ما وراء اهتزاز العلاقة الاستراتيجية بين السعودية وامريكا؟

الخميس ٠٥ مايو ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

رأى الباحث السياسي خالد الرواس، ان تصريح تركي الفيصل والتي اعرب فيها عن خيبة أمل السعودية من علاقتها بأمريكا، هو نتيجة تراكمات ليست مستجدة او وليدة الساعة.

وقال الرواس في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان تصريح الفيصل جاءت بعدما شعرت السعودية بان الخلافات مع الامريكيين هي خلافات حقيقية وجدية رغم العلاقة الاستراتيجية التي تربط السعودية بالولايات المتحدة منذ عام 1932 من القرن الماضي، وبالتالي باتت السعودية تقرأ ما يحصل في المنطقة من زاوية اخرى، فهي تريد من خلالها ان تجد حلولاً لهذه المشاكل الحقيقية التي لم تتوصل لحلها حتى الساعة.

واوضح الرواس، ان الولايات المتحدة على ما يبدو تنظر لتحالفها مع السعودية من الزاوية التي تخدم المصالح الامريكية، مشيراً الى ان السعودية لم تكن على دراية بان يمكن يصل الموس الى ذقنها ان صح التعبير، في مواجهة المشاكل التي لم تجد لها حلاً، معتبراً ان المسألة ليست مرتبطة بالعدوان على اليمن وضرورة وقف الحرب، وانما ايضاً القضية السورية والفلسطينية، ومسألة الضغط الامريكي للاتفاق مع موسكو في موضوع اوكرانيا واوبك واوبك بلاس، بحيث ان كل هذه الامور مرتبطة مع بعضها واصبحت السعودية محرجة تجاه نفسها اولاً وتجاه حلفائها.

من جانبه، اكد الكاتب والباحث السياسي رضوان قاسم، ان من يوكل اموره الى الشيطان لا يرى الا النار امامه، معتبراً ان السعودية منذ فترة طويلة اوكلت امورها الى الشيطان الاكبر.

وقال قاسم: ان تصريح تركي الفيصل من خيبة امل في العلاقة مع الامريكيين، بانها نتائج طبيعية للعلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية والسعودية، التي لم تتعلم من ان امريكا تبيع حلفائها في اول مفترق طرق عند مصالحها.

واوضح قاسم، ان السعودي عندما يقول بان هناك خيبة امل، لانه يعتبر نفسه حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة ولم يفكر يوماً يمكن ان تبيعه عندما ترى بانها لم تعد في حاجة الى السعودية في المنطقة، ولهذا يشعر السعودي بخيبة امل.

ولفت قاسم الى ان السعودي لم يحقق المطالب الامريكية كما تريد في اليمن او غيرها، من هنا بدأت المعركة، خاصة ان السعودي كان يحلم بعودة ترامب الذي كان يأمره وهو ينفذ، كي يعود الغطاء الامريكي له، معبراً عن اسفه بان السعودي لم يتعلم ان كان ترامب او بايدن او رئيس امريكي كان، فانه سيتخلى عن حلفائه واقرب المقربين اليه اينما تقتضي مصلحته.

واكد قاسم ان الانشقاق بين السعودية وامريكا بدأ منذ حرب اليمن، باعتبار ان السعودي كان يقول للامريكي بانه سينهي الحرب خلال ثلاثة ايام او ثلاثة اسابيع وتنتهي القصة، واذا به يفضح سلاح الباتريوت وغيره الذي كان يفتخر به الامريكي، وتبقى هذه الحرب بدلاً من ثلاثة اسابيع الى سبع سنوات ولم تؤت اكلها ولم ينفذ السعودي اوامر سيده، واضطر الامريكي بسحب صواريخ الباتريوت.

بدوره، اعتبر المحلل السياسي اليمني سند الصيادي، ان تصريح تركي الفيصل، تؤكد التصريحات اليمنية بان الحرب السعودية على اليمن انما هي حرب امريكية على الشعب اليمني، خوضت بضمانات امريكية.

وقال الصيادي: ان النظام السعودي يتموضع في الحرب على اليمن كقطعة شطرنج المصالح الامريكية، وهذا ما ينفي الرواية السعودية التي حاولت ان تدعي المزاعم الاخرى لحربها على اليمن.

واوضح الصيادي، ان امريكا قدمت دعماً لوجستياً وعسكرياً واستخباراتياً كبيراً منقطع النظير للنظام السعودي في حربه على اليمن، لكن المشكلة وفقاً للغباء السياسي للنظام السعودي وسوء تقديره، يعتقد ايماناً غريباً بان القيادة الامريكية قادرة على فعل كل شي وحسم المعركة في اليمن.

واكد الصيادي ان صمود الشعب اليمني هو من افشل المخططات الامريكية والسعودية في الميدان، وان القيادة الامريكية توصلت الى حقيقة وهي استحالة كسر الارادة اليمنية، وهي اكثر ذكاءاً ودهاءاً من ان تستجيب للسعودية بارسال جنودها او مرتزقتها كما يفعل السودان، للقتال نيابة عن السعوديين، وتنصهر اكثر في المحرقة اليمنية، ولهذا يلجأ الامريكان الى السياسات الاخرى كالحصار والصواريخ والقنابل وتجويع الشعب اليمني.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/6160553

كلمات دليلية :