مرة اخرى.. امريكا و"قسد" تخسران الرهان في سوريا

مرة اخرى.. امريكا و
الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠٢٢ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

أثمرت الجهود الحكومية السورية برعاية روسية على مدى الأيام الأخيرة بفك الحصار الذي فرضته "قسد" منذ 20 يوما على أحياء في مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرقي سوريا.

العالم – كشكول

على مدار عشرين يوماً من حصار "قسد" لأحياء في وسط مدينتَي الحسكة والقامشلي تصاعدت الجهود السورية - الروسية المشتركة من اجل فك الحصار، ونجحت في إدخال الطحين والمحروقات والمواد الغذائية إليها، كإجراء أول، مع استمرار النقاش حول فك احتجاز "قسد" لمباني الكليات الجامعية، وإعادة تسليمها لإدارة جامعة الفرات في المحافظة.

هذا التطور الذي حدث مروهون بحسابات سياسية عميقة فمجموعات "قسد" المدعومة من الاحتلال الامريكي التي تتوحش في جرائمها كل يوم ومشروعها الانفصالي لم يكن ليرق قلبها دون سبب فقد اقدمت على هذه الخطوة بعد توفر عدة عوامل تؤكد فشل حصارها .

فمناطق التماس بين مناطق العمليات التركية شمالي سوريا ومناطق سيطرة "قسد" تشهد اشتباكات مستمرة، وقد ارتفعت حدتها مع وجود تهديد تركي حقيقي بشن هجمات جديدة على تلك المناطق التي تقع ضمن مساحة التنسيق الروسي - التركي، ولا تشهد أي تواجد للأميركيين، الامر الذي دفع "قسد" لاستعجال الاتفاق مع الدولة .

كما ان امريكا وقسد التي راهنتا على انشغال روسيا بالحرب مع اوكرانيا قد خسرتا الرهان، وذلك مع ابداء موسكو اهتماماً كبيراً بضرورة إنهاء التوتر الذي استجد في الحسكة، وضمان عدم حصول أي صدام عسكري بين الجيش و"قسد"، وهو ما أثبت للأخيرة، أن الدور والتأثير الروسيين في سوريا لم يتغيرا بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأن الحديث عن انسحاب روسي وشيك أثبتت الوقائع على الأرض عدم صحته.

بالاضافة الى ذلك تظاهر المئات من أهالي محافظة الحسكة السورية احتجاجاً على الحصار، تعبيراً عن رفضهم لممارسات مجموعات قسد المدعومة أمريكياً بعد حصار هذه المجموعات لمركز مدينتي الحسكة والقامشلي، ومنعها دخول المواد الغذائية الأساسية والقمح إلى الأفران وارتفاع وتيرة الهجوم ضد مجموعات "قسد" ومقتل واصتبة عناصر لها على ايدي مجهولين كل ذلك دفع قسد لاعادة حسابتها والتخفيف من حدة التصعيد.

محافظ الحسكة، غسان حليم خليل، اكد أن الاتفاق حصل بعد جهود حكومية وروسية حثيثة، تم عبرها فك الحصار عن الأحياء والأرياف المحاصرة في مدينتي القامشلي والحسكة، لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.

هذا وبدأت المشاكل الخدمية التي تعانيها محافظة الحسكة تأخذ طريقها نحو الحل، وبعد الإعلان الحكومي عن التوصل إلى اتفاق، أزالت "قسد" المظاهر المسلحة في محيط أحياء وسط مدينتي الحسكة والقامشلي، وفتحت كافة الطرقات المؤدية إليها، وسمحت بدخول الطحين والمحروقات وصهاريج المياه. ليرفع العلم السوري على دوار معبر نصيبين بالقامشلي، وعلى دوار الجامع الكبير بجانب سوق الخضرة والكراجات،وفتح الطريق المؤدي من الكراجات وسوق الخضرة إلى دوار نصيبين أمام حركة المركبات والمدنيين.

ويستمر النقاش حول فك احتجاز "قسد" لمباني الكليات الجامعية، وإعادة تسليمها لإدارة جامعة الفرات في المحافظة حيث ترفض تسليم مباني الاقتصاد والهندسة المدنية وفرع الجامعة، بحجة أنها باتت مواقع عسكرية، لملاصقتها سجن الثانوية الصناعية الذي يضم معتقلي تنظيم "داعش" الارهابي ، مع التعهّد بتسليمها في حال زالت الأسباب الأمنية وهو امر مستبعد من قبلها، هذا وتتواصل الجهود الحكومية لضمان استمرار التعليم الجامعي في الحسكة وتوفير الخدمات المعيشية لسكانها.