثقة مجلس النواب، وكذلك لمناسبة مرور الذكرى السنوية الخامسة لانتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006 وقال: "أؤكد لكم أن البرلمان الإيراني يحتل موقعا مميزا وفريدا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبامكانه أن يلعب دورا مهما ومؤثرا وفاعلا في تطوير العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة كافة".
وأضاف: "وأكدنا في خلال هذا اللقاء على أوجه التعاون الثنائي الأخوي والبناء الذي بامكانه أن يستمر ويتعزز في المستقبل. كما أكدنا أن كافة القضايا المحقة والعادلة في هذا العالم لا سيما في لبنان وفلسطين والمقاومة الباسلة لم تكن في يوم من الأيام من القضايا العابرة أو الهامشية في السياسة الإيرانية وإنما تأتي دوما في صلب السياسة والتوجهات السياسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتابع باهنر قائلاً: "كما تطرقنا إلى قضايا الساعة من قبيل الانتفاضات الشعبية التي تقوم حاليا في بعض البلدان العربية، وأعربنا عن قناعتنا أن الغرب بشكل عام والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص تريد أن ترسم أمواج هذه الانتفاضات الشعبية العربية وأن تسيرها وتديرها في الاتجاه الذي يخدم المصالح الإمبريالية الأميركية، ونحن نؤكد على قناعاتنا بأن صحوة ووعي هذه الشعوب ودرايتها سيقطع الطريق على هذه المشاريع الأميركية والغربية المشؤومة".
وأردف باهنر: "أكدنا للرئيس ميقاتي أن إيران لديها تجربة فريدة واستثنائية في مجال البناء والعمران، لا سيما إبان الحرب التي فرضت عليها والدفاع المقدس عن ترابها الوطني، كذلك خلال نجاح تجربتها الفريدة والمميزة في الصمود والتصدي بوجه الحصار الغربي والأميركي المفروض على الجمهورية الاسلامية في المجالات كافة خلال العقود الماضية، وهي تمكنت من أن تتخطي كافة الصعاب وأن تبني نفسها بنفسها في المجالات العمرانية والإنمائية والصناعية والتكنولوجية المتطورة وهي على أتم الاستعداد كي تضع هذه التجربة الإيرانية الفريدة في مجال تطبيق الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين لبنان وإيران".
ورداً عن سؤال حول تطورات الوضع في سوريا قال باهنر: "نحن نعتقد أن ما يجري في سوريا حاليا هو عبارة عن مؤامرة أميركية- إسرائيلية بمشاركة حلفاء الأميركيين والعدو الصهيوني، هذه الأطراف المتآمرة تريد أن تبين للعالم بأن الأوضاع الحالية هي أوضاع متشنجة ومضطربة في سوريا، لكن نحن نعتقد أنه، في الجبهة المقابلة، فإن كل القوى التي تمثل محور الممانعة والتصدي والمقاومة للمشاريع الأميركية والإسرائيلية وفي طليعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان والمقاومة في فلسطين وحركة حماس، كل هذه التيارات ينبغي أن تتحلى بأقصى درجات الوعي والحذر والإدراك والحكمة والدراية من أجل أن تقطع دابر التدخلات الأميركية الإسرائيلية في الوضع الداخلي السوري. نحن نعتقد بان الهدف من كل ذلك ليس يافطات الإصلاحات المعلنة إنما فصل سوريا عن محور المقاومة".