رغم التحذيرات.. ابن سلمان يشتري "الرضا السامي" بـ 2 مليار دولار

رغم التحذيرات.. ابن سلمان يشتري
الأحد ٠٨ مايو ٢٠٢٢ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

يتصاعد على السطح تباين وجهات النظر والخلافات بين الادارة الامريكية برئاسة جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيما يتجه الاخير الى الاستثمار مع الكيان الصهيوني الحليف الاساسي لامريكا لضمان البقاء على عرش البلاد.

العالم – كشكول

جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب يستعد إلى استثمار أموال بحوالي 3 مليارات دولار في شركات تكنولوجيا إسرائيلية لإنشاء "ممر استثماري" بين الاحتلال والسعودية.وأسس كوشنر، الذي شغل منصب كبير مساعدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، شركة خاصة باسم "أفينتي بارتنرز" بعد مغادرة البيت الأبيض، ليجمع بذلك ما يصل إلى 3 مليارات دولار، منها حوالي 2 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية في السعودية.

ومن الواضح ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعول على عودة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للرئاسة في انتخابات عام 2024، وبالضرورة عودة العلاقة الدافئة مع السعودية. حيث وضع ملياري دولار في استثمارات صهر ترامب جارد كوشنر رغم قلة خبرته في مجال الاستثمار الذي يحاول دخوله ، متجاهلا النصائح من هيئة استشارية في الصندوق السيادي التي طرحت فكرة عدم خبرة أفينتي في مجال السندات الخاصة، وبخاصة أن كوشنر كان في قطاع العقارات، قبل عمله في البيت الأبيض خلال فترة ترامب. كما أن سجله الاستثماري لم يكن جيدا بشكل عام. وعبرت عن قلقها من أن العناية الواجبة للشركة الجديدة غير مرضية، حسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

ويعد هذا القرار أول حالة معروفة يتم فيها توجيه أموال صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى الكيان الإسرائيلي، ما يدل على رغبة السعودية المتزايدة في التعامل مع تل أبيب والتاسيس للتطبيع مع الاحتلال خاصة انه كان لكوشنر دور محوري في التوسط في صفقات بين الكيان الصهيوني والإمارات والبحرين والسودان والمغرب في موجة تطبيع العلاقات . كما ان وفي الأشهر الأولى من إدارة ترامب كان كوشنر محوريا في حرف الدعم عن ولي العهد السابق محمد بن نايف نحو الأمير الأصغر محمد بن سلمان، والذي أقام معه كوشنر علاقة قوية وبعد مقتل خاشقجي كان كوشنر من أكبر المدافعين عن ابن سلمان.

ان اتجاه ولي العهد السعودي الى تقوية العلاقات مع الكيان الصهيوني هو في اطار البحث بديل ووسيط بعدما ظهرت الخلافات بين السعودية وامريكا على السطح، حيث اعتبر تركي الفيصل هو الرئيس السابق للمخابرات السعودية، والمقرب من القيادة الحالية، ان بلاده تشعر بأن امريكا خذلتها فيما يتعلق في العلاقة معها، لاسيما تجاه التهديدات الامنية التي تشكلتها انصار الله . بالاضافة الى ذلك توجود معلومات تفيد بان الرئيس الاميركي جو بايدن وجه إهانة جديدة لإبن سلمان ولمستقبل التعامل معه في ظل إصرار واشنطن على تحجيم العلاقة مع الرياض، ذلك بتعيين بايدن سفيرا مدنيا في السعودية هو الدبلوماسي "مايكل راتني" الامر الذي فسره محللو وسائل الاعلام الاميركية بانه بمثابة إهانة لإبن سلمان، لأن بايدن اختار شخصا من خلفية غير عسكرية.

المؤكد ان اتجاه السعودية الى تقوية العلاقات مع الكيان الصهيوني امر غير جديد او مفاجئ حيث عبر عنه ولي العهد السعودي بنفسه الذي قال ان بلاده لا تنظر الى ""إسرائيل " كعدو بل كحليف محتمل" كما ان هناك العديد من اللقاءات والاتبادل التجاري الذي يدل ان التطبيع مع الكيان الصهويني قائما وان كان غير معلن بشكل رسمي. والسعودية على دراية بقوة اللوبيات الصهيونية وتاثيرها على نتائج الانتخابات الامريكية، وعليه فيسعى بن سلمان لضرب عصفورين بحجر واحد وهو الارتقاء بمستوى العلاقات من الاحتلال لضمان تحقيق الحماية امام ادارة الرئيس بايدن والتاثير عليها او اعادة تنصيب ترامب الداعم الاساسي لابن سلمان ، والهدف الاول والاخير لابن سلمان من كل هذه الصفقات هو الحفاظ على كرس العرش وضمان البقاء عليه رغم الانتهاكات التي يقوم بها في ملف حقوق الانسان والعدوان على اليمن والفساد .